رحيل عبدالله السبيعي.. 3 أمتار في مكة تصنع معجزة اقتصادية
من قلب بيت متواضع المال عظيم الأصل، خرج يتيم الأب عبدالله السبيعي من مسقط رأسه بالقصيم السعودية، إلى مكة المكرمة بحثا عن الرزق.
التحق عبدالله بأخيه الأكبر محمد الذي كان قد سبقه إلى مكة واستقر في وظيفة حكومية، قبل أن يستدعيه مع أمه للعيش هناك.
- رحلة هروب استغرقت 26 عاما.. القصة الكاملة لعودة "أشرف السعد"
- قصة الصورة الأشهر لبطل ملحمة تعويم السفينة "إيفر جيفن"
وبجهد الأخوين من أعمال تجارية صغيرة، أنشأ محمد وعبدالله السبيعي محلا صغيرا للصرافة مساحته 3 أمتار في 5 أمتار، واستهدفا الحجاج والمعتمرين الوافدين.
كان الحجاج والزوار يأتون إلى الحرمين من كل بقاع الأرض حاملين عملات بلدانهم، التي استبدلها الأخوان ليتحول متجرهما الصغير لاحقا إلى واحد من أشهر بنوك السعودية "البلاد".
استمرت رحلة الأخوين الاستثمارية وشراكتهما التجارية وحتى الخيرية لأكثر من 78 عاما قبل أن يتقاسما استثماراتهما عام 2010.
وفي عام 2017، رحل الأخ الأكبر محمد السبيعي عن عمر يناهز 100 عام، قبل أن يلحقه بالأمس عبدالله السبيعي عن 100 عاما أيضا، وفقا لما أعلنته مؤسسة عبدالله السبيعي الخيرية.
رحلة نجاح
ويحمل السعوديون تقديرا كبيرا لعبدالله السبيعي كونه أحد رواد نشاط الصرافة المعروفين الذين ساهموا في قيام وتأسيس قطاع الصيرفة وتعزيز دور المصرفية الإسلامية والنشاط الوقفي في المملكة.
وقد أسس عبدالله شركة عبد الله إبراهيم محمد السبيعي (إيمز) القابضة والتي تملك وتدير محفظة متنوعة من المشاريع والاستثمارات في قطاعات عديدة أهمها النشاط العقاري، والصناعي، وقطاع التجزئة، والفندقة، وقطاع الاستثمارات المالية.
وأصبحت نشاطات الشركة القابضة تغطي أهمّ المدن السعودية.
وقف ثلث ماله
وعرف عن الراحل أعمال الخير والعطاء حيث أسس مع شقيقه واحدة من كبرى المؤسسات الوقفية المانحة للمشاريع الخيرية والتنموية.
ووفق مؤسسة عبدالله السبيعي الخيرية، أوقف عبدالله ثلث ماله ليكون أثراً له بعد مماته، وأنشأ مؤسسة خيرية لتدير إنفاق هذا المال في أعمال الخير والبر والإحسان.
ويأخذ الإحسان والخير والمساندة في حياة عبدالله السبيعي حيّزًا، فمنذ بواكير أيامه كان حريصًا على العطاء الذكي.
ومن قبل مأسسة عمله الخيري في صورتها القائمة، كان يتلمَّس مساعدة الفقير بما يُعينه على التخلص من فقرهِ ورفع مستواه المعيشي والمالي بصورة مُستدامة، كان يتكلم مع بعض الفقراء الذين يأتون إليه ليساعدهم ويقترح أن تكون مساعدته لهم في صورة فتح مشروعات صغيرة لتُصبح مصدر دخلٍ لهم، كعرباتِ البيع أو المحالّ الصغيرة وما إلى ذلك.
ولإيمانه بدور النساء وثِقَلِهنّ في تنمية المجتمع فقد عمل على تمكينهنّ وتأهيليهن، ففي إحدى مشروعاته التجارية بدأ بتوظيف حوالي 100 امرأة وذلك بعد تطويرهن وتمكينهنّ وتدريبهنّ، ولعله استوحى ذلك من حياة الجد والكفاح التي كانت عليها والدته في بداية حياتهم.
وآمن بأهمية استقرار الشباب ليكون عنصر نجاح في المجتمع، وأنَّ أول خطوات الاستقرار توجيه فِطرته وغريزته بالطريقة المشروعة، فذلك مؤدٍ إلى صرف جُهده وطاقته في مصالحه التي تنفعه وتجعله لَبِنَة بناء في تنمية المجتمع.
وفاته
وتقول المؤسسة إن عبدالله السبيعي عاش بقوته وصحته وإدراكه حتى ألمّ به عارض صحي دخل على إثره المستشفى، وبقي تحت العناية الفائقة حتى توفي ظهر أمس الخميس في جدة.
aXA6IDUyLjE1LjE4NS4xNDcg
جزيرة ام اند امز