حنين أبو عزة.. أول مبتعثة سعودية تحاضر في جامعة "ليل" الفرنسية
تتوالى قصص النجاح التي ترسم إنجازاتها أنامل سفراء وسفيرات السعودية من الطلبة المبتعثين إلى الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث في جميع الأصعدة.
وقصة نجاح اليوم سطرتها باحثة الدكتوراه الطالبة حنين بنت فؤاد أبو عزة، لتصبح أول أستاذة سعودية تحاضر في جامعة ليل الحكومية شمال فرنسا، وتمثل مملكتنا الحبيبة خير تمثيل في جامعة صنفت من أفضل 251 جامعة في العالم في تخصص الاتصالات التسويقية.
وعن مسيرتها العلمية، قالت حنين أبو عزة لوكالة الأنباء السعودية "واس" في باريس: "درست الماجستير في إدارة الأعمال في ماليزيا في مرحلة الازدهار الصناعي هناك، واستفدت كثيراً من تلك التجربة، واليوم من أقصى الشرق إلى الغرب، قررت الاستفادة من التجربة الأوروبية في إدارة الأعمال من فرنسا بحكم أنها واحدة من أقوى اقتصاديات أوروبا ".
والتحقت حنين بعدها بجامعة السربون التي هي واحدة من أعرق الجامعات في العالم، وحرصت على تقديم رسالة علمية مميزة تتمحور حول كيفية ربط المسؤولية الاجتماعية بالنجاح الاقتصادي والبناء الرفيع للهوية.
وقالت بهذا الصدد: "تعد الدكتوراه مرحلة علمية معقدة بعض الشيء، لذا رغبت في أن أخفف من حدة هذه المرحلة بإضافة شغفي بالمسؤولية الاجتماعية للتسويق الصناعي، فكان موضوع بحث الدكتوراه هو ربط الهوية الاقتصادية وعلاقتها المتينة بالمسؤولية الاجتماعية، وتشرفت بأن أضع اهم عمالقة الاقتصاد (سابك) كمحورٍ لرسالتي".
وذكرت بشأن اختيار جامعة ليل لها: "شعرت بفخر وبالمسؤولية الكبيرة على عاتقي كوني أول طالبة سعودية تحاضر في جامعة ليل الحكومية، ووقعت العقد كمحاضرة لطلاب مرحلة الماجستير في كلية IAE بكرم من الله ثم بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي تنظر للتعليم بصفته خياراً استراتيجياً لبناء مجتمع جديد ينهض على أسس علمية ومعرفية، إلى جانب دعم ممثلي وطني الحبيب على أرض فرنسا".
وأشارت في حديثها إلى أنها تُدرس في الجامعة جملة من المواد المتخصصة في التسويق مثل: استراتيجيات التسويق الصناعي، إدارة الاستراتيجية، سلوك المستهلك، في الوقت الذي تكمل فيه مسيرتها للحصول على الدكتوراه.
ولفتت إلى أن إدارة القسم بالجامعة طلبت منها التحضير لتقديم مادة (المسؤولية الاجتماعية) للطلبة التي يدور منهجها حول جزئية بحثها في رسالة الدكتوراه، كما أن المادة اعتمدت في كلية إدارة الأعمال لديهم.
وعن ردود أفعال الطلبة الفرنسيين في الجامعة وزملائها من أعضاء هيئة التدريس لكونها أول سعودية تحاضر لديهم، أفادت بأن علاقتها مع الطلبة ممتازة.
ونوّهت بأن الجيل الجديد من الفرنسيين منفتحين جداً على الثقافات الأخرى واللغات الأخرى، وأن هذه التجربة فيها تبادل مشترك بينها وبين الطلاب، استفادت منهم في إثراء لغتها الفرنسية، ويستفيدون هم بالمقابل من المادة العلمية التي تقدمها لهم.
وأعربت حنين أبوعزة عن شكرها وتقديرها للقيادة الرشيدة قائلة: "أتوجه بالشكر الجزيل إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين على دعمهم للعلم وللمبتعثين في دول العالم، وكل ما نرجوه من العزيز القدير أن نكون في مستوى تطلعات القيادة، التي جعلت طموحنا عنان السماء".
كما نوهت ختاماً بجهود الملحقية الثقافية وعلى دورها في المتابعة التعليمية، ودعمها المتواصل لأبنائها وبناتها المبتعثين، ومد جسور التواصل مع المجتمع الفرنسي علمياً وأدبياً وفكرياً.