إنجازات السعوديات تُلهم العالم.. والملك يفتخر
"رحلة إصلاحية غير مسبوقة، لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية"، انطلقت في السعودية، وتوجت بتعزيز مكاسب وتحقيق إنجازات تاريخية.
خلال تلك الرحلة دخلت السعوديات التاريخ من أوسع أبوابه أفواجا، كان أحدثها تسجيل 3 إنجازات ومكاسب تاريخية للمرأة السعودية خلال أسبوع فقط، ضمن سلسلة كبيرة من المكاسب حصلت عليها المرأة السعودية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في ٢٣ يناير/كانون الثاني ٢٠١٥.
دعم ملكي لتمكين المرأة
تلك الرحلة الملهمة تحدث عنها خادم الحرمين الشريفين في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي في ختام (مجموعة تواصل المرأة 20)، الأربعاء الماضي.
وقال الملك سلمان في هذا الصدد: "لقد انطلقت المملكة في رحلة إصلاحية غير مسبوقة، بشهادة المجتمع الدولي، لتمكين المرأة ودعم مشاركتها في التنمية الوطنية".
وشدد في كلمته على أهمية تمكين المرأة، قائلا: "إن المرأة هي مصدر التطور لأي مجتمع. فمن غير نساء ممكنات يصعب إصلاح المجتمعات حيث إن المرأة هي نصف المجتمع وهن مربيات الأجيال، وقد أثبتت عبر التاريخ دورها البارز والفعال في قيادة التغيير وصنع القرار".
وأكد العاهل السعودي أن رئاسة المملكة لمجموعة العشرين أولت اهتماماً خاصاً بمناقشة السياسات المتعلقة بالمرأة وذلك من خلال اجتماعات مجموعات العمل والاجتماعات الوزارية المختلفة، والحرص على ضمان مشاركة المرأة في صنع القرار من خلال مشاركة توصيات مجموعة تواصل المرأة 20 في تلك الاجتماعات.
ومجموعة تواصل المرأة 20 هي مجموعة تواصل رسمية لمجموعة العشرين تأسست عام 2015، مستقلة عن الحكومات وتضم وفود تُمثل المنظمات النسائية غير الحكومية، والمجتمع المدني، ورائدات الأعمال، وفرق التفكير من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين.
وبين العاهل السعودي أن الهدف العام لرئاسة المملكة لمجموعة العشرين هو "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع" حيث تركز الرئاسة في دورتها الحالية على ثلاثة محاور رئيسة.
وأوضح أن من بينها "تمكين الإنسان من خلال تهيئة الظروف التي تمكن الشعوب- وخاصة النساء والشباب- من العيش الكريم والعمل والازدهار".
كما أشاد الملك سلمان بالدور الذي لعبته المرأة في العالم لمكافحة جائحة كورونا، وقال في هذا الصدد: "لعبت المرأة دوراً محورياً في العالم بمحاربتها لجائحة كورونا؛ وذلك بتواجُدِها في الصفوف ا لأولى لهذه الحرب. حيث تمثل المرأة ما نسبته أكثر من 70% من العاملين في مجال الرعاية الصحية".
3 إنجازات تاريخية خلال أسبوع
الرحلة الإصلاحية غير المسبوقة لتمكين المرأة، أثمرت على أرض الواقع إنجازات ومكاسب تاريخية للمرأة السعودية، تتحق شهرا تلو شهر، وعام بعد عام منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم.
وخلال الأسبوع الجاري فقط، حققت المرأة السعودية 3 إنجازات ومكاسب تاريخية، أحدثها تقلد آمال يحيى المعلمي، منصب سفيرة لبلادها لدى النرويج، لتصبح ثاني امرأة تشغل مثل هذا المنصب، بعد تعيين الأميرة ريما بنت بندر، في 2019، سفيرة للمملكة لدى واشنطن.
والمعلمي من مواليد مدينة القنفذة في منطقة مكة المكرمة، حاصلة على شهادة دراسات عليا في الاتصال الجماهيري والإعلام من جامعة "دنفر" الأميركية، وحاصلة أيضا على بكالوريوس آداب تخصص لغة إنجليزية من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في السعودية، بالإضافة إلى زمالة مركز الدراسات الإسلامية في جامعة "أكسفورد" بالمملكة المتحدة.
برصيد المعلمي خبرات في المجال الحقوقي والتربوي والتدريب والتنمية الاجتماعية لأكثر من 20 عاماً، تولت خلالها العديد من المناصب، كان آخرها تعيينها في أكتوبر/ تشرين أول 2019 مديرة عام المنظمات والتعاون الدولي في هيئة حقوق الإنسان الرسمية بالسعودية.
وجاء تعيين المعلمي بعد يومين من إصدار الملك سلمان، أمرا ملكيا بتعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعدًا لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أيضا أول امرأة تتولى المنصب.
وبموجب الأمر الملكي، احتفظت 12 عضوة من أصل 30 عضوة بمقاعدهن بمجلس الشورى في دورته القادمة، فيما دخل المجلس 18 وجها نسائيا جديدا.
وهذا التغيير توجه يعكس حكمة الملك سلمان، وله العديد من الأهداف، من بينها تدوير عضوية البرلمان بين أكبر عدد من النساء من الكفاءات الوطنية، بهدف صقل تجاربهن السياسية وإكسابهن تجارب برلمانية جديدة.
والأحمدي أكاديمية سعودية متخصصة في مجال الاقتصاد والإدارة الصحية، وتملك خبرات طويلة في مجال العمل البرلماني، حيث كانت من بين الدفعة الأولى من النساء اللاتي تم تعيينهن في مجلس الشورى لأول مرة يناير/كانون ثاني عام 2013.
ومطلع الأسبوع الجاري، تم الإعلان عن تحقيق الفنانة التشكيلية السعودية عهود عبدالله المالكي إنجازاً عالمياً بحصولها على لقب جينيس للأرقام القياسية عن أكبر لوحة فنية مرسومة بالقهوة، لتصبح أول سعودية تحقّق لقبا فرديا في الموسوعة.
وتضمنت لوحة عهود عبدالله المالكي رسوما لـ7 شخصيات سعودية وإماراتية بينهم الملك الراحل عبد العزيز آل سعود ومؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
عهد الإنجازات
تأتي تلك الإنجازات والمكاسب ترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، وتعبيرا عن الثقة الملكية الكاملة بالمرأة وأنها على قدر المسؤولية للقيام بجهود نوعية في أي منصب تتولاه.
وحققت المرأة السعودية في عهد الملك سلمان مكاسب عديدة وإنجازات تاريخية، ففي العام الأول لحكمه تم إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد توجت بفوز 21 امرأة.
وبدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، كما تمت إتاحة العديد من الوظائف للنساء التي كانت حكراً على الرجال.
وفي عام 2019، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل جرت في 2 أغسطس/آب من العام نفسه، منحتها مزيدا من الحقوق على أكثر من صعيد، وأتاحت لها استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر.
أيضا شهد عام 2019 تقلد المرأة السعودية لأول مرة منصب "سفير"، حيث تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولايات المتحدة في 23 فبراير/شباط من العام نفسه.
وشهد عام 2020 إنجازات ومكاسب بالجملة، من بينها في يوليو/تموز الماضي وحده، تعيين 13 امرأة بالمجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضائه، وتعيين الدكتورة ليلك الصفدي رئيساً للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية طلابها من الجنسين.
وسبق ذلك تعيين أول امرأة في الحرس الملكي نهاية يونيو/حزيران الماضي.