السعوديات في "يوم المرأة".. إنجازات تتواصل ومكاسب تتوالى
يحتفل العالم باليوم الدولي للمرأة في وقت تعيش فيه المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة، وتحقق مكاسب وإنجازات متتالية.
وفيما يشكل يوم المرأة العالمي، الذي يحتفل به سنويا في 8 مارس/آذار، منذ أكثر من قرن، رمزا للكفاح النسوي والمطالبات من أجل تعزيز حقوق المرأة، فإنه يعد فرصة بالنسبة للسعوديات للاحتفال بالمكاسب التاريخية التي حصلن عليها منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم عام 2015.
وتم منح تلك المكاسب بموجب أوامر ملكية، رافقها صدور تشريعات توفر للمرأة البيئة الآمنة للعمل وتحقق لها المساواة مع الرجل، الأمر الذي أسهم في تضاعف نسبة مشاركتها في سوق العمل من 17% إلى 31%، ما أتاح للمرأة لعب دور مهم في التنمية، تحقيقا لأهداف رؤية 2030.
مكاسب وإنجازات تتوالى، في إطار برنامج الإصلاحات الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحت رعاية وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
2021.. مكاسب جديدة
وإضافة للمكاسب التي حققتها المرأة السعودية على مدار الفترة الماضية، تنتظر السعوديات تحقيق مكاسب جديدة في أكثر من مجال بدعم من القيادة الحكيمة في البلاد، وعلى صعيد التشريعات، يجرى حاليا العمل على تطوير البيئة التشريعية بما يحقق المزيد من الإنصاف للمرأة في نظام الأحوال الشخصية.
وفي هذا الصدد، كشف الأمير محمد بن سلمان في تصريحات له 8 فبراير/ شباط الماضي أن المملكة تسير وفق خطوات جادّة في السنوات الأخيرة نحو تطوير البيئة التشريعية، من خلال استحداث وإصلاح الأنظمة التي تحفظ الحقوق وتُرسِّخ مبادئ العدالة والشفافية وحماية حقوق الإنسان وتحقّق التنمية الشاملة، وتعزّز تنافسية المملكة عالمياً من خلال مرجعياتٍ مؤسسيةٍ إجرائيةٍ وموضوعيةٍ واضحةٍ ومحددةٍ.
وأكد أنَّ مشروع نظام الأحوال الشخصية الذي يجري استكمال دراسته يُعدُّ أحد أربعة مشروعات أنظمة تعمل الجهات ذات العلاقة على إعدادها.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن "عدم وجود هذه التشريعات أدّى إلى تباينٍ في الأحكام وعدم وضوح في القواعد الحاكمة للوقائع والممارسات، ما أدّى لطول أمد التقاضي الذي لا يستند إلى نصوص نظامية".
وأضاف :"لقد كان ذلك مؤلماً للعديد من الأفراد والأسر، لا سيما للمرأة، ومكّن البعض من التنصل من مسؤولياته، الأمر الذي لن يتكرر في حال إقرار هذه الأنظمة وفق الإجراءات النظامية"، وأيضا على صعيد مجالات العمل الجديدة، التي تنتظر المرأة السعودية، كشفت هند الزاهد وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتمكين المرأة في السعودية، في مقابلة مع قناة "العربية"، يناير الماضي، أن تولي المرأة منصب قاضية بات قريباً.
وأكدت أن "الحكومة السعودية جادة في دعم ملف تمكين المرأة، وعلى عدة مستويات، من دخولها في سوق العمل وبقائها فيه من خلال بيئة داعمة وفرص متكافئة، ووصولها إلى مناصب قيادية"، وأشارت في هذا الصدد إلى أن "السنوات الماضية شهدت تطوراً كبيراً في ملف تمكين المرأة لوجود إرادة سياسية قوية".
إنجازات من رحم التحديات
على صعيد مكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وقفت السعوديات في الصفوف الأولى لمواجهة الفيروس، بل وحققت إنجازات نوعية من رحم التحديات، وساهمت المرأة السعودية في الجامعات بتحقيق المملكة المركز الأول عربياً و12 على مستوى دول مجموعة العشرين، و14 عالمياً في نشر الأبحاث العلمية لمواجهة جائحة كورونا.
ودعمت وزارة التعليم السعودية فريق علمي سعودي من معهد الأبحاث والاستشارات الطبية في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بقيادة د. إيمان المنصور في التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا ضمن مشروعها البحثي، وبالفعل بدأت الجامعة الشهر الماضي في المرحلة الأولى من التجارب السريرية لإنتاج أول لقاح سعودي، بعد أن أنهت التجارب المخبرية وأثبتت فعاليتها.
شهادات دولية
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تفاقمت بسبب جائحة "كوفيد-19" وآثارها السلبية على جميع مناحي الحياة، إلا أن المملكة استمرت في المضي قدماً نحو أهدافها وطموحاتها، وتمكين النساء والفتيات اقتصاديًا.
وفي هذا الصدد، حقّقت المملكة العربية السعودية، تقدُّمًا جديدًا للعام الثاني على التوالي في تقرير "المرأة.. أنشطة الأعمال والقانون 2021" الصادر عن مجموعة البنك الدولي، الذي يهدف إلى مُقارنة مستوى التمييز في الأنظمة بين الجنسين في مجال التنمية الاقتصادية وريادة الأعمال بين (190) دولة، حيث سجّلت المملكة 80 درجة من أصل 100، مُتقدّمة عن الدرجة التي حقّقتها في نتائج تقرير العام الماضي البالغة 70.6 درجة، لترتقي بترتيبها ضمن الدول المتصدرة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ووفقًا لتقرير البنك الدولي، فإن هذا الإنجاز الذي حققته المملكة يأتي تأكيدًا على قوة واستمرار زخم الإصلاحات التشريعية في الأنظمة واللوائح المرتبطة بالمرأة، إذ قامت المملكة بتحقيق المساواة بين الجنسين في مجالات التوظيف كافة، لتلبية احتياجات سوق العمل.
مكاسب تاريخية
تأتي تلك الإنجازات والمكاسب ترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، وتعبيرا عن الثقة الملكية الكاملة بالمرأة وأنها على قدر المسؤولية للقيام بجهود نوعية في أي منصب تتولاه.
مكاسب تتوالى ضمن برنامج التمكين الذي جرى بشكل متدرج منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، وحققت خلاله المرأة السعودية مكاسب تاريخية ؛ ففي العام الأول لحكمه تم إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد توجت بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018 تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر.
وترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، تولت المرأة عدداً من الوظائف كانت حكراً سابقاً على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص.
وفي هذا الصدد، تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية في الولايات المتحدة في 23 فبراير 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
تعيين الأميرة السعودية جاء بأمر ملكي أصدره الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نائب ملك المملكة العربية السعودية ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، باسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأيضاً في العام الخامس من حكم الملك سلمان، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل، جرت في 2 أغسطس/آب 2019، منحت المرأة المزيد من الحقوق على أكثر من صعيد، وأتاحت لها استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر.
وحرصا من خادم الحرمين الشريفين على أن تعمل المرأة في بيئة آمنة، صدرت موافقته عام 2018 على قانون لمكافحة التحرش، مما شجع النساء على المشاركة بشكل أوسع وفتح مجالات لم تكن مفتوحة من قبل.
وأصبحت الفرصة مهيأة للمرأة لأن تكون شريكاً كاملاً في التنمية ومحركاً رئيسياً لها دون وجود سبب يمنعها من المشاركة في تحقيق ذلك، وتلك القرارات والإجراءات تم تعزيزها بإنجازات ومكاسب جديدة خلال عام 2020 أيضا.
وخلال أكتوبر الماضي فقط، حققت المرأة السعودية 3 إنجازات ومكاسب تاريخية، أحدثها تقلد آمال يحيى المعلمي، منصب سفيرة لبلادها لدى النرويج في 20 أكتوبر الماضي لتصبح ثاني امرأة تشغل مثل هذا المنصب، بعد تعيين الأميرة ريما بنت بندر، في 2019، سفيرة للمملكة لدى واشنطن.
وجاء تعيين المعلمي بعد يومين من إصدار الملك سلمان، أمرا ملكيا بتعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعدًا لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أيضا أول امرأة تتولى المنصب.
وبموجب الأمر الملكي، احتفظت 12 عضوة من أصل 30 عضوة بمقاعدهن بمجلس الشورى في دورته القادمة، فيما دخل المجلس 18 وجها نسائيا جديدا، وأيضا تم في 14 أكتوبر الماضي، تم تعيين الفارسة دلما رشدي ملحس رئيسة للجنة الرياضيين الاستشارية المعنية بملف استضافة الرياض دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030 ، فيما يعد سابقة مهمة أنّ تتبوأ امرأة منصباً قيادياً في عالم الرياضة الذكوري.
ويأتي هذا بعد نحو شهرين من تعيين أول امرأة في منصب أمين مجلس منطقة سعودية أغسطس/آب الماضي، حيث أصبحت الدكتورة خلود الخميس، أول امرأة تتولى منصب "أمين مجلس منطقة" في السعودية، ضمن إطار وزارة الداخلية، ويعد المنصب، أحد أهم المناصب في العمل الإداري والتنموي على صعيد المناطق في البلاد، ضمن مجلس يتضمن جميع القطاعات الخدمية في كل منطقة.
وفي إطار الوظائف المهمة التي تقلدتها المرأة خلال الشهور القليلة الماضية والتي كانت حكرا على الرجال في السابق، تم في نهاية يونيو /حزيران الماضي الكشف عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي.
رؤية 2030
ومن شأن تلك الإنجازات تشجيع المشاركة الكاملة للنساء في سوق العمل، والمزيد من تمكينهن، ودخولهن المزيد من الوظائف والمجالات التي كانت حكرا على الرجال، مما يرفع من نسبة النساء العاملات في المملكة، ويزيد من إسهامهن في تنمية مجتمعهن واقتصاد بلادهن، وإتاحة الفرص أمامهن ليكن شريكات حقيقيات فاعلات في بناء الوطن والتنمية، تحقيقا لرؤية 2030.