السعوديات ورؤية 2030.. مرحلة تمكين "غير مسبوقة"
تعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة في ظل المكاسب التاريخية التي حصلت عليها منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم عام 2015.
مكاسب وإنجازات في شتى المجالات أسهمت في تمكين السعوديات واستثمار طاقاتهن وتعزيز مكاناتهن، ومنحهن المزيد من الحقوق على طريق تحقيق المساواة بين الجنسين، مما أتاح للمرأة لعب دور مهم في التنمية، تحقيقاً لأهداف رؤية 2030.
مرحلة تمكين غير مسبوقة
أبرز ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية "واس"، الخميس، المكاسب التي حصلت عليها المرأة السعودية، مؤكداً أنها تعيش اليوم "مرحلة تمكين غير مسبوقة".
وقارن الأمير محمد بن سلمان بين وضع المرأة السعودية في السابق وخلال الفترة الحالية قائلاً: "المرأة السعودية في السابق كانت لا تستطيع السفر بدون تصريح، ولا حضور المناسبات الرياضية والثقافية، ولا قيادة السيارة، ولا ممارسة الكثير من الأعمال، ولا إنهاء قضاياها دون محرم، وقد عانت من ذلك لعشرات السنين".
وأضاف: "أما اليوم فتعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة، فلقد عملنا على تمكين المرأة في مجال العمل والأحوال الشخصية، وباتت اليوم فعلياً شريكاً للرجل السعودي في تنمية وطننا جميعاً دون تفرقة".
وتابع ولي العهد السعودي: "أنا لا أتطرق إلى قيادة المرأة السيارة فقط، أنا أتحدث عن تقديم الفرصة لها لتقود التنمية في وطنها بالمعنى الأشمل، فعلى سبيل المثال، تضاعفت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 17% إلى 31%".
مكاسب تاريخية للمرأة
تمكين المرأة السعودية وشراكتها للرجل في تنمية الوطن وتضاعف نسبة مشاركتها في سوق العمل من 17% إلى 31% كان ثمار برنامج الإصلاحات الذي يقوده ولي العهد السعودي تحت رعاية وإشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
برنامج التمكين جرى بشكل متدرج منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، وحققت خلاله المرأة السعودية مكاسب تاريخية؛ ففي العام الأول لحكمه تم إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد توجت بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
كما بدأت السعوديات في قيادة السيارة منذ 24 يونيو/حزيران 2018، تنفيذاً لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط 2018 تم السماح للمرأة السعودية بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، وترجمة لتوجيهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، تولت المرأة عدداً من الوظائف كانت حكراً سابقاً على الرجال في القطاعين الحكومي والخاص.
وفي هذا الصدد، تم تعيين الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للسعودية بالولايات المتحدة في 23 فبراير/شباط 2019، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
أيضاً في العام الخامس من حكم الملك سلمان، حصلت المرأة السعودية على حزمة مكاسب، بموجب تعديلات على أنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل، جرت في 2 أغسطس/آب 2019، منحت المرأة المزيد من الحقوق على أكثر من صعيد، وأتاحت لها استخراج جوازات سفر ومغادرة البلاد دون شرط موافقة ولي الأمر.
وبموجب التعديلات الجديدة، أصبح للمرأة الحقوق ذاتها التي يكفلها القانون للرجل؛ حيث كفل النظام حصولها على جواز سفر بنفسها أسوة بالرجل، ويحق لها السفر بعد بلوغ 21 عاماً دون شرط موافقة ولي الأمر.
كذلك تم الموافقة على تعديل نظام العمل، لمنح المزيد من الحقوق للمرأة ووضعها على قدم المساواة مع الرجل.
ومن شأن تلك القرارات إزالة عراقيل عديدة كانت تقف في وجه المرأة، وتحقيق المزيد من التمكين لها، وإسقاط أحد أهم بنود الولاية على المرأة بعد منحها حرية السفر.
وحرصاً من خادم الحرمين الشريفين على أن تعمل المرأة في بيئة آمنة، صدرت موافقته عام 2018 على قانون لمكافحة التحرش، مما شجع النساء على المشاركة بشكل أوسع وفتح لها مجالات لم تكن مفتوحة من قبل.
وأصبحت الفرصة مهيأة للمرأة لأن تكون شريكاً كاملاً في التنمية ومحركاً رئيسياً لها دون وجود سبب يمنعها من المشاركة في تحقيق ذلك.
2020.. إنجازات تتواصل
تلك القرارات والإجراءات تم تعزيزها بإنجازات ومكاسب جديدة خلال عام 2020 أيضاً، فخلال أكتوبر/تشرين الأول، حققت المرأة السعودية 3 إنجازات ومكاسب تاريخية، أحدثها تقلد آمال يحيى المعلمي، منصب سفيرة لبلادها لدى النرويج، لتصبح ثاني امرأة تشغل هذا المنصب، بعد تعيين الأميرة ريما بنت بندر، في 2019، سفيرة للمملكة لدى واشنطن.
وجاء تعيين المعلمي بعد يومين من إصدار الملك سلمان، أمراً ملكياً بتعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعداً لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أيضاً أول امرأة تتولى المنصب.
وبموجب الأمر الملكي، احتفظت 12 عضوة من أصل 30 عضوة بمقاعدهن بمجلس الشورى في دورته القادمة، فيما دخل المجلس 18 وجهاً نسائياً جديداً.
وهذا التغيير توجه يعكس حكمة العاهل السعودي، وله العديد من الأهداف، من بينها تدوير عضوية البرلمان بين أكبر عدد من النساء من الكفاءات الوطنية، بهدف صقل تجاربهن السياسية وإكسابهن تجارب برلمانية جديدة.
أما في 14 أكتوبر/تشرين الأول، فقد تم تعيين الفارسة دلما رشدي ملحس رئيسة للجنة الرياضيين الاستشارية المعنية بملف استضافة الرياض دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030، فيما يعد سابقة مهمة أنّ تتبوأ امرأة منصباً قيادياً في عالم الرياضة الذكوري.
ويأتي هذا بعد نحو شهرين من تعيين أول امرأة في منصب أمين مجلس منطقة سعودية في أغسطس/آب، حيث أصبحت الدكتورة خلود الخميس، أول امرأة تتولى منصب "أمين مجلس منطقة" في السعودية، ضمن إطار وزارة الداخلية.
ويعد المنصب، أحد أهم المناصب في العمل الإداري والتنموي على صعيد المناطق في البلاد، ضمن مجلس يتضمن جميع القطاعات الخدمية في كل منطقة.
وسبق ذلك دخول المرأة السعودية مجال عمل قيادة سيارات الإسعاف، بعد أن أصبحت سارة العنزي أول سعودية تقود سيارة إسعاف لتنقل المرضى وتداوي الجرحى.
وفي إطار الوظائف المهمة التي تقلدتها المرأة خلال الشهور القليلة الماضية والتي كانت حكراً على الرجال في السابق، تم في نهاية يونيو/حزيران الكشف عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي.
وشهد يوليو/تموز الماضي وحده 3 إنجازات، حيث تم تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضاء المجلس، وتعيين الدكتورة ليلك الصفدي رئيساً للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية طلابها من الجنسين.
كما انتخبت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان عضواً جديداً في اللجنة الأولمبية الدولية، لتصبح أول سعودية، وثالث شخصية تمثل بلادها في اللجنة الأولمبية الدولية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، تم تعيين الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل مقرن مندوبة دائمة للسعودية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، ويأتي ذلك تمكيناً لدور المرأة السعودية، وتعزيزاً لرؤية البلاد 2030.
تأتي تلك الإنجازات والمكاسب ترجمة لتوجهات القيادة السعودية بتمكين المرأة في مختلف المجالات، وتعبيراً عن الثقة الملكية الكاملة بالمرأة وأنها على قدر المسؤولية للقيام بجهود نوعية في أي منصب تتولاه.
رؤية 2030
ومن شأن تلك الإنجازات تشجيع المشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل، والمزيد من تمكينهن، ودخولهن المزيد من الوظائف والمجالات التي كانت حكراً على الرجال، مما يرفع من نسبة النساء العاملات في السعودية، ويزيد من إسهامهن في تنمية مجتمعهن واقتصاد بلادهن.
وكذلك إتاحة الفرص أمامهن ليكن شريكات حقيقيات فاعلات في بناء الوطن والتنمية، تحقيقاً لرؤية 2030 الهادفة إلى خفض اعتماد المملكة على النفط، المصدر الرئيس للدخل حالياً، ورفع مساهمة المرأة في سوق العمل من 22% إلى 30% بحلول 2030.
وفي كلمة خادم الحرمين خلال افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى الأربعاء الماضي، أكد أن رؤية 2030 أسهمت في "تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع وسوق العمل".