عبدالله بن زايد في تركيا.. تعاون بناء يدعم الازدهار والاستقرار
يجري الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، زيارة إلى تركيا تتوج مرحلة تقارب وتطورا متسارعا تشهدها علاقات البلدين.
وتكتسب تلك الزيارة أهمية خاصة، كونها الأولى لرأس الدبلوماسية الإماراتية إلى تركيا في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، التي كانت زيارته إلى تركيا 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين بعد فترة فتور.
وتأتي زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إلى تركيا بعد نحو 10 أيام من قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة للإمارات 17 مايو/أيار الجاري حرص خلالها على تقديم التعازي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في وفاة فقيد الأمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتهنئته بتولي رئاسة البلاد.
وتعد هذه ثاني زيارة لأردوغان للإمارات خلال 3 شهور، بعد الزيارة التي أجراها منتصف فبراير/شباط الماضي، ووصفت بأنها "تاريخية".
كما تأتي زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لتركيا بعد نحو شهرين من زيارة نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الإمارات منتصف مارس/آذار الماضي، ومشاركته كضيف شرف في ملتقى سفراء الإمارات بدعوة من الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.
أيضا تعزز تلك الزيارة النقلة النوعية التي تشهدها علاقات الإمارات وتركيا في الآونة الأخيرة، والتي تم ترجمتها عبر زيارات ومباحثات متواصلة بين مسؤولي البلدين وتوقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون في أكثر من مجال.
وقبل أيام وقع البلدان مذكرة تفاهم لتعزيز التجارة والعلاقات التجارية بينهما من خلال العمل على تسهيل التجارة والتصدير والوصول إلى الائتمان التجاري وتمويل المشاريع.
يأتي هذا فيما تتواصل مباحثات الجانبين لتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين.
أجندة الزيارة
ويجري الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، زيارة إلى تركيا 27 مايو/أيار الجاري، تلبية لدعوة نظيره التركي، بحسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية التركية.
وسيعقد خلال الزيارة -حسب المصدر ذاته- مباحثات تتناول بحث التقدم المحرز مؤخرا في العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية.
وتكتسب تلك المباحثات أهميتها من حجم وثقل الدور الذي يقوم به البلدان على الصعيد الإقليمي والدولي.
وإضافة إلى سعيهما لتعزيز العلاقات الثنائية بينهما ينشط البلدان على الصعيد الدولي لبحث حلول سياسية للأزمات الدولية وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، بما يسهم في دعم أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وتعد المباحثات المرتقبة بين الوزيرين هي الثانية خلال شهرين، بعد المباحثات التي جمعتهما خلال زيارة وزير الخارجية التركي إلى أبوظبي في 21 مارس/آذار الماضي.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلالها الحرص على تطوير وتعزيز علاقات التعاون بين دولة الإمارات وتركيا بمختلف المجالات في ظل دعم ورعاية من قيادتي البلدين.
وحينها، جرى بحث العلاقات الثنائية ومسارات التعاون المشترك الإماراتي التركي، وسبل تعزيزه بما يخدم مصلحة البلدين ويعود بالخير على شعبيهما.
واستعرض الجانبان مخرجات زيارة الدولة التي قام بها الرئيس أردوغان إلى الإمارات وما شهدته من الإعلان عن اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في دولة الإمارات ونظيراتها في تركيا، بهدف تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين.
كما تبادلا وجهات النظر تجاه الأوضاع في المنطقة والمستجدات الإقليمية والدولية، ومنها التطورات على الساحة الأوكرانية وأهمية تعزيز الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة.
كما حضر الوزيران جانبا من أعمال الملتقى الـ"16" للسفراء ورؤساء البعثات التمثيلية لدولة الإمارات في الخارج، حيث ألقى وزير خارجية تركيا كلمة تحت عنوان "العلاقات الإماراتية التركية".
زيارات تاريخية.. وصفحة جديدة
زيارة جاويش أوغلو للإمارات جاءت بعد نحو شهر من زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دولة الإمارات، منتصف فبراير/شباط الماضي في خطوة وصفت بـ"التاريخية" وكانت الأولى له منذ نحو 9 أعوام، تعزيزا ودعما للعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وشهدت الزيارة توقيع نحو 12 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم وبروتوكولات بين عدة جهات في دولة الإمارات ونظيراتها في تركيا تهدف إلى تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات بين البلدين في مجالات الاستثمار والصحة والزراعة بجانب النقل والصناعات والتقنيات المتقدمة والعمل المناخي، إضافة إلى الثقافة والشباب وغيرها.
زيارة الرئيس أردوغان جاءت بعد 3 شهور من زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى تركيا 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي كانت بمثابة محطة تاريخية ونقلة مهمة في مسار العلاقات بين البلدين، بعد فترة فتور.
وخلال الزيارة تم عقد قمة إماراتية تركية تم في أعقابها توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات بين البلدين، إلى جانب إعلان دولة الإمارات تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا.
ودشنت الزيارتان "التاريخيتان" صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين بلدين هامين في المنطقة، تصب في صالح دعم الأمن والاستقرار وتحقيق الرخاء والازدهار.
وما بين الزيارتين وعقبهما شهد البلدان زيارات متبادلة ومباحثات متواصلة واتفاقيات مشتركة، ساهمت بشكل كبير في تسريع خطى التعاون.
وضمن هذا الإطار، وقعت "الاتحاد لائتمان الصادرات"، شركة حماية الائتمان التابعة للحكومة الاتحادية بدولة الإمارات، 19 مايو/أيار الجاري، في إسطنبول، مذكرة تفاهم مع وكالة ائتمان الصادرات التركية "ترك إكسيمبانك"، لتعزيز التجارة والعلاقات التجارية بين دولة الإمارات وتركيا من خلال العمل على تسهيل التجارة والتصدير والوصول إلى الائتمان التجاري وتمويل المشاريع.
جاء توقيع هذه الشراكة في وقت بدأت فيه دولة الإمارات وتركيا رسميا محادثات حول اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية وتكثيف التعافي الاقتصادي والنمو في جميع أنحاء المنطقة.
دعم الأمن والاستقرار
التقارب الإماراتي التركي أسهم إيجابا أيضا في دعم مسار التقارب السعودي التركي، والذي توج بإجراء أردوغان زيارة للسعودية، 28 أبريل/نيسان الماضي، هي الأولى له للمملكة منذ عام 2017، بعد فترة فتور في العلاقات بين البلدين استمر عدة سنوات، بسب خلافات في عدة ملفات.
وتناغمت زيارة أردوغان مع خطوات تركية بدأت في الأشهر الأخيرة للعودة إلى قاعدة تصفير المشاكل مع دول المنطقة، في التوجه الدبلوماسي لأنقرة، التي رأت أن يد التقارب حان لها أن تمتد لدول الخليج خاصة دولة الإمارات والسعودية.
وهو ما نجحت تركيا تحقيقه على أرض الواقع بدعم إماراتي بعد الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتركيا، والتي جسدت دبلوماسية بناء الجسور الإماراتية الساعية لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة، عبر مد جسور الصداقة والتعاون والتسامح بين الشعوب وبناء علاقات متوازنة مع الدول الشقيقة والصديقة كافة.
وهو ما عبر عنه الرئيس التركي، في تصريحات له 20 مايو/أيار الجاري، أكد فيها أن لبلاده قواسم مشتركة مع السعودية ودولة الإمارات، مشددا على أن الخلافات معهما تم تجاوزها.
وقلل أردوغان من شأن خلافات تركيا مع دولة الإمارات والسعودية، مؤكدا أنها "خلافات داخل الأسرة الواحدة" وأنه تم تجاوزها.
وأضاف: "تجاوزنا الخلافات مع الرياض وأبوظبي، ووضعنا خططا لتطوير سريع للعلاقات الثنائية في مجالات التجارة والصناعة والصناعات الدفاعية والثقافة والسياحة، ونتخذ خطوات لذلك".
وأعرب عن ثقته بأن المسار الذي بدأته تركيا تجاه البلدين سيقدم مساهمات مهمة للغاية، سواء على الصعيدين التجاري أو السياسي.
وأكد مشاركة تركيا خبراتها في مجال الصناعات الدفاعية مع كل من السعودية ودولة الإمارات.
وسبق أن أعرب أردوغان في تصريحات له فبراير/شباط الماضي عن ثقته بأن زيادة مجالات التعاون بين الإمارات وتركيا ستنعكس إيجابيا على المنطقة.
كما أشار إلى أن تركيا والإمارات تتمتعان بإمكانية التعاون في مناطق مختلفة من العالم، لا سيما ما يخص المنطقة القريبة وأفريقيا.
وعبر أردوغان عن ثقته بأن تركيا ودولة الإمارات يمكن أن تساهما بشكل مشترك في السلام والتعاون والازدهار الإقليمي.
وشدد على أن بلاده لا ترى أمن واستقرار دولة الإمارات وجميع الأشقاء في منطقة الخليج منفصلين عن أمنها واستقرارها.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA= جزيرة ام اند امز