هدنة غزة.. من هي الطفلة «أبيغيل» التي طلبت أمريكا الإفراج عنها؟
هل هناك أغلى من الحرية هدية في عيد ميلاد أي شخص؟ قطعا لا، فما بالك حين يكون ذلك الشخص طفلة صغيرة اختبرت مبكرا واحدة من أمر تجارب الحياة.
أبيغيل مور إيدان، طفلة إسرائيلية تحمل الجنسية الأمريكية، قد تكون من بين الرهائن الذين يستعدون اليوم لمعانقة الحرية من جديد ضمن دفعة أولى ينص عليها اتفاق بين حماس وإسرائيل.
طفلة صغيرة بملامح ناعمة ونظرات بريئة تسبح في فلك طفولي خال من جميع تجاذبات الصراعات، لكنها وجدت نفسها فجأة في قلب حرب لا تفقه معنى لاندلاعها.
في السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي كانت أبيغيل تبلغ من العمر 3 سنوات، وكانت رفقة والدها حين بدأ هجوم حماس المباغت، التقطها من على الأرض ووضعها على ذراعيه وركض محاولا الابتعاد عن مصادر النار.
اعتقد أنه ابتعد بما فيه الكفاية ليكون بمأمن "لكن حالة التخبط التي كان فيها جعلت الثواني والمسافات تتضخم عنده جزافا، ليستوعب في لحظة أنه لا يزال بمرمى النار، وبالفعل تلقى طلقة نارية أردته قتيلا".
وبحسب رواية عمة أبيغيل للإعلام الإسرائيلي ليز هيرش نفتالي، التي كانت شاهدة عيان عما حدث، فإن "الطفلة زحفت بالفعل من تحت جسد والدها وذهبت مملوءة بدمه إلى أحد الجيران".
لكن تقول إن "حماس اختطفت في وقت لاحق الجارة وأطفالها الثلاثة ومعهم أبيغيل"، ثم علمت بأن "والدة الطفلة قتلت أيضا في الهجوم نفسه".
عيد ميلاد
تحتفل أبيغيل اليوم الجمعة بعيد ميلادها الرابع، وفي حال أفرج عنها ستكون الحرية أغلى هدية تحصل عليها في حياتها.
ومع أنه حتى الآن لم تنشر أي قائمة لأسماء الدفعة الأولى من الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة منذ هجومها المباغت على إسرائيل، إلا أن توقعات تسود بأن الطفلة الإسرائيلية الحاملة للجنسية الأمريكية ستكون ضمن الدفعة الأولى.
وحين سئل الرئيس الأمريكي جو بايدن عما إن كان يتوقع أن تكون الطفلة أبيغيل ضمن الدفعة الأولى للرهائن المتوقع الإفراج عنهم، رد "آمل بذلك".
وفي غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية إن الطفلة أبيغيل ستكون من بين 3 إسرائيليات يحملن الجنسية الأمريكية رهائن في غزة ممن يتوقع الإفراج عنهن اليوم.
وطلبت الولايات المتحدة الأمريكية إطلاق الرهائن الإسرائيليين ولكن بشكل خاص الرهائن الذين يحملون الجنسية الأمريكية.
وبموجب اتفاق الهدنة الإنسانية التي دخلت، اليوم، حيز التنفيذ، فإنه سيتم إطلاق 50 إسرائيليا خلال 4 أيام من الهدنة الإنسانية في غزة يتم خلالها إطلاق 150 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
وباليوم الأول من الهدنة، ستطلق "حماس" 13 إسرائيليا، بمن فيهم من حملة الجنسيات الأجنبية، فيما تفرج إسرائيل بالتزامن مع ذلك عن 39 أسيرا فلسطينيا.
وستقتصر المرحلة الأولى من تبادل الأسرى على النساء والأطفال.
ولم تعلن إسرائيل رسميا إن كانت الدفعة ستشمل الطفلة أبيغيل وهي أصغر أمريكية محتجزة.
القصة
أبيغيل باتت يتيمة، فوالداها روي وسمدار قتلا في هجوم حماس على بلدات مدنية وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة قبل أسابيع.
ووالدها روي هو مصور صحفي في موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي، وكانت العائلة من سكان بلدة "كفار عزة" في غلاف قطاع غزة.
ولأبيغيل شقيق يدعى ميخائيل عمره 9 سنوات وشقيقة تدعى أماليا، 6 سنوات، وكلاهما استطاع النجاة حين اختبآ في خزانة بالمنزل يوم الهجوم.
وقالت نوعا نفتالي، ابنة عم أبيغيل، لشبكة (سي بي اس) الأمريكية: "كل يوم، منذ 7 أكتوبر، بدا لنا وكأنه 7 أكتوبر ونحن نتساءل ونصلي، إن قلوبنا مع ابنة عمنا الصغيرة".
وأضافت: "اعتقدنا في البداية أن أبيغيل ماتت، لكن اكتشفنا فيما بعد أنها نجت، لقد زحفت من تحت والدها وذهبت إلى الجيران الذين أخذوها، وأخذوا هم أيضًا كرهائن، أم وطفلة تبلغ من العمر 10 سنوات وطفلة تبلغ من العمر 8 سنوات وطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات تذهب إلى مرحلة ما قبل المدرسة مع أبيغيل".
وتابعت: "لقد استغرق الأمر بضعة أيام حتى يتم إخلاء الكيبوتس، لكي نفهم، ولكي يتمكن الناس من الدخول، وعلمنا أن شاهد عيان رأى بالفعل هذه الأم مع أطفالها الثلاثة وأبيغيل يتم اقتيادهم خارج الكيبوتس، إلى الخارج".
وأشارت إلى أنه في حال تم الإفراج عنها، فإن أبيغيل ستذهب للعيش مع أفراد عائلتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويولي الرئيس الأمريكي جو بايدن أهمية كبيرة للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين من حملة الجنسيات الأمريكية في محاولة لإنعاش رصيده في الشارع الأمريكي.
aXA6IDMuMTM2LjI2LjE1NiA= جزيرة ام اند امز