عقب ولادة طفلها.. أم بريطانية تنتحر بسبب خدمات الصحة النفسية
كشفت تحقيقات بريطانية تفاصيل مأساة إنسانية مؤلمة، حيث أنهت أم لطفلين، تُدعى أبيجيل جيلي وتبلغ من العمر 34 عامًا، حياتها بعد إصابتها باكتئاب حاد عقب ولادة طفلها الثاني.
جاء ذلك إثر تجاهل مكالمات "أبيجيل جيلي" وطلباتها المتكررة للمساعدة من قبل خدمات الصحة العقلية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
وأكد الطبيب الشرعي نيكولاس ووكر، خلال جلسات التحقيق، أن حالة جيلي كشفت عن "إخفاقات مقلقة" في النظام الصحي البريطاني، تتعلق بنقص التدريب المهني وضعف الثقافة التنظيمية داخل فرق الصحة النفسية، إضافة إلى غياب التنسيق والتواصل مع أسرتها رغم دورهم المحوري في مراقبة حالتها وتقديم الدعم لها.
وأوضح ووكر في تقريره حول الوقاية من الوفيات المستقبلية، أن الفرق المسؤولة عن متابعة الحالات قبل وبعد الولادة غير مؤهلة للتعامل مع الأزمات النفسية الطارئة، مشيرًا إلى أن فريق ما قبل الولادة لم يكن مكلفًا بزيارة المرضى على وجه السرعة، بل يحيلهم إلى فرق المجتمع المحلي التي لا تملك تدريبًا كافيًا على التعامل مع اضطرابات ما بعد الولادة.

وأشار إلى أن “معاناة النساء من ضعف الصحة النفسية قبل الولادة وبعدها أمر شائع للأسف”، محذرًا من أن "استمرار هذا القصور يعرض حياة العديد من الأمهات للخطر في المستقبل".
وأفادت التحقيقات أن جيلي كانت أمًا متفانية لابنتها الأولى “أميليا”، غير أن حالتها النفسية تدهورت بعد ولادة طفلها الثاني في عام 2024، حيث بدأت تشعر بأنها "مختلفة" و"تتراجع". ورغم لجوئها إلى المتخصصين، فإنها لم تتلق الدعم اللازم، إلى أن أقدمت على الانتحار في 12 نوفمبر 2024.
من جانبها، قالت صديقتها المقربة كيرستي هيل، التي تعمل في مجال الصحة النفسية: "آبي كانت إنسانة دافئة، عطوفة، وتهتم بالآخرين، لكنها لم تجد المساعدة عندما احتاجتها. لقد فقدنا أمًّا رائعة وشخصًا لا يُعوّض".
وتعمل هيل حاليًا على صياغة مشروع قانون جديد يُلزم الفرق الطبية التي تتعامل مع أمراض ما بعد الولادة بالحصول على تدريب متخصص في الصحة النفسية، تكريمًا لذكرى صديقتها الراحلة. وأضافت: "هذا المشروع هو إرث آبي، فهي كانت ستحب أن ترى نساء أخريات يحصلن على الدعم الذي حُرمت منه".
وختمت قائلة: "نريد أن نحول حزننا إلى تغيير. اكتئاب ما بعد الولادة ليس مجرد مرض نفسي، إنه قضية حياة، والوعي والتدريب يمكن أن ينقذا أرواحًا كثيرة".