صدمات تشارلز قبل التتويج.. عملة أستراليا وخلاف ممثلي الديانات
أزاح زعيم السكان الأصليين في أستراليا، الملك تشارلز من العملات الورقية، ليحل بديلا له على العملات الجديدة خلفا للملكة إليزابيث.
أكدت صحيفة التايمز البريطانية أن البنك المركزي الأسترالي أعلن أن الورقة النقدية الجديدة التي تبلغ قيمتها 5 دولارات، لن تحمل صورة ملك بريطانيا تشارلز الثالث، بل ستحمل صورة يونوبينغو، زعيم عشيرة غوماتج، الذي توفي يوم الإثنين الماضي عن عمر ناهز 74 عاما، تكريما لثقافة وتاريخ الأستراليين الأوائل، ولتقتصر صورة الملك تشارلز الثالث على العملات المعدنية فقط.
أثارت وفاة يونوبينغو طوفا من الحزن في الشارع الأسترالي، مشيدين بنضاله جميع القادة السياسيين هناك، وقد وصفه رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيز، بأنه "أحد أبرز رجال البلاد"، وأنه كان رجل دولة.
على مدى سبعة عقود، دافع يونوبينغو عن حقوق السكان الأصليين في الأراضي التي سرقها المستوطنون البريطانيون منهم، بدءًا من العمل مع والده في سن 15 عامًا وبلغ هذا ذروته في قيام شركات التعدين، بما في ذلك العملاق الأنجلو-أسترالي ريو تينتو، بدفع تعويضات لمجتمعات السكان الأصليين الفقيرة في منطقته.
إضافة إلى نضاله للاعتراف بالسكان الأصليين في الدستور، وهو الأمر الذي سيطرح للاستفتاء عام نهاية العام الجاري.
وحظي يونوبينغو الذي يتحدّر من منطقة أرنهيم لاند في شمال البلاد بشهرة كبيرة خلال القرن العشرين عندما رفع مع نخبة من عشيرته "يونلغو" عرائض للبرلمان احتجاجاً على مشروع تعدين في أراضي المجموعة.
وقدم يونوبينغو التوصيات لـ12 رئيسًا للوزراء، سافر بعضهم إلى منطقته لزيارته عندما ذاع صيته باعتباره الشخصية الأبرز في حركة حقوق الأرض. وكان السياسيون، بمن فيهم ألبانيز، يشاركون في مهرجان غارما السنوي، الذي بدأه يونوبينغو مع شقيقه الأصغر مانداوي يونوبينغو، الموسيقي الذي توفي قبل عقد من الزمن.
ووصف يونوبينغو عام 1998 بأنه "كنز وطني حي".
معضلة مشاركة الديانات الأخرى في التتويج
في سياق منفصل، تحدثت صحيفة ديلي ميل البريطانية عن خلاف بين الملك تشارلز الثالث ورجال الدين في كنيسة إنجلترا حول دور الديانات الأخرى في مراسم تتويجه التي ستقام في مايو/أيار المقبل، بعد طلب الملك منحها دورا أكبر.
وذكرت مصادر كنسية إن الملك قد أُحيط علما بأن رغبته في مشاركة غير المسيحيين في مراسم التتويج، تخاطر بالتعارض مع القانون الكنسي الذي يعود إلى قرون، والذي يحظر مشاركة المسلمين والهندوس واليهود وغيرهم من القادة الدينيين في أداء تلاوة الصلوات أثناء القداس.
وقع الخلاف بعد ما يقرب من 30 عامًا من إعلان تشارلز الشهير رغبته في أن يكون "المدافع عن جميع الأديان"، وليس مجرد "المدافع عن الأنجليكانية" - وهو اللقب الذي حمله جميع الملوك الإنجليز منذ هنري الثامن كرئيس لكنيسة إنجلترا.
ففي رسالة مشتركة الشهر الماضي، قال جوستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، الذي سيقود القداس، ورئيس أساقفة يورك ستيفن كوتريل، إن التتويج "في صلبه قداس مسيحي متجذر في التقاليد القديمة والرمزية المسيحية".
وذكر مصدر مقرب من القصر أن اجتماعا عُقد في قصر لامبيث الشهر الماضي جرى خلال صياغة ترتيب القداس بقيادة رئيس الأساقفة ويلبي مع مراعاة تنوع الآراء بين رجال الدين الأنجليكانيين.
ويقدم رئيس الأساقفة الإرشاد الديني" للملك بشأن أهمية قسمه والالتزامات التي سيقطعها تجاه رعاياه والرمزية المسيحية للشعارات.
كما يلتزم الملك، كحاكم أعلى لكنيسة إنجلترا، بموجب قانون شرعة الحقوق رقم 1688، أن يعلن في تتويجه أو عند افتتاح الولاية الأولى للبرلمان أن "البروتستانت المخلصون سيتولون حماية خلافة العرش البروتستانتي."
إضافة إلى ذلك، يتطلب قانون التتويج لعام 1688 أن يعلن الملك التزامه بالحفاظ على الكنيسة الإنجيلية البروتستانتية القائمة.
لكن عددا من القادة الروحيين لكنيسة إنجلترا حاولوا التوصل إلى حل، قائلين إن التتويج هو مجرد "احتفال أنجليكاني". واقترحوا أن يقيم الملك تشارلز حفلاً منفصلاً بمشاركة ممثلي الديانات الأخرى.