أبو الغيط: حذرت أمريكا من الإخوان ونصحتهم بدعم مبارك لمرحلة انتقالية
الأمين العام للجامعة العربية، قال إنه طلب من أمريكا إعطاء الرئيس مبارك فرصة لمرحلة انتقالية، لأنه كان يثق بمغادرته المسرح بعد أن يُعد المجتمع للتغير
أكد الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد أبو الغيط أنه لا يحمل أي ضيق أو ضغينة أو عتب ضد القطريين، الذين تحفّظوا في السابق على شخصه في الترشيح لمنصب الأمين العام، كاشفًا في الوقت نفسه على أنه فكر في الانتحار مرة واحدة في حياته عند هزيمة مصر في نكسة 1967.
وفي حوار مطول أجراه وزير الخارجية الأسبق في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك مع برنامج "المشهد" لقناة "بي بي سي"، قال أبو الغيط: "علاقتي كأمين عام للجامعة العربية بقطر جيدة.. عادية وطبيعية.. وأنا كأمين للجامعة العربية فأنا أمين على العمل العربي المشترك في هذا المبنى وهذا المقر، تسلمت الأمانة وعليّ أن أعيد هذه الأمانة لأصحابها العرب بعد إدارة جيدة لفترة خدمتي 5 سنوات".
وفسًر أبو الغيط سبب تحفظ قطر بقوله: "كان هناك صدام بين مصر وقطر عندما كان وزيرًا للخارجية وحينها كان يدافع عن مصالح بلاده "، مضيفًا "ليس لدي أي ضيق أو ضغينة أو عتب على الاطلاق ضد إخواني في قطر، وسوف أخدمهم بزيارة قطر مثلها مثل أي دولة، وسيكون لها القدر الجاد من المجاملة مثل أي دولة عربية".
وكشف الأمين العام للجامعة العربية أنه عندما علم بالنكسة، كان إحساسه بشكل الهزيمة كبيرا وشعر بالضياع، قائلًا: "فكرت للحظة أن أنهي حياتي، وهذا بعد من أبعاد الهزيمة وتأثيرها على شاب لديه 24 عامًا".
وتحدث أبو الغيط عن كواليس تنحي مبارك، قائلا: "إن الرئيس الأسبق حسني مبارك أبلغه يوم 7 فبراير/شباط بأنه ينوي تسليم الأمانة (الحكم) للقوات المسلحة"، ووصفه أبو العيط بأنه "كان هادئ جدًا جدًا" حين التقاه آخر مرة في 9 فبراير/شباط، أي قبل التنحي بيومين.
وكشف أبو الغيط عن تلقيه اتصالات دبلوماسية حينها من وزراء خارجية عرب وأجانب، ومنهم هيلاري كلينتون وزير الخارجية الأمريكية آنذاك، والتي اتصلت به 4 مرات، وطلبت منه عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين، وهو ما رد عليها بأنه لا يمكن استخدام القوة من دولة تجاه شعبها.
وتابع الأمين العام للجامعة العربية: "عندما طلبت مني قراءتي قلت لها أعطوا الرئيس مبارك فرصة لمرحلة انتقالية، فأنا أصبحت على ثقة أنه سيغادر المسرح لكن بعد أن يُعد المجتمع للتغير".
وحذر أبو الغيط بحسب حديثه، كلينتون بضرورة الانتباه لاحتمالية قفز الإخوان المسلمين على السلطة، وهو ما سيترتب عليه "صداما غير مسبوق مع التيارات المتأسلمة وتحالفها مع إيران ضد العالم العربي"، ما سيؤدي إلى أن الغرب سيدفع الثمن وبعدها الشرق.
الحوار المطول الذي تضمن عدة محاور تضمنت شهادة أبو الغيط حول الأجواء التي شهدتها الدبلوماسية المصرية مع مقتل سفير مصر في العراق إيهاب الشريف، وكذلك المؤشرات التي قرأها خلال منصبه كمندوب لمصر لدى الأمم المتحدة، بأن العراق ستكون المرحلة التالية بعد أفغانستان.
وخلال أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان أبو الغيط متواجدًا في نيويورك بحكم منصبه كمندوب مصر، وهو ما قال عنه أبو الغيط إنه لم يشعر بأي نوع من أنواع الاضطهاد له كمسلم وعربي.
وشدد أبو الغيط على أن بلاده لم تخطئ في حرب غزة عام 2008، مفسرًا موقف مصر في ذلك الحين بأنها كانت ترى أن حركة حماس "لم تكن مستعدة لمواجهة إسرائيل، كما أنها كانت مدفوعة من إيران".
وروى أبو الغيط ملابسات ما قبل حرب غزة حيث حصل تدمير للسور المصري على الحدود مع غزة وعبر عشرات الآلاف بل مئات الفلسطينيين دون إجراءات أو رقابة وهو ما جعل هناك حساسية للمصريين، مؤكدًا أن مصر مستعدة لتأييد القضية الفلسطينية حتى النهاية.
ومفسرًا عدم التعاون مع حماس، قال وزير الخارجية الأسبق إنه هناك عداء تاريخي بين مصر والحركة التي هي إخوان مسلمون، وذلك لأن الحكم في مصر معادٍ لجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1954.
وتابع أبو الغيط: "الأمر الطبيعي لا يكون ثقة بين الطرفين منذ عام 54 وحادث إطلاق النيران على جمال عبد الناصر، وحتى وصولهم للحكم في أول يوليو/تموز 2012".
وأوضح أبو الغيط أنه تولى منصبه وزيرا للخارجية في الفترة من 2004 وحتى 2011 عندما اتصل به رئيس الوزراء حينها الدكتور أحمد نظيف والذي كان في بالغ الأدب والمجاملة، وأبلغه أن الرئيس مبارك يرجوه أن يقبل بالمنصب، وهو ما رد عليه أبو الغيط بأن "الرئيس يأمر".
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز