باحث بريطاني لـ«العين الإخبارية»: «القياس الدقيق» ضروري لفهم الذات وتحقيق التوازن

أكد مارك إيغن، الباحث الأول في معهد "BIT" بمكتب لندن، أن تعزيز ما وصفه بـ"المعايرة" في الثقة بالنفس يمثل خطوة محورية نحو فهم أدق للذات وتحقيق أداء واقعي ومتوازن في مختلف مجالات الحياة.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، على هامش مشاركته في مؤتمر العلوم السلوكية العالمي المنعقد حاليًا في أبوظبي، حيث أوضح أن مشروعه البحثي المعروف بـ"محطة التعاون" يعكف منذ نحو عقد من الزمن على دراسة الفجوة بين التقييم الذاتي للفرد وقدراته الحقيقية.
وقال إيغن إن مفهوم "المعايرة" يقوم على مبدأ بسيط لكنه غائب عن وعي كثيرين، ويهدف إلى مساعدة الأفراد على تحقيق توازن دقيق بين الثقة الزائدة بالنفس ونقصها، مضيفًا: "عندما تتجاوز ثقة الفرد بقدراته حدوده الفعلية، فإنه يقع في فخ التهور؛ وعندما تنخفض ثقته عن الواقع، فإنه يضيّع فرصًا هو أهل لها".
وأشار إلى أن الغالبية يدركون معنى "الثقة الزائدة"، بينما يندر أن يفكروا في نقيضها: "نقص الثقة بالنفس"، مؤكدًا أن كلا الحالتين تؤديان إلى نتائج سلبية على المدى البعيد.
وشدد على أن الحل يكمن في إدراك الواقع كما هو، عبر مفهوم "المعايرة"، الذي وصفه بأنه "نظافة فكرية أساسية تشبه ارتداء نظارات للعقل لرؤية الأمور على حقيقتها".
وأضاف: "المعايرة لا تعني فقط الاعتدال، بل هي ثقة منضبطة ومبنية على الإدراك الواقعي للقدرات، مثل رياضي يتدرّب بجد فيكتسب ثقة نابعة من أدائه الفعلي"، مشيرًا إلى أهمية تعزيز هذا المفهوم في البيئات التعليمية والمهنية، لا سيما بين الشابات اللواتي يتمتعن بكفاءة عالية لكنهن قد يفتقرن للثقة الكافية لإدراك ذلك.
ودعا الباحث إلى اعتبار "المعايرة" عادة عقلية يومية، قائلاً: "كما نغسل أسناننا ونمارس الرياضة، ينبغي لنا أيضًا أن نحافظ على أفكارنا معايرة مع الواقع"، مضيفًا أن طرح هذا المفهوم للجمهور يبدأ ببناء الوعي، خاصة أن الكثيرين لم يسمعوا به من قبل.
واختتم إيغن حديثه برسالة مختصرة قال فيها: "حاول أن تظل معايرًا – Stay Calibrated"، موضحًا أن تقييم الذات بدقة ليس رفاهية فكرية، بل ضرورة للحفاظ على أداء سليم وقرارات مدروسة في مختلف مجالات الحياة.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، انطلقت أعمال مؤتمر العلوم السلوكية العالمي 2025 (BX2025) في العاصمة الإماراتية أبوظبي، في حدث يُعقد للمرة الأولى على الإطلاق في منطقة الشرق الأوسط، ويُعدّ محطة بارزة في مسار توظيف المعرفة السلوكية لصياغة السياسات العامة.
ويقام المؤتمر تحت رعاية الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء في دولة الإمارات، بتنظيم من "مجموعة العلوم السلوكية" التابعة لمكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء، وبالشراكة مع "فريق الرؤى السلوكية"، وذلك تحت شعار: "آفاق جديدة في العلوم السلوكية".
aXA6IDMuMTYuODEuOTQg
جزيرة ام اند امز