الغياب الثالث.. إليزابيث محرومة من حفلها "التاريخي" بالبرلمان

حفل غارق في التاريخ ومقعد بالبرلمان تغيب الملكة إليزابيث الثانية للمرة الثالثة منذ اعتلائها العرش عنه، بسبب ظروفها الصحية.
هذا العام ولأول مرة يتولى ولي العهد وابن الملكة الأمير تشارلز أمير ويلز خطاب والدته بعد صاغته حكومة بوريس جونسون متضمنا تحديد السياسات والتشريعات المستقبلية المقترحة.
قصر باكينجهام استبق جلسة افتتاح البرلمان البريطاني وقدم تقريرا عن الحالة الصحية للملكة إليزابيث الثانية؛ حيث لا تزال تعاني من مشاكل عرضية في التنقل.
قرار الغياب النادر عن اللوردات لم يكن سهلا على الملكة صاحبة الـ96 عاما، لكنها أخيرا استجابت لنصيحة أطبائها بعد تشاورها معهم.
وبقدر آلام الغياب عن الخطاب الملكي إلا أن إليزابيث قللت من تنقلاتها في الآونة الأخيرة، مكتفية بافتتاح وحدة لعلاج كورونا في مستشفى لندن الملكي "افتراضيا".
ومنذ إصابتها بفيروس كورونا باتت أنشطة الملكة محدودة؛ إذ تحدثت بنفسها عن شعورها بإرهاق شديد خلال إصابتها بالفيروس في فبراير/شباط الماضي.
وعانت إليزابيث الثانية من "أعراض خفيفة تشبه الزكام"، لكنها اضطرت حينذاك إلى إلغاء سلسلة لقاءات مع دبلوماسيين أجانب مع بدء الاحتفالات بالعيد السبعين لجلوسها على العرش.
وافتتاح الولاية البرلمانية الجديدة يوحد العناصر الثلاثة للهيئة التشريعية (مجلس اللوردات ومجلس العموم والملكة) ليكونوا معا التاج بين أروقة البرلمان.
واعتادت الملكة المسنة، على السفر إلى قصر وستمنستر في حافلة حكومية، برفقة سلاح الفرسان المنزلي، فيما يغادر برفقتها تاج إمبريال الملكي وشعاراته أمامها في عربة خاصة به.
وسيغيب عن المشهد أيضا ما اعتادت الملكة على القيام به عند وصولها؛ إذ كانت تتوجه لغرفة خاصة تتزين فيها بالرداء المخملي القرمزي الطويل.
واعتادت الملكة إليزابيث الثانية أن تقود الموكب الملكي إلى غرفة مجلس اللوردات، وفقا لحساب الأسرة المالكة، على موقع تويتر.
وتغيبت الملكة إليزابيث الثانية مرتين فقط خلال فترة ملكها عن جلسة افتتاح البرلمان البريطاني، مرة في العام 1959 حين حملت بالأمير أندرو، ومرّة في العام 1963 حين حملت بالأمير إدوارد.
وأثار قرار الملكة الإثنين مخاوف إزاء عدم تمكنها من حضور احتفالات الشهر المقبل، بمناسبة الذكرى السبعين على اعتلائها العرش.
وسيبقى العرش الذي تلقي منه الملكة عادةً خطابها، فارغًا.
وطغى خبر غياب الملكة على الجلسة، على خبر افتتاح جلسة برلمانية جديدة.
تقاليد راسخة
ويرتدي أعضاء مجلس اللوردات أردية احتفالية مناسبة، بينما يرتدي قضاة محكمة العدل العليا شعرا مستعارا.
ويتم إرسال مسؤول مجلس اللوردات المعروف باسم "بلاك رود" لاستدعاء مجلس العموم.
وقد تم إغلاق باب مجلس العموم لأول مرة بشكل رمزي في وجه "بلاك رود" في تصرف رمزي إلى استقلال مجلس العموم عن النظام الملكي.
ثم يقوم بلاك رود بطرق الباب بصوت عالٍ ثلاث مرات بطاقمه المصنوع من خشب الأبنوس أو العصا قبل فتحه ليتبعه أعضاء مجلس العموم البالغ عددهم 250 عضوًا عائدين إلى غرفة اللوردات للوقوف في الطرف المقابل لعرش الملكة.
وقبل أن يتمكن أي من المجلسين من المضي قدمًا في مباشرة أعمالهم يجب على الملكة افتتاح البرلمان رسميًا من خلال مخاطبة كلا المجلسين في خطابها.
ومن المعتاد أن يحمل خطاب الحكومة أحد المستشارين في حقيبة خاصة من الحرير، ويقدمه إليها.
وبمجرد مغادرة الملكة، يناقش أعضاء المجلسين محتوى الخطاب ويتفقون على رد موحد يقدم لها.