ألمانيا ضيف شرف معرض أبوظبي للكتاب.. 34 ناشرا و40 فعالية
انطلقت, اليوم الإثنين، فعاليات الدورة الـ31 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحضور نخبة من كبار الأدباء، والمفكرين، ومشاركة دولية واسعة.
ويأتي ذلك بمشاركة أكثر من 1000 ناشر من 80 دولة، يقدّمون جدولاً متكاملاً من الفعاليات يضمّ أكثر من 400 فعالية متنوعة، فيما تعد ألمانيا ضيف شرف المعرض في نسخته الـ31.
ويعكس المعرض حالة التوهج الثقافي والمعرفي في دولة الإمارات التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى حاضنة لكوكبة من أبرز المبدعين، والمفكرين، والأدباء المحليين، والعالميين.
وألمانيا هي ضيف الشرف في النسخة الـ31 من معرض أبوظبي، إذ يشارك عدد كبير من المؤسسات في المعرض انطلاقا من أهميته الكبيرة.
وقالت كلوديا كايزر، نائبة رئيس معرض فرانكفورت للكتاب لتطوير الأعمال في آسيا وأفريقيا والعالم العربي، في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية: "إن سوق الكتاب في العالم العربي في طريقه إلى اللحاق بالركب، لذلك فإن التواجد في معرض أبوظبي مهم".
ووفق كايزر، فإن مبيعات ترجمات كتب الأطفال على وجه الخصوص، تزدهر في الوقت الراهن في المنطقة العربية التي تشهد طفرة مواليد.
وتضيف: "في الأدب القصصي، كما هو الحال في الغرب، يحب الناس هنا كل ما هو جديد، لكن هناك أيضًا أعمال عظيمة لمؤلفين مثل كافكا والشعر الألماني، يتمتعان برواج".
ويضم الجناح الألماني المشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام، 34 ناشرًا ومؤسسة، في مقدمتهم معهد جوته.
كما أعلن عدد من الكتاب من ألمانيا، المشاركة في المعرض، مثل أولجا جرياسنوفا الفائزة بجائزة آنا سيجيرز، والتي حققت أحدث رواياتها "الابن الضائع" رواجا كبيرا واستثنائيا في ألمانيا في ٢٠٢٠.
كما ينظم الجناح الألماني في معرض أبوظبي، حوالي 40 فعالية مثل الأمسيات الشعرية، فضلا عن ندوات عن سوق الكتاب ومستقبل الصناعة.
بدوره، يقول الباحث والمترجم، ستيفان فايدنر إن هناك تزايدا في عدد الأشخاص المهتمين بالكتب في العالم العربي، ويقول في تصريحات صحفية: "العرب يقرأون أكثر كل عام، والأوروبيون أقل كل عام".
فيما أرجع قلة ترجمات الكتب الألمانية إلى اللغة العربية، لأسباب اقتصادية فقط، مضيفا: "ليس صحيحًا أنه لا يوجد اهتمام بالمؤلفين غير المسلمين".
وتابع: "تحظى ألمانيا في المقام الأول بفلسفتها النقدية، والكل يعرف نيتشه، والمثقفون جميعهم يقرؤون هابرماس، وجادامر، وسلوترديك".
وخلال الدورات الماضية، نجح المعرض في جذب أفضل دور النّشر تحت سقف واحد، واستقطاب أهم الأسماء البارزة في سماء الفكر والثقافة والمعرفة، والإبداع، ضمن برنامج فكري ثري ومتعدد، حتى بات يصنف من الأضخم في المنطقة العربية والشرق الأوسط، من ناحية عدد دور النشر والدول المشاركة، معززا مكانته كمركز ثقل على السّاحة الثقافية العالمية، وواحة للتسامح وحوار الثقافات والتّنوع الفكري، وتعزيز مفهوم أمثل للثقافة الجماهيرية.
وحقق المعرض في النسخة الـ20 تطورا نوعيا لافتا فقد وصل عدد دور النّشر المشاركة إلى 823، كما تضاعف عدد الدول ليصل إلى 68 دولة عربية وأجنبية، واستضافة أكثر من 1200 شخصية من المعنيين بشؤون الثقافة والأدب والفن وخبراء في صناعة الكتاب من جميع أنحاء العالم، ونحو 150 فعالية ثقافية ضمن البرنامج المصاحب، مع عرض لأكثر من نصف مليون عنوان. وبرز "ركن النشر الإلكتروني" لتسليط الضوء على آخر المستجدات في عالم النشر الرقمي.
واحتفى المعرض بيوبيله الفضّي في النسخة الـ25 ببرنامج يخلّد ذكرى القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كشخصية محورية، بجانب توسّع مساحته إلى نحو 32 ألف متر مربع، فيما وصل عدد دور النشر إلى 1181، من 63 دولة، وقد ركز المعرض في تلك النسخة على تمكين المحترفين في عالم النّشر من خلال إطلاق مبادرة "أكاديمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب"، ليصبح محطة مهنية نوعية لدور النشر.
وفي دورته الثلاثين التي عقدت العام الماضي شكل المعرض بارقة أمل لإنعاش صناعة نشر الكتب على المستوى العربي والعالمي بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها خلال فترة تفشي جائحة كورونا، حيث شهدت تلك الدور مشاركة أكثر من 800 عارض، من 46 دولة حول العالم، بين "الحضوري" و"الافتراضي" مع تطبيق إجراءات احترازية دقيقة بسبب الجائحة.