"أبوظبي للكتاب".. الثقافة تتنفس من عاصمة الإمارات
انطلقت فعاليات الدورة الـ30 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الأحد، وسط حضور مميز من العارضين والزوار، لتعلن عودة الروح للثقافة العربية.
ووسط إجراءات احترازية لسلامة المنظمين والعارضين والزوار، افتتح المعرض أبوابه بعدما غاب عن الساحة الثقافية العام الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا.
وعبّر عدد كبير من العارضين المحليين والعرب عن سعادتهم البالغة بالعودة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي يشكّل نافذة مهمة للناشرين لعرض منجزاتهم الأدبية والفكرية، وكما تسهم في انتشار جيد يعود بالمنفعة على المكتبة العربية.
كما أشاد الزائرون بالإجراءات الاحترازية والوقائية التي تتبعها إدارة المعرض حفاظاً على سلامة الجميع، حيث يلتزم معرض أبوظبي الدولي للكتاب بتطبيق أعلى معايير الاحترازات الصحية، وذلك ضماناً لسلامة جميع المشاركين في المعرض.
ووضعت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض "أدنيك" بروتوكولات توضح التدابير والإجراءات الاحترازية، إضافة إلى توفير أجهزة المسح الحراري وإجراءات التعقيم المتطورة وفق أعلى مستوى من التقنيات المعتمدة في هذا الإطار.
كما يتوجب على جميع الزوار والمشاركين إبراز نتيجة سلبية لفحص "بي سي آر"، إضافة إلى تطبيق معايير التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامة طوال مدة الزيارة.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "معرض أبوظبي الدولي للكتاب مؤشر على أننا في الطريق للتعافي من جائحة كورونا، وانعقاده في ذلك الوقت يؤكد حسن التدابير والإجراءات الاحترازية المتخذة في دولة الإمارات، وحسن التنظيم والدقة في تحديات الجائحة".
وأضاف أن انعقاد معرض أبوظبي بحزمة فعالياته المتعددة والمهمة، الهادفة لتمكين قطاع النشر، سيكون له تأثير كبير على الثقافة العربية، "فالمعارض هي المتنفس الوحيد للكتاب العربي لتجاوز مشاكل التوزيع، والتحديات التي تواجه قطاع النشر".
وأشار إلى أن المعرض يشهد نمواً متزايداً في أعداد العارضين والزوار عاماً بعد عام، إذ يمثل حجم المشاركة هذا العام على الرغم من القيود التي تفرضها جائحة كورونا دليلاً على المكانة المميزة التي يحظى بها المعرض عالمياً.
وشهدت فعاليات اليوم الأول، عدد من الندوات المهمة بعضها عقد افتراضياً، جاءت أولها "من العزلة إلى الإلهام"، وتناولت قضية "كيف نستعيد روح الإبداع في عالم لم تعد فيه طبيعتنا السوية سوى ذاكرة بعيدة؟.. هل فترت حواسنا في عالم صغّرته الجائحة، أو هل يمكن أن يحفزنا هذا الوقت الذي يتسم بالهدوء والعزلة لبلوغ آفاق جديدة؟.. هل سيكون مستقبل الفنون مختلفاً بعد تحديات الوقف القسري لعروض الأداء، أو أنه سيعود أكبر حجمًا وأكثر إشراقاً؟".
جاء ذلك بحضور الفنانة والمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، والفنانة اللبنانية عبير نعمة.
وحملت ثاني الندوات عنوان "النشر في العالم العربي: تسليط الضوء على احترام صناعة النشر"، وتناولت موضوع: "ما هي حقوق المؤلفين والناشرين؟، ما هي رغبات واحتياجات القراء، في ظل القضايا الاجتماعية والسياسية والبيئية الملحة؟.. على من تقع مسؤولية مواجهة هذه التحديات؟.. وما الدعم الذي يمكن أن تقدّمه الصناعة بأكملها لمن يضطلعون بهذه المسؤولية؟".
وشارك في الندوة عدد من الناشرين أبرزهم: محمد الفريح – العبيكان للنشر السعودية، ومحمد رشاد – اتحاد الناشرين العرب والرئيس التنفيذي للدار المصرية اللبنانية، وخالد الأنصاري – منشورات المتوسّط، وبسام شبارو– الدار العربية للعلوم.
فيما جاءت ثالث الندوات بعنوان: "من سندريلا إلى سندباد- تقاليد رواية القصص العربية والألمانية، حيث تناولت "حكايات ألمانية وعربية خالدة من البرديات المصرية القديمة إلى حكايات الأخوين غريم، ومن ألف ليلة وليلة إلى الكتب والقصص المصوّرة المعاصرة، ويشمل فصل خاص من المعرض كتب أطفال لمؤلّفين إماراتيين مستوحاة من القصص الشعبية الإماراتية والقصص التي توارثتها الأجيال".
وكان لـ"النقد الافتراضي بين النظرية والتطبيق" نصيب من الندوات، حيث تم تناول عدة محاور منها: "النقد الافتراضي على وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة أم حالة عابرة، وضوابط النقد الافتراضي التي تجعل منه نقداً حقيقياً، والنقد الافتراضي بين الأكاديمية والاستسهال في الطرح، ودور المؤسسات الثقافية في ضبط مشهد النقد الافتراضي والتحكّم فيه".
وتحدّث في الندوة كل من: الدكتورة عبير الحوسني كاتبة وناقدة إماراتية حصلت على الدكتوراه في الأدب والنقد عام 2018، وفازت بجائزة راشد للتميزّ العلمي عام 2019، والدكتورة فاطمة المعمري كاتبة وناقدة إماراتية حاصلة على الدكتوراه في الأدب والنقد.
وسلّطت ندوة "المرأة ميراث من القهر"، الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في المجتمع، بحيث تتناول قضية المرأة وحقوقها من خلال موقف الثقافة العربية من المرأة، والخطاب الديني، والدولة ومؤسساتها، ورؤية المجتمع لها، وصورتها في الفكر والأدب، وفي وسائل الإعلام، وتحدثت فيها الكاتبة والناقدة المصرية أماني فؤاد.
وتشهد الدورة الـ30 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب مشاركة أكثر من 889 عارضاً حضورياً وافتراضياً من بينهم ما يزيد على 662 عارضاً دولياً، و227 عارضاً محلياً من أكثر من 46 دولة من حول العالم.
ويضم برنامج المعرض سلسلة من البرامج والندوات الافتراضية، بالتزامن مع استقبال مجموعة كبيرة من الناشرين، وذلك لإفساح المجال أمام الجمهور من حول العالم للتعرّف على أحدث الاتجاهات في مجال النشر والأدب والثقافة.
كما يستضيف المعرض 315 ضيفاً ومتحدثاً واقعياً وافتراضياً، إضافة إلى أكثر من 230 جلسة واقعية وافتراضية في ظل برنامج متنوع بالشراكة مع أكثر من 20 جهة ومؤسسة ثقافية محلية ودولية لتنظيم جلسات ثقافية ومهنية وتعليمية وعروض فنية.
إضافة إلى إطلاق أول منصة افتراضية للناشرين لتبادل حقوق النشر على مستوى المنطقة العربية في ظل توفير حزمة شاملة من الفوائد التحفيزية للناشرين والمؤلفين على حد سواء.
وتوفر الدورة الحالية من المعرض نصف مليون كتاب في مختلف المجالات، إذ تعد هذه الدورة الأكبر في مجال دعم الناشرين منذ تأسيس المعرض، حيث شهدت تقديم 300 منحة موزعة على الكتب الورقي والرقمية والصوتية كجزء من برنامج "أضواء على حقوق النشر".
وأعفت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي جميع دور النشر المشاركة في الدورة الـ30 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية من دفع رسوم الأجنحة.
وتأتي هذه المبادرة حرصاً من مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي على دعم كافة الجهود الهادفة إلى دعم صناعة النشر، ولا سيما في ظل ما تشهده حركة النشر من تحديات جراء جائحة "كوفيد– 19".
وشهدت الدورة الحالية من المعرض تولي موزة الشامسي، المديرة التنفيذية لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، منصب مديرة معرض أبوظبي الدولي للكتاب لتكون أول امرأة تدير معرضاً دولياً للكتاب في المشرق العربي.
ويستقبل المعرض الزوار في مركز أبوظبي الوطني للمعارض من الساعة 9 صباحاً إلى 10 ليلاً من الأحد إلى السبت، ومن الساعة 4 عصراً إلى 10 ليلاً يوم الجمعة.