معرض أبوظبي للكتاب.. منبر للاحتفاء برموز الأدب والثقافة
درج معرض أبوظبي الدولي للكتاب على اختيار شخصية محورية يتركز حولها جزء من البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض.
وذلك وفق منهج يتيح الاحتفاء بالشخصيات العربية والعالمية المؤثرة في ميادين الثقافة والأدب والمعرفة.
يأتي ذلك ليستكمل المعرض دور أبوظبي الريادي في تكريم المبدعين والمثقفين والعلماء والمؤثرين في مختلف المجالات عبر سلسلة من الجوائز والأوسمة التي باتت تمثل إضافة نوعية لمسيرة الحاصلين عليها.
واحتفى المعرض خلال السنوات الماضية بكوكبة من القامات التي صنعت الفارق في المشهد الثقافي على المستوى المحلي والعالمي وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كونه من أشعل الشمعة الأولى لصناعة الكتاب والتأليف والترويج للثقافة في الدولة ودفع بإيمانه العميق بالعلم والمعرفة والثقافة دولة الإمارات إلى مصاف الدول المتقدمة.
وضمت قائمة الشخصيات المحورية التي اختارها المعرض عبر السنوات الماضية كلا من الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي، والشاعرة الإماراتية عوشة السويدي "فتاة العرب"، والفيلسوف محيي الدين بن عربي، والفيلسوف ابن رشد، والأديب الألماني يوهان فولفجانج فون جوته.
وأكد عدد من الأدباء والكتاب الإماراتيين والعرب في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام" أن الاحتفاء بالقامات الأدبية والثقافية المرموقة في المعرض يعكس اهتمام دولة الإمارات العظيم بالثقافة الإنسانية عموما، والعربية تحديدا وهو أمر يتسق مع طبيعة الدور والمكانة التي باتت تحتلها كمركز عالمي للتسامح وحوار الثقافات والتّنوع الفكري.
عطاء فكري
وقال الشاعر والروائي علي أبو الريش إن الشخصيات المحورية التي اختارها معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دوراته السابقة تمثل النموذج والقدوة في العطاء الفكري والأدبي عبر التاريخ، وهم كانوا ومازالوا في صدارة المشهد التنويري بفضل إسهاماتهم وإبداعاتهم العابرة للزمن.
وأضاف أبو الريش أن التركيز على شخصية محورية في كل دورة من دورات المعرض فيه رسائل متعددة، أولها التعبير عن الاحترام والتقدير لهؤلاء العظماء الذين أثروا تاريخ الإنسانية بعطائهم وإبداعهم، وثانيها المحافظة على الصلات الثقافية والفكرية والعلمية بين الجيل الحالي وجميع الأعلام والرموز الحضارية والثقافية التي مرت في تاريخ البشرية، أما ثالثها فهو تأكيد على اعتزاز الإمارات بالرصيد الحضاري الإنساني بمختلف أشكاله وإصرارها على استكمال إسهامات العرب في مسيرة المعرفة الإنسانية.
بدوره أشاد الكاتب والشاعر التونسي الدكتور صلاح الدين الحمادي بالفكرة التي باتت إحدى السمات المتميزة للمعرض والتي تعكس حجم الوفاء والتقدير لما تركه هؤلاء المبدعون من أثر مهم في الثقافتين العربية والعالمية والحضارة الإنسانية.
وقال الحمادي إن القائمين على معرض أبوظبي الدولي للكتاب أرادوا من خلال هذه المبادرة السنوية التأكيد على أن المعرض يمثل رمزا للأدب والثقافة الأصيلة عبر حمل مجد الماضي الثقافي الجميل إلى الجيل الجديد ليتفاعلوا معه بشكل إيجابي، ولحثهم على مواصلة المسيرة العلمية والأدبية التي خطها الرواد الأوائل ونشر رسالة العلم والمعرفة التي نذورا أنفسهم لها.
من جانبه قال الشاعر السوداني عمر أحمد قدور إن التواصل بين الأجيال أمر مهم في إنتاج المعرفة، بحيث تتكامل الجهود، وتتواصل خيوط المعرفة، وتبدأ الأجيال الناشئة رحلتها من حيث توقف الآخرون.. ولا شك أن تذكر العلماء والمفكرين المبدعين خاصة في المحافل الثقافية الكبيرة مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد جزءًا من هذا التواصل المطلوب بين الأجيال المنتجة للمعرفة.
وأثنى قدور على فكرة اختيار شخصية ثقافية محورية للمعرض في كل عام والتي تمنى تعميمها على جميع الفعاليات والأنشطة الثقافية الكبيرة في الوطن العربي، مؤكدا أن الإمارات على الدوام السباقة في طرح المبادرات الرائدة التي يعود نفعها على الإنسانية جمعاء.
هذا وتحتفي الدورة الـ 31 من معرض ابوظبي الدولي للكتاب بعميد الأدب العربي طه حسين الذي وقع عليه الاختيار كشخصية العام المحورية للمعرض، حيث يعد أحد عظماء التاريخ وقامة أدبية وفكرية مرموقة أسست لمشروع تنويري في العالم العربي خلال القرن العشرين، وبقيت أعماله ومنجزاته قاعدة أساسية يمكن الانطلاق منها لمواصلة الجهود الثقافية والمعرفية التي تدفع باتجاه ترسيخ مكانة الأدب واللغة العربية.