مكتبة أبوظبي للأطفال.. وجهة إماراتية لرسم ملامح المستقبل
مكتبة أبوظبي للأطفال تعد الأكبر من نوعها، إذ تلعب دورا محوريا في بناء اقتصاد قائم على المعرفة يعزز من مكانة الدولة وإمارة أبوظبي
تعد "مكتبة أبوظبي للأطفال" القلب النابض للمجمع الثقافي- المعلم التاريخي العريق- وجهة معرفية للتعلم والاستكشاف وتنمية الوعي الثقافي والاجتماعي للأجيال الناشئة في محيط يجمع بين المتعة والمعرفة.
وتعكس "مكتبة أبوظبي للأطفال" رؤية دولة الإمارات والتزامها بدعم المشهد الثقافي المحلي والتراثي، والمضي قدما في تعزيز المكانة الثقافية للعاصمة الإماراتية باعتبارها مركزا لأرقى المعالم والفعاليات الثقافية والفنية في المنطقة والعالم.
وتمتد المكتبة على مساحة 5250 متراً مربعاً، تنقسم إلى عدة مساحات اجتماعية تناسب الأطفال والعائلات، إذ تعد بمثابة منارة تعليمية بارزة عبر برامج وورش فنية تحفز مسيرة الإبداع ومهارات التعلم الحيوية لإلهام الصغار وصقل مهاراتهم الفنية وتنميتها وسط أجواء ترفيهية مميزة، وكذلك تمكينهم من تصميم مشاريعهم الخاصة، واكتشاف الروابط العميقة التي تمتد بين الفن والأدب.
وتعمل المكتبة على توفير مصادر المعرفة بأحدث الوسائل والتقنيات، حيث تتميز بموقعها وسط المجمع الثقافي وهو المعلم الثقافي الأبرز في منطقة الحصن بوسط العاصمة أبوظبي.
وقال سيف غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إن افتتاح مكتبة أبوظبي للأطفال والمسرح في المجمع الثقافي من شأنه أن يلعب دورا مهما على الساحة الثقافية في إمارة أبوظبي، إذ يركز المسرح على المحتوى الإماراتي والإقليمي وما يرغب أن يشاهده سكان وزوار أبوظبي، كما يلعب دورا في تأسيس المواهب الإماراتية.
وأشار إلى أن "مكتبة أبوظبي للأطفال" تعد الأكبر من نوعها، إذ تلعب دورا محوريا في بناء اقتصاد قائم على المعرفة يعزز من مكانة الدولة وإمارة أبوظبي على خارطة الثقافة والفنون في الشرق الأوسط.
وأضاف أن المكتبة تتكون من 3 طوابق تستوعب مئات الأطفال، وتضم بين رفوفها أكثر من 20 ألف كتاب متنوع ما بين الكتب المطبوعة والإلكترونية بما في ذلك من الروايات والقصص المصورة وكتب السيرة الذاتية.
وأكد "غباش" أن المكتبة تلعب دورا مهما في تأسيس الحصيلة الثقافية للأجيال طوال العام من خلال برامج ثقافية وأنشطة متنوعة تغرس حب القراءة والثقافة في قلوب الصغار والشباب، مشيرا إلى أن المكتبة تعمل على توفير مصادر المعرفة بأحدث الأدوات والتقنيات التكنولوجية المميزة التي تحبب الأطفال لزيارة المكتبة والتردد عليها مرة أخرى، كما أن العاملين فيها من أصحاب الخبرة، وتدربوا على أيدي متخصصين في هذا المجال.
وقالت ميشيل هاكول، مديرة مكتبة أبوظبي للأطفال في المجمع الثقافي، "إن المكتبة صممت على شكل كتاب بالحجم الطبيعي يتميز بمساحات شاسعة، تجسدت فيها الطباعة والمحتوى الرقمي للمكتبة والمناظر الطبيعية المختلفة لدولة الإمارات".
وأضافت "أن المكتبة مكان فريد من نوعه يشجع الأطفال على تعلم القراءة والكتابة والتخيل والإبداع من خلال اللعب والتجارب العملية"، لافتة إلى أن المعرض الافتتاحي للمكتبة يسلط الضوء على الدور الذي تلعبه الكتب المتحركة والكتب المجسمة في تعلم القراءة والكتابة.
وتابعت قائلة: "تم الاستعانة بمجموعة من الأطفال والطلبة لإبداء ملاحظاتهم وآرائهم حول ما يريدونه في المكتبة، وما أحلامهم لها، وماذا تمثل القراءة والقصة بالنسبة لهم، واستمعنا للعديد من الأجوبة المختلفة فسمعنا أطفالا يقولون إن الكتاب هو صديقهم، ومنهم من قال إنهم يريدون القراءة في الهواء الطلق، وآخرون يريدون مكانا منعزلا للقراءة، كما أبدوا آراءهم عما يريدون قراءته من كتب تضم رسوما مصورة مليئة بالحيوية، وأصبحت هذه الملاحظات جزءا من المكتبة".
وأشارت إلى أنه تم تحويل قصص المؤلفين والرسامين من الإمارات لمساحات تعليمية وتفاعلية ثلاثية الأبعاد لإثارة خيال الأطفال داخل المعرض.
وذكرت "هاكول" أن المكتبة تنقسم إلى 3 طوابق كل طابق مخصص للقراءة يختلف بحسب كل فئة عمرية، من عمر 4 أشهر حتى 14 عاما، ويتميز بمفهوم خاص مستوحى من المناظر الطبيعية المتنوعة في الإمارات، كما صُممت المكتبة بعوامل تجذب الطفل كالكثبان الرملية التي يمكن لهم الجلوس عليها أثناء القراءة والواحة التي تخترقها الأفلاج وسط الكتب، وإذا ذهب الطفل للمنطقة الصحراوية الساعة الثامنة مساءً ستسنح له الفرصة أن يرى النجوم، ويستمع إلى قصة ما قبل النوم، وكلها أفكار تشجع الطفل على اكتشاف الطبيعة أكثر، وحب البيئة وتعزز شغف القراءة فيهم.
وأضافت، "أن المكتبة تقدم العديد من البرامج لمختلف الأعمار بالإضافة إلى برامج مخصصة للعائلات وورش عمل تفاعلية، كما تقدم عددا من أنشطة الاستكشاف للأطفال ومقدمي الرعاية، مثل غرفة الواقع الافتراضي والاستديو وغرف الورش والنشاطات وبرامج متنوعة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات والأدب والفن والسينما والموسيقى تسهم في جعل المكتبة مركزا ثقافيا نابضا بالحياة، ومصدراً للمتعة والاستكشاف والمشاركة والإبداع.
وقالت "هاكول": "إن المكتبة تتسع لنحو 75 ألف كتاب، ويتوفر حاليا فيها أكثر من 35 ألف كتاب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والعديد من اللغات الأخرى، وستواصل المكتبة استقبال المزيد من الكتب والموسوعات المصورة والمسموعة والسير الذاتية".