مدير مكتبة دبي الرقمية: نهدي المعرفة إلى العالم
في هذا الحوار يتحدث الدكتور خالد عبدالفتاح مدير مكتبة دبي الرقمية عن أهم إنجازاتها من أجل خدمة القارئ للحصول على المعلومات
في الوقت الذي تفرد فيه منصات عالمية مثل "أمازون" و"جوجل"، مساحات كبيرة للكتب والمحتوى الرقمي باللغات الأجنبية المتعددة، تطل مكتبة دبي الرقمية، التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة في بدايات عام 2016 تزامناً مع إعلان عام القراءة، لتقديم محتوى معرفي عالمي بلا حدود.
وتهدف المكتبة إلى تقديم منصات إلكترونية متطورة تسهم في إثراء المحتوى العربي في جميع مجالات المعرفة عبر شبكة الإنترنت وسد الفجوة الرقمية التي يعاني منها العرب.
وتسعى هذه المكتبة إلى تقديم أكبر محتوى رقمي عربي لمواكبة متطلبات العصر والأجيال الجديدة، ونشر المعرفة والثقافة العربية، وبناء جسور التواصل مع مختلف الثقافات، كما تمثل منصَةً لأهم دور النشر العربية، وأول محرك بحث خاص بالمحتوى الرقمي العربي، بأسلوب ينسجم مع المعايير العالمية في تنظيم المحتوى الرقمي.
وتعمل المكتبة الرقمية كمحطة واحدة للاشتراك بقواعد البيانات الضخمة من أصحاب حقوق الملكية الفكرية للمؤسسات الأكاديمية والجامعات والمدارس وتوفر للناشرين مركزا موحداً لتطوير الكتب الإلكترونية وتوزيعها وتسويقها من خلال قناة واحد من خلال علاقتها مع مكتبات هامة أبرزها: مكتبة زايد، والمكتبة البارالمبية، ومكتبة الفضاء، ومكتبة إي بوب" -"ePub" وغيرها.
في هذا الحوار يتحدث الدكتور خالد عبدالفتاح، مدير مكتبة دبي الرقمية عن أهم إنجازاتها في محرك البحث من أجل خدمة القارئ والباحث للحصول على المعرفة والبيانات التي يحتاجها.
ما أهم الإنجازات التي قدمتها مكتبة دبي الرقمية؟
يمكننا اعتبار مكتبة دبي الرقمية رائدة عالمياً في إتاحة الوصول لمواد المعرفة وعناصرها المتنوعة بلا حدود، إذ أنشأناها على نموذج مكتبات المستقبل، إيماناً من مؤسسة محمد بن راشد بأن المعرفة حق مُتاح للجميع، وتضّم المكتبة أكثر من ربع مليون عنوان، وما يزيد على مليوني و600 ألف مادة رقمية مميزة، ما بين كتب وملخصات وصحف ومجلات ومقالات وبحوث ومواد تراثية تغطي كل مجالات المعرفة البشرية.
وتشمل هذه الكتب علوم الحاسوب والمعلومات والأعمال العامة والعلوم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والأديان والآداب والعلوم الطبيعية والرياضيات والتاريخ والجغرافيا العامة، وأهم إنجازات المكتبة الرقمية هو التفرد في إتاحة المحتوى العربي وخدمة اللغة العربية وتوفير منصة للقراء والباحثين العرب والأجانب على حد سواء.
وما آلية البحث في المكتبة الرقمية؟
مكتبة دبي الرقمية حاضنة معرفية نقدمها لأصحاب المعارف، فهي تربط نتائج البحث مع المصادر الخارجية، وبدلاً من البحث في منصات متعددة، وهو أمر متعب للباحث أو القارئ، فإننا في المكتبة الرقمية، توصلنا إلى استحداث نظام المكتبات النوعية التي تربط بين نتائج البحث الذي يعتمد على نظام تبادل البيانات والمعلومات أي بناء بيئة تفاعلية متكاملة (الكل في واحد All in One) بحيث تجمع تلك البيئة مجموعة متكاملة من البوابات الفرعية تشمل إلى جانب بوابة المكتبة الرقمية، بوابة المؤلفين وبوابة للناشرين للمحتوى الرقمي، وبوابة المستفيدين، وبوابة إدارة الحقوق الرقمية، وبوابة المعايير وأدوات إنتاج المحتوى الرقمي.
وتسعى مكتبة دبي الرقمية إلى التوافق مع تطبيقات الموبايل من خلال بناء منظومة تطبيقات ذكية تتوافق مع أنظمة آندرويد وأي أو إس، ويمكن تحميل التطبيقات من منصات جوجل وأبل ستور.
وما اللغات المتاحة في عملية البحث؟
اللغات الأجنبية موجودة ولكن بطريقة محدودة، لكننا بحاجة إلى حماية اللغة العربية، الأمريكان والبريطانيون على سبيل المثال يعتنون بالمحتوى والمنتوج باللغة الإنجليزية، ويتوفر في "جوجل بوكس" أكثر من مليون كتاب باللغة الإنجليزية، لكن السؤال هو: كم كتاب لديهم باللغة العربية؟ نسبة الكتاب العربي قليل ونادر جداً، لذا يجب أن يكون للغة العربية راعٍ ومنصة ثقافية تخدم هذا المحتوى، ونحن نركز على اللغة العربية، ومجتمعاتنا بحاجة إلى محتوى بها، لذا نحن نوفر له ذلك، هناك مواقع عديدة للغة الإنجليزية لكن اللغة العربية لا تزال محرومة منها.
لماذا تتعدد الطرق في كتابة البيبلوغرافيا؟
هناك عشرات الطرق في كتابة البيبلوغرافيا، والأشهر طريقتان، وهما تعتمدان على دور النشر التي تنتج الكتاب الواحد بأشكال مختلفة، وهذا ما يخلق الارتباك في عملية التصنيف والترقيم والحفظ. ولكننا ندعو إلى توحيدها.
كيف تحافظ المكتبة على الملكية الفكرية للكتاب والناشرين؟
المكتبة الرقمية تحفظ للناشرين والمؤلف حقوقهم كما تحفظ مكانة الكتاب العربي، ويعاني الناشرون القرصنة بينما تحفظ المكتبة الرقمية حقوق المؤلف والناشر معاً، هي ليست مكتبة فقط بل هي حلول مكتبية، لا يوجد لها مثيل في سهولة البحث والنتائج، إنها أكبر منصة لحفظ التراث العربي والكتب العربية واستخداماتها، ووضعت المكتبة منذ البداية ضمن أهدافها الاستراتيجية جودة المحتوى العربي، بغرض سد الفجوة المعرفية والرقمية التي يواجهها القارئ العربي، ووضعت رؤية متكاملة لمستقبل المكتبات الرقمية تعتمد على المشاركة بين كل أطراف منظومة المكتبات، بداية من المؤلف إلى المستخدم والمستفيد.
كيف تتعاملون مع منتهكي حقوق المؤلف والناشر؟
نسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الانتشار مع الحفاظ على الملكية الفكرية، فانعدامها يؤدي إلى إضعاف الإبداع وتدنيه، ومكتبتنا الرقمية ليست إنترنت، بل تتفوق عليه من خلال اختيارات الكتب والأبحاث المتخصصة، ووضعها بطريقة يستفيد منها القارئ والباحث على حد سواء، أي أنها عملية اختيار وانتقاء وتقييم وتوجبه في آن واحد، وهي مهمة لا يقوم بها الإنترنت، نحن نتيح حق الوصول إلى المعرفة من خلال منصتها المفتوحة للجميع، مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لكل دور النشر المحلية والإقليمية والعالمية.
هل يتمكن القارئ من شراء الكتب وقراءتها في آن واحد؟
نعم، وهذه هي ميزة مكتبة دبي الرقمية، أي يمكن اقتناء الكتاب بصيغة PDF أو صيغ أخرى، وبأسعار متواضعة مقارنة بسعر الكتاب الباهظ أحياناً، كما أن المنصة تدعم النفاذ إلى المعرفة على المستوى العالمي من خلال دعم مبادرات الوصول الحر إلى المعلومات والمحتوى المجاني، الذي يبلغ أكثر من 50% من المحتوى المتاح على المنصة.
هل يمكن الاعتماد على النفس وصناعة البرمجيات ذاتياً؟
منذ أن عدت من دراستي في أمريكا، أردد أننا قادرون على صناعة البرمجيات والمنصات، بينما تحاول الشركات الأجنبية إيهامنا بأنها صناعة صعبة جداً، ولكنها ببساطة بحاجة إلى جهد لا أكثر، والتكنولوجيا متاحة للجميع، أما المؤسسات التي تمتلك المحتوى يجب أن يكون لها مثل هذه المبادرات أي صناعة برمجياتها بنفسها، وليس بالضرورة أن نبدأ من الصفر لأن آلياتها متاحة وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المجال، وعلى العرب أن ينتجوا برمجياتهم بأنفسهم.
وما موقفكم من مكتبات الشخصيات المثقفة الخاصة؟
لدينا تركيز على المكتبات النوعية المتخصصة في مجالات معرفية متنوعة بحيث تصبح المكتبة العامة مجموعة مكتبات نوعية متخصصة في المواد والموضوعات وليس في الأشخاص، لكن هذا التوجه يمكن أن يكون على شكل تعاون أو مشروع أطرحه من كل المراكز الخاصة من أجل عمل فكرة موحدة عن المراكز الخاصة، وهذه المنصة الجاهزة تستوعب كل المكتبات الخاصة، ونطمح أن تكون من خلال منصة موحدة أن يتمكن الباحث أو القارئ من الوصول إلى كل المحتوى أينما كان.
هل تركزون على المخطوطات؟
أجل.. في مركز بن حويرب على سبيل المثال، هناك نظام للمكتبة وهناك أناس يطلبون صورا من المخطوطات بالرغم من أن هناك محظورات ولكن يمكن إعطاؤها للباحثين الجادين، وهذه تخضع لشروط معينة.