خبراء: سياسة أردوغان الخارجية تعزل تركيا إقليميا
أردوغان يواجه انتقادات داخلية بسبب علاقاته المتوترة مع معظم الدول العربية، وطالبه زعماء المعارضة بالكف عن دعمه تنظيم الإخوان الإرهابي
أكد خبراء وبرلمانيون مصريون أن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخارجية ودعمه تنظيم الإخوان الإرهابي، جعلا علاقاته مع معظم الدول العربية، وخاصة القاهرة، متوترة، وأضرا بوضع أنقرة الإقليمي والدولي.
- مصر تستنكر أكاذيب أردوغان بشأن وفاة مرسي: تجاوز فج
- طوفان غضب مصري ضد أردوغان.. ومطالبات بمحاكمته دوليًا
ويواجه أردوغان مؤخراً انتقادات داخلية بسبب علاقاته المتوترة مع معظم الدول العربية، وطالبه عدد من زعماء المعارضة بضرورة التخلي عن سياسته العدائية تجاه القاهرة، والكف عن دعمه تنظيم الإخوان الإرهابي.
كمال كليغدار أوغلو، زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، هاجم أردوغان، بسبب علاقاته المتوترة مع معظم الدول العربية، قائلا أمام الكتلة النيابية لحزبه بالبرلمان: "على أردوغان التخلي عن جماعة الإخوان"، التي تشكل العقبة الرئيسية في وجه أي محاولات لتصحيح العلاقات الخاطئة، التي كرسها أردوغان، مع الدول العربية.
وتساءل في استهجان: "من هم الإخوان؟ فمصالح الدولة التركية فوق كل شيء"، داعيا إلى التصالح مع القاهرة، وإرسال سفير لمصر، مشيراً إلى أن مخالفة مصر تنعكس سلباً على تركيا.
وتحتضن تركيا المئات من قادة وأنصار تنظيم الإخوان الإرهابي منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
وتدار علاقات البلدين على مستوى "قائم بالأعمال"، منذ استدعت مصر سفيرها من تركيا في أغسطس/آب 2013، احتجاجاً على التصريحات التركية المعادية للنظام الحالي، وأبلغت تركيا في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته أن سفيرها في القاهرة "شخص غير مرغوب فيه".
وأعلن رئيس وزراء تركيا الأسبق، أحمد داود أوغلو، الأربعاء، أنه سيكشف قريباً في برنامج تلفزيوني أخطاء أردوغان ويفضح علاقته بتنظيم الإخوان، وأوضح الصحفي صباح الدين أونكبار، في مقال على موقع "أوضه تي في"، الأربعاء، أن "أوغلو كشف عن نيته هذه خلال لقاء جمعه بنائب رئيس الوزراء السابق، علي باباجان، الذي انشق عن العدالة والتنمية قبل نحو أسبوع، ويستعد لتأسيس حزب سياسي جديد".
وحول ما سيكشف عنه أوغلو خلال ظهوره التلفزيوني، قال الصحفي: "سيقدم وثائق خاصة بمجلس الأمن القومي التركي توضح أن السياسات التي اتبعتها تركيا لسنوات بشأن سوريا والإخوان خاصة بالرئيس أردوغان، ولا علاقة له بها".
حلم الخلافة
ويرى اللواء يحيى كدواني، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري، أن توتر العلاقات المصرية - التركية، مرتبط فقط بسياسة أردوغان العدائية والتي ليست لها علاقة بالشعبين، اللذين تجمعهما علاقات تاريخية ممتدة، مؤكدا أن أردوغان في النهاية راحل ولن يصمد هذا العداء.
ونوه كدواني لـ"العين الإخبارية" إلى أن "حلم الخلافة لدى أردوغان لن يسمح له بالتخلي عن جماعة الإخوان الإرهابية أو عن عناصرها الموجودين على أراضيها"، مشيرا إلى أن انتقادات المعارضة له أمر طبيعي بعدما تدهورت السياسية الخارجية التركية على نحو لافت وأضرت بوضعها الإقليمي.
واعتبر طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، أن طبيعة العلاقات المصرية بالشعب التركي جيدة ولا تتأثر بسياسيات أردوغان، مؤكدا أن مطالب مصر لاستعادة العلاقات مع تركيا طبيعية ومنطقية، وتتعلق فقط بعدم التدخل في شؤونها الداخلية والتخلي عن دعم الجماعات الإرهابية.
وأكد الخولي لـ"العين الإخبارية"، أن سياسة أردوغان تجاه مصر والعالم العربي لا تجد قبولا لدى المعارضة وغالبية الشعب التركي.
استعادة الدور التركي
وتسعى قوى المعارضة التركية لاستعادة الزخم للعلاقات التركية-العربية ودور أنقرة في المنطقة عبر اتخاذ مواقف أكثر تعاونا مع جيرانها.
ويقول مصطفى صلاح، الباحث في الشأن التركي، إن "سياسة حزب العدالة والتنمية الحاكم تتعرض للعديد من الضغوط الداخلية من جانب المعارضة، خاصة بعدما سيطروا على عدد المدن الكبرى في الانتخابات المحلية الأخيرة".
وأوضح صلاح لـ"العين الإخبارية" أن "انتقاد سياسة أردوغان الخارجية تمثل بداية لاتخاذ مواقف واضحة وقوية تجاه سياسة العدالة والتنمية، ويمكن فهمها في إطار العديد من المؤشرات الدالة على ذلك، في ظل التراجع الاقتصادي الذي تعاني منه تركيا وارتفاع نسب التضخم والبطالة وانخفاض قيمة العملة".
وأكد الخبير السياسي أن "هناك توجهات من المعارضة لإعادة الدور النشط لتركيا في إطار سياسية حسن الجوار، وسينسحب الأمر على عدد من الدول وليس مصر فقط، خاصة بعد دخول تركيا في عدد من الأزمات في المنطقة"، مشددا على أن "السياسة التركية الحالية أصبحت سياسة راديكالية فيما يتعلق ببنيتها الأولى التي أطلقها كمال أتاتورك (سلام في الداخل وسلام في الخارج)".
وقال إن المعارضة تهدف إلى "إعادة فرز وتنقية السياسة الخارجية التركية من الشوائب، في ظل ظرف إقليمي وداخلي يشهد العديد من التغييرات التي يمكن أن تدعم هذه التحولات السياسية الخارجية التركية، على أمل حدوث توافق إقليمي مع الجانب التركي، لأن تركيا باتت الآن أكثر ضررا، وتتعرض لمزيد من الضغوط، بسبب سياستها العدائية تجاه دول المنطقة ومنها مصر والعراق وشرق المتوسط، الأمر الذي له مردود سلبي على تركيا".
وطالبت مصر مراراً بتسليم القيادات الإخوانية الهاربة إلى تركيا، وسبق أن فسر زير الخارجية المصري سامح شكري، مواقف أردوغان العدائية تجاه القاهرة، قائلا: "سلوك أردوغان ينم عن حقد دفين، تجاه ما يحققه الشعب المصري وقيادته من مُكتسبات ونجاحات متنامية على كافة الأصعدة".
واعتبر انتقاداته السلطات المصرية بعد وفاة مرسي الشهر الماضي "تُضاف إلى قائمة التجاوزات الكثيرة التي لا تليق بمكانة الشعب التركي الشقيق".
aXA6IDMuMTQ0LjQ4LjcyIA== جزيرة ام اند امز