أبوظبي للصيد والفروسية.. منصة عالمية لتلبية احتياجات الصقارين
شكّل معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية فرصة مثالية للترويج للصيد المُستدام ولشركات إكثار الصقور الإماراتية والدولية.
وذلك من خلال تواجد الآلاف من زوار المعرض من الصقارين الإماراتيين والقادمين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومختلف أنحاء العالم لاقتناء نخبة من الصقور المكاثرة في الأسر في مزارع محلية ودولية.
ويحرص المعرض الذي انطلق في العام 2003 على تعزيز صناعة مزارع إنتاج الصقور في العالم وإليه يُرجع الكثير من الصقّارين والخبراء الفضل في نجاح جهود استخدام الصقور المنتجة في الأسر في ممارسة الصقارة والتزايد الملحوظ في عدد مراكز إنتاجها وتطوّر صناعتها.
وشهدت الدورة التاسعة عشرة من المعرض بيع أغلى صقر في تاريخ دوراته السابقة حيث تمّ بيع (بيور جير- إلترا وايت) أمريكي الإنتاج بأكثر من مليون درهم إماراتي (نحو 275 ألف دولار) وذلك في مزاد الصقور الذي يُقام سنوياً ضمن فعاليات المعرض.
وتحوّل المعرض إلى منصّة عالمية رائدة تستعرض أجود أنواع الصقور المكاثرة في الأسر في أبوظبي بعد أن كان صقارو الإمارات والمنطقة يُسافرون للخارج لشراء الصقور من مزارع خاصة في أوروبا وأمريكا.
وبات المعرض يُوفّر لهم في أبوظبي منصّة مثالية دولية لبيع وشراء أجود الصقور المنتجة من أفضل مزارع إكثار الصقور في العالم.
ويُشكّل النجاح الكبير للمزاد في الدورة الماضية خطوة مُهمّة لما هو قادم من مفاجآت وإضافات جديدة في عالم مزادات الصقور والمزاين بحسب اللجنة العليا المنظمة للمعرض التي تُكثّف استعداداتها للدورة القادمة ومزاد الصقور أحد أكثر الفعاليات جذباً للصقارين والمهتمين في المعرض الذي يُعتبر فرصة نجاح ثمينة للشركات العاملة في قطاع الصقارة، ولمالكي مزارع ومراكز إكثار الصقور التي تُنتج أجود أنواع الصقور وأفضلها أداءً.
وتشهد صناعة إنتاج الصقور ومُستلزماتها نُموّاً ملحوظاً نظراً للإقبال الكبير من صقاري منطقة الخليج العربي على اقتناء أفضل الصقور المكاثرة في الأسر لممارسة هوايتهم والتحضير للمُشاركة في أهم البطولات والحصول على مراكز مُتقدّمة.
يُذكر أنّه في العام 1989 وجّه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالاستفادة من إكثار الصقور في الأسر من أجل الاستخدام المُستدام لها وتخفيف الضغط على الصقور البرية المُهدّدة بالانقراض وأنشأت أبوظبي بعدها بسنوات العديد من المشاريع داخل وخارج الإمارات، ونجحت في إنتاج الآلاف من الصقور المُكاثرة في الأسر بما في ذلك مزارع الصقور في المملكة المتحدة والعديد من الدول الأوروبية وتمّ تطوير طرق مناسبة لتدريبها على الصيد من قبل فرق مُتخصصة.
وتدعم أبوظبي الأبحاث والدراسات الجينية للصقور وقد تمكنت من خلال التعاون مع مجموعة الاستشارية للحياة البرية وجامعة كارديف ومعهد بكين للدراسات الجينية، من تحديد التركيبة الجينية لصقور الحر الأوراسية وصقر الشاهين وتحديد الجينات ذات العالقة بتحديد ألوان الريش في صقور الجير وكذلك استخدام خصائص الحمض النووي DNA لاختيار أفراد من صقور الحر ودراسة مقدرتها على البقاء في منغوليا إضافة لاكتشاف الخريطة الكلية لجينوم الصقر الحر وصقر الشاهين.
ومثّل إكثار الصقور في الأسر ثورة حقيقية في رياضة الصيد بالصقور وفي استدامة وإحياء هذا التراث الأصيل وفي منطقة الشرق الأوسط أصبح استخدام الصقور المُكاثرة في الأسر واسع الانتشار في دول الخليج العربية.
وقد ساهم استخدام الصقور المكاثرة في الأسر لممارسة الصقارة في تخفيف الضغط على الصقور البرية في الطبيعة وتعزيز أعدادها.
وساهمت جهود أبوظبي البحثية والعلمية في تحسين أنواع الصقور المنتجة بحيث أصبحت ذات مناعة أكثر للفطريات والأمراض، كما عملت على إنتاج أنواع منتخبة تمتاز بصفاتها المميزة في الصيد وكذلك بصفاتها الجمالية.
ونجح معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في تعزيز فكرة أنّ الصقور البديلة المكاثرة في الأسر أثبتت مقدرتها العالية في الصيد وأنها لا تقل كفاءة وتميزاً عن الصقور البرية في الطبيعة في حال تمّ الاعتناء بها وتدريبها وفق أسس سليمة، وكان بعض مُربّي الصقور يبحثون عن الطيور التي يتم صيدها في الطبيعة بدل تلك التي تُكاثر وتُربّى في الأسر وذلك بفعل الاعتقاد الخاطئ بأنها تتمتع بقدرات أفضل في الصيد رغم عدم وجود أي أدلة علمية تعزز هذا الاقتناع.
وأدّى معرض أبوظبي للصيد دوراً رئيساً في تحوّل صقاري المنطقة للاستخدام شبه الكامل للصقور المُكاثرة في الأسر في رياضة الصقارة المتجذرة في عمق تراث دولة الإمارات، وبالتالي التوسّع في إنشاء مزارع الصقور حول العالم لتلبية الاحتياجات المُتزايدة لممارسة الصقارة.
وساهم كأس الاتحاد لسباقات الصقور بتنظيم من اتحاد الإمارات للصقور في تحفيز مشاريع مزارع ومراكز إكثار الصقور وتطوير ابتكاراتها وإنتاجها من الصقور المكاثرة في الأسر لتلبية احتياجات الصقارين والمُشترين المُتزايد والذين يبحث أغلبهم عن أفضل الصقور في عمر أقل من سنة بهدف تدريبها والمُشاركة في سباقات السرعة والحصول على الجوائز القيّمة وذلك بالإضافة لاستخدامها في ممارسة الصقارة بعد تدريبها ومنحها كفاءة وقُدرات أكبر.
كما تأسس العام الماضي الاتحاد الدولي لرياضات وسباقات الصقور بهدف تشجيع ودعم ممارسة الصقارة عالمياً بما يُسهم في الحفاظ على هذه الرياضة العريقة واستدامتها.