مزارع الصقور في السعودية.. تراث عريق وتجارة مربحة (صور)
يواصل مزاد نادي الصقور السعودي فعاليات نسخته الثالثة التي انطلقت مطلع أكتوبر/ تشرين الأول وتستمر حتى 15 نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويشكل المزاد فرصة مهمة لالتقاء المهتمين بتربية واقتناء الصقور الأصيلة، خاصة بعدما حقق المزاد في نسختيه الأولى والثانية نجاحاً كبيراً، حيث تم بيع 197 صقراً بأكثر من 18 مليون ريال.
وتعد هواية "الصقارة" وتربية الصقور والصيد بها رمزًا وطنيًا وتقليدًا تاريخيًا في المملكة، فهي هواية وهوية تحملها الثقافة العربية العريقة، وتعكس الشغف والمتعة في صيدها وطرحها، وهو ما دفع الكثير من السعوديين لتسمية أبناءهم بأسمائها إعجاباً بها وبقوتها.
وسلط تقرير لوكالة الأنباء السعودية "واس"، الضوء على مراكز تربية الصقور في المملكة، والتي تلعب دورا مهما في المحافظة على الصقور النادرة وحمايتها من الانقراض.
واستعرض التقرير تجربة مركز العرادي لإنتاج وحماية الصقور في قرية العظيم الواقعة جنوب شرق مدينة حائل ب 160 كلم والذي يعد أحد المراكز المهتمة بحفظ سلالات الصقور.
وبيّن مالك المركز بدر العرادي أن المزرعة -التي يمتد عمرها إلى أكثر من 27 عامًا- تعد من المزارع المميزة المهتمة بإنتاج الصقور من جميع الفصائل، حيث يتراوح إنتاج الصقر من ٣ إلى ٥ بيضات على حسب النوع من خلال التلقيح الطبيعي والصناعي.
ولفت إلى أنه يتم التعرف على البيض الملقح من خلال جهاز تحديد النبض أو عن طريق الكشاف، ويوضع البيض داخل جهاز "الحضانة" لمدة ٣٢ يوما وبعدها يفقس الفرخ ويحتاج 45 يوما حتى يبدأ بالطيران التدريجي .
وتحتوي المزرعة على صالة المقيض (القرنسة) التي تمتد لأكثر من سبعة أشهر، وهي المدة التي يقوم خلالها الصقر باستبدال ريشه القديم لينمو محله ريش جديد، وتشتمل الصالة على مواصفات معينة من حيث درجة الحرارة والتهوية والتجهيزات اللازمة.
كما تضمن المزرعة برج (للهك) الخارجي، حيث تعيش خلاله الصقور عيشتها الطبيعية، وتطير لمدة أكثر من شهر بكل حرية في الطبيعة.
وتضم المزرعة كذلك أقساما تعتني بإنتاج الصقور من خلال الغرف المخصصة للإنتاج، وغرفة حضانة لرعاية فروخ الصقور، وبرج الإطلاق الخارجي، وشبك الإطلاق الداخلي.
وتضم المزرعة العديد من أنواع الصقور، منها "الجير" و"الحر" و"الشاهين و"الوكري"، وقد أنتج المركز حرّاً نادراً، تم بيعه بمبلغ 270 ألفا، ويعدّ أغلى حرّ من إنتاج مزرعة يباع بهذا السعر.
مزاد الصقور الثالث
يشهد مزاد نادي الصقور السعودي، بنسخته الثالثة، منافسة حادة من أجل الفوز بأثمن المعروضات، وقد جرى بيع صقرين بمبلغ ١٣٠ ألف ريال في الليلة التاسعة، الأول هو قرناس شاهين طرح طريف للطاروحين فرح بن مطلق الحازمي، وعامر بن مطلق الحازمي، وقد بِيْعَ بمبلغ ٤٠ ألف ريال، بعدها جرت المنافسة على الصقر الثاني فرخ شاهين طرح قيال للطاروح سالم بن سليم العديساني، وبِيْعَ بمبلغ ٩٠ ألف ريال.
ويمثل المزاد أهمية كبيرة للطواريح، حيث يمكّنهم من عرض صقورهم أمام الصقارين، في مزاد تنافسي وسريع، وبكل شفافية، يبثُّ على القنوات التلفزيونية الناقلة للحدث وحسابات النادي على منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يعده الطواريح ملاذاً آمناً لهم، ومكاناً يوفر صقوراً متنوعة، اختارت سماء المملكة أثناء رحلة هجرتها الموسمية.
ويجري عرض الصقور في مزاد تنافسي مباشر وسريع، دون أن تخضع عملية البيع والشراء لأي رسوم. وبعد بيع الصقر يتم تركيب الحجل الإلكتروني للصقور، إلى جانب إصدار الوثائق الرسمية لإنهاء إجراءات البيع.
ويهدف نادي الصقور السعودي من خلال مزاده وفعالياته المختلفة إلى التنمية الثقافية والتعريف بهذا الإرث العريق، والمحافظة على هواية الصيد بالصقور وترسيخ القيم والمفاهيم الثقافية والبيئية والاقتصادية، تماشياً مع رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة البيئة والحياة الفطرية وحماية الصقور وإحياء الهوايات المرتبطة بها ونقلها للأجيال القادمة.
aXA6IDEzLjU5LjE5OC4xNTAg
جزيرة ام اند امز