"اللغة العربية عبر الحدود".. إشكاليات كبرى يطرحها "أبوظبي للكتاب"
نظّم معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الثلاثاء، حلقة نقاشية عن مستقبل اللغة العربية، خلال ندوة حملت عنوان "اللغة العربية عبر الحدود".
وقال الناقد الأدبي الدكتور صلاح فضل، رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة، عضو اللجنة العلمية بمركز أبوظبي للغة العربية، إن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يمثل منارة فكرية وثقافية مشعة على الوطن العربي.
وأضاف خلال كلمته بندوة "اللغة العربية عبر الحدود" أن "قضية اللغة العربية معضلة كبرى، لأنها إشكالية خصبة ومرتبطة بهويتنا، وثقافتنا، وبعقلنا العربي، ووعينا ومستقبلنا، فجذور اللغة ومزاياها الكبرى وتحدياتها العظمي رافقتها منذ البدايات الأولى لأن اللغة العربية في مجملها متجاوزة للحدود، حيث تجاوزت ذاتها بكونها في البداية عدة لهجات قبلية تخطتها واختارت لهجة منتقاة هي لهجة قريش التي شكلت الفصحى العربية، فاللغة العربية قديمة وعريقة ما شكّل إشكالية أنها معقدة مترامية خصبة متعددة المستويات والأبعاد".
وأوضح أن ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم جعلها في موضع انتشار عظيم، وكذلك أضاف إشكالية كبرى مرتبطة بـ"قداسة اللغة"، ما جعل أبناءها يتشككون في قدرتهم على تطويرها ومواكبة متغيرات العصر لتتحول اللغة إلى الإنتاج العلمي الحديث، وما نريده مستقبلاً أن نتابع إنتاج المعرفة العلمية المعاصرة وإنتاج مصطلحاتها العربية.
وتابع: "اللغة العربية عابرة للإثنيات والجنسيات واللغات الأخرى وضمتها في إطار فكري وثقافي، لكنه ذو طابع ديني لارتباطها بالقرآن الكريم، الذي يمثل الذروة العليا للبلاغة العربية، فاللغة العربية لغة حضارة وثقافة".
وقالت الدكتورة هنادا طه، عميد مساعد للبحوث والتطوير في كلية التربية بجامعة زايد في دولة الإمارات، عضو اللجنة العلمية بمركز أبوظبي للغة العربية، إن تعليم اللغة العربية وتعلمها لا يسمح بإظهار خصائص اللغة العربية الكبرى، حيث يقتصر على تعليم مهارات ضيقة ومحددة، ما ينتج طلاباً لا يتقنون اللغة، ولا يحبونها في الغالب.
وأضافت أن المشكلة ليست في اللغة وإنما في طريقة أداء اللغة، وسبل تعلمها والهدف من السياسة اللغوية التعليمية، وفلسفتها، وهذه القضية تحتاج اهتماماً كبيراً.
وتابعت: "لدينا جيل جديد لا يعرف من ثقافته شيء، ولا يتذوق مثلاً موسيقاه العربية، والحل في تغيير المناهج، وطرق التعليم، وصولاً إلى جديد منتج باللغة العربية بدلاً من التغني والتحدث والتواصل بلغات أخرى".
وأشارت إلى أن هناك إشكالية كبرى في قضية "ترجمة المصطلح" إلى العربية، فحركة الترجمة إلى العربية لا تواكب كثافة الإنتاج الغربي، وغالباً لا تعطي المصطلحات المترجمة معنى دقيقاً لمرادفه بالعربية.
وتشهد الدورة الثلاثين لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب المنعقدة حتى السبت المقبل، مشاركة أكثر من 889 عارضاً حضورياً وافتراضياً من بينهم ما يزيد على 662 عارضاً دولياً و227 عارضاً محلياً من أكثر من 46 دولة من حول العالم.
ويضم برنامج المعرض سلسلة من البرامج والندوات الافتراضية، بالتزامن مع استقبال مجموعة كبيرة من الناشرين، وذلك لإفساح المجال أمام الجمهور من حول العالم للتعرّف على أحدث الاتجاهات في مجال النشر والأدب والثقافة.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز