الإمارات تحاصر الـPET.. مشروع ضخم لتدوير "المادة الرئيسية" في تغليف الأغذية
يكبح آلاف الأطنان من الانبعاثات سنويا
دشنت دولة الإمارات مشروعا جديدا يستهدف إعادة تدوير المادة الرئيسية المستخدمة في منتجات تغليف الأغذية، بما يمكنها من كبح انبعاثات تصل إلى 18 ألف طن متري سنويا.
واليوم، شهدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيس التنفيذي للمُسرعات المستقلة للتغير المناخي في دولة الإمارات، والدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات توقيع مذكرة تفاهم، لإطلاق مشروع دراسة إنشاء مرفق لإعادة تدوير مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET) بسعة تبلغ 12,000 طن سنوياً في العاصمة أبوظبي.
وستمهد الاتفاقية لإنشاء مرافق جديدة لإعادة تدوير البلاستيك في دولة الإمارات.
وتم توقيع المذكرة على هامش "أسبوع أبوظبي للاستدامة"، بين كل من شركة "ريبيت" التابعة لشركة "فيوليا" الشرق الأوسط، ومجموعة "بيئة" الإماراتية الرائدة في مجال الاستدامة، ومجموعة "أغذية" لإنتاج الأغذية والمشروبات مذكرة التفاهم.
ويتضمن المشروع دراسة إعادة تدوير مادة "بولي إيثيلين تيريفثاليت" البلاستيكية المستخدمة في تغليف الأغذية، مثل عبوات المياه البلاستيكية، تماشياً مع جهود دولة الإمارات لخفض التلوث البلاستيكي وتعزيز التجارة عبر تصدير المواد المعاد تدويرها.
ويمكن لهذا المرفق، والذي ستبلغ مساحته 40 ألف متر مربع، خلق 100 فرصة عمل جديدة، وتجنب انبعاثات تصل إلى 18 ألف طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً عند بلوغه كامل طاقته التشغيلية.
ممكنات ومحفزات
وقال عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات: "إن دولة الإمارات تمثل وجهة استثمارية جاذبة للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ونشهد تطوراً مهماً على مستوى الصناعات المستدامة، والتي ترسخت مع إطلاق العديد من الممكنات والمحفزات ضمن الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ومبادرة "اصنع في الإمارات"، ويعد مثل هذا التعاون محركاً رئيسياً يعزز التحول نحو قطاع صناعي أكثر استدامة واقتصاد صديق للبيئة، ولذلك تركز الوزارة على تسهيل الشراكات بين أصحاب المصلحة، بما يشمل المؤسسات المالية والشركات الصناعية الوطنية الرائدة ونظيرتها الدولية، بهدف دعم نمو الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب دورها في المساهمة بمستهدفات مبادرة دولة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي".
وأضاف: "مع اقترابنا من مؤتمر COP28 ستواصل الوزارة تعزيز أثر المبادرات الحيوية بما يعزز دور وتأثير مبادرة “اصنع في الإمارات" لاستقطاب المستثمرين والشركات الدولية للتفاعل مع القطاع الصناعي في دولة الإمارات ومساعدتنا على زيادة الفرص المرتبطة بالتحول الصناعي والاقتصاد الدائري، حيث تساعد تلك الفرص في بناء قطاع صناعي أكثر استدامة وكفاءة وتنافسية بما يمكنه من دعم الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات إلى جانب أجندة المناخ العالمية".
وجرى توقيع مذكرة التفاهم بين شركة "ريبيت"، التابعة لشركة "فيوليا" الشرق الأوسط، ومجموعة "بيئة"، رائدة الاستدامة التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً، ومجموعة "أغذية" لإنتاج الأغذية والمشروبات، وبموجب دراسة مشروع إنشاء المرفق ستدير شركة "ريبيت" مرفق إعادة التدوير، بينما ستوفر مجموعة "بيئة" مواد أولية من البلاستيك لمدة سبع سنوات، وستوفر "أغذية" عمليات شراء للمنتجات لمدة سبع سنوات.
وستتمثل المواد الأولية في حزمات من عبوات البولي إيثيلين تيريفثاليت المستهلكة، بينما سيكون المنتج صالح للأغذية من مادة البولي إيثيلين تيريفثاليت المعاد تدويرها.
وتتماشى هذه الشراكة مع القرار الوزاري الذي صدر خلال فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، بشأن تنظيم تداول مياه الشرب المعبأة في عبوات بلاستيكية معاد تدويرها.
وقال باسكال جرانت، الرئيس التنفيذي لشركة فيوليا الشرق الأدنى والأوسط: "تقوم وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات بدور أساسي في تهيئة البيئة الداعمة لتطوير مشاريع الاقتصاد الدائري في دولة الإمارات، ويشكل المشروع التجريبي لإعادة تدوير مادة البولي إيثيلين جزءاً من هذا الدور الحيوي، خصوصاً أنه يأتي بعد عامين من التعاون المثمر مع القطاع الحكومي في دولة الإمارات، ونحن نرحب بشكل دائم بالتعاون مع المزيد من الشركاء للانتقال به إلى مستويات متطورة، ونحن فخورون بمساهمتنا في هذا المسار الفاعل في رحلة التحول البيئي".
الانتقال الاقتصادي
قال آلان سميث، الرئيس التنفيذي لمجموعة أغذية: "إن رعاية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات لهذه المذكرة سيساهم في تمكين هذه الشراكة التي تعتبر خطوة إيجابية نحو الانتقال من الاقتصاد التقليدي الخطي إلى الاقتصاد الدائري المتكامل، ويأتي ذلك تماشياً مع توجهات حكومة دولة الإمارات الرامية إلى تأكيد الالتزام بتطبيق هذه الأجندة المهمة".
وأضاف: "نأخذ بعين الاعتبار في "مجموعة أغذية" تأكيد العمل على تقليل النفايات إلى الحد الأدنى والاستغلال الأمثل للموارد، بالإضافة إلى تصميم جميع منتجاتنا لتكون ذات مستقبل أكثر استدامة على المدى الطويل وذلك ضمن خططنا الاستراتيجية للنمو، ولقد وضعنا مع فيوليا أسسا متينة خلال الفترة الماضية، حيث أسفرت جهودنا المشتركة عن نتائج واعدة بهذا الشأن، وكلنا ثقة ويقين بأن هذا التعاون الجديد يعكس التزامنا بتنفيذ المبادرات على المدى البعيد، التي من شأنها تحقيق الأفضل للبيئة، والاقتصاد والمستهلكين".
إحداث تأثير إيجابي
وأوضح خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي لمجموعة "بيئة": "شكّل الانسجام العميق مع الرؤية الوطنية والمساهمة في تحقيق أهداف دولة الإمارات في مجال الاستدامة القوة الدافعة لمؤسستنا، بالتوازي مع تطويرنا وتنفيذنا حلول الاقتصاد الدائري عبر مشاريعنا لإدارة النفايات".
وأضاف: "عبر هذه المذكرة سيمكننا الآن تقديم المزيد من الدعم لأجندة دولة الإمارات للاستدامة وتسريع الاقتصاد الدائري. ونتشرف بعقد شراكة مع الوزارة و"ريبيت" و"فيوليا" لمعالجة قضية التلوث البلاستيكي المهمة، وإحداث تأثير إيجابي معاً على نطاق أوسع".
وتتعاون الوزارة عن قرب مع أصحاب المصلحة في قطاع الصناعة، بما يضم المؤسسات المالية، للاستفادة من الحوافز والممكّنات التي تؤدي إلى بيئة صديقة للأعمال وجذابة للمستثمرين، وضمن الاستراتيجية الصناعية الوطنية لدولة الإمارات، قدّمت الوزارة برامج ومبادرات عديدة تدعم التنمية المستدامة في القطاعات ذات الأولوية، مما يسهم في تنويع اقتصاد دولة الإمارات.
ويوفر أسبوع أبوظبي للاستدامة فرصة للمجتمع العالمي لتحويل الطموحات إلى أفعال، عبر إقامة الشراكات والالتزامات الاستثمارية وإطلاق التكنولوجيا والحلول التي يمكنها تسريع التنمية المستدامة في كل أنحاء العالم.