قمة الهيدروجين الأخضر في أبوظبي.. العالم يتحرك للطاقة النظيفة
تدعم أول قمة للهيدروجين الأخضر، التي انطلقت اليوم، أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023، جهود العالم نحو الطاقة النظيفة.
الهيدروجين الأخضر يتم إنتاجه من مصادر متجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية يلعب دورا رئيسيا في عملية الانتقال إلى الطاقة النظيفة وفي التحول نحو الاقتصاد صديق البيئة.
يعد الهيدروجين أحد أكثر العناصر وفرة في الكون، إلا أن الطرق التقليدية المستخدمة في إنتاجه بكميات كافية تُطلِق أيضا كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، فما هو الحل لتقليل الانبعاثات؟
وينتج العالم حالياً نحو 120 مليون طن من الهيدروجين سنويا على مستوى العالم، وتعتمد الجهات المصنعة على الغاز والفحم الأحفوري لإنتاج 95% من الكميات المتاحة عالميا من الهيدروجين.
ووفق تقرير أصدرته شركة "ألايد ماركت ريسيرش" الأمريكية المتخصصة في معلومات السوق، قُدّر حجم سوق بقيمة 300 مليون دولار، وسط توقعات بأن ينمو هذا الرقم بمعدل سنوي مركب يقارب 55% خلال الأعوام 2021-2028، الأمر الذي يعني أن قيمة السوق قد تصل إلى 10 مليارات دولار تقريباً خلال سبعة أعوام فقط.
ويُتوقع وصول الاستثمارات في هذا السوق إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2050، حيث سيُستخدم الهيدروجين الأخضر بشكل رئيسي في قطاعات الصناعة والنقل والإنشاءات والطاقة.
وبحسب دراسة أجرتها شركة برايس ووترهاوس كوبر "بي دبليو سي" البريطانية للاستشارات، فمن المتوقّع انخفاض كُلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر بنسبة تبلغ نحو 50% خلال الفترة من الآن وحتى عام 2030.
وتوقّعت الدراسة أيضا أن يتواصل الانخفاض على نحو مُطرد حتى تتراجع كُلفة إنتاج الكيلوغرام الواحد من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050، إلى ما يتراوح بين 1 إلى 1.5 يورو (1.12 إلى 1.68 دولار) فقط.
ورصدت الدراسة نفسها طلباً عالمياً مُتنامياً على الهيدروجين الأخضر خلال السنوات الأخيرة، فقد بلغ حجم الطلب في عام 2020 حوالي 65 مليون طن، أي ما يفوق 3 أضعاف حجم الطلب قبل ذلك بأربعة عقود، وتحديداً في عام 1980.
وتوقّعت الدراسة أن يتواصل النمو في الطلب العالمي على الهيدروجين الأخضر ليبلغ 530 مليون طن بحلول 2050. وبحسب الدراسة، فإن هذه الكمية ستحل في ذلك التاريخ محل 10.4 ملايين برميل من النفط، والتي بدورها تُعادل 37% من الإنتاج العالمي للنفط حالياً.
أبرز منتجي الهيدروجين
تتصدر الصين قائمة المنتجين، حيث أطلقت بكين أول خارطة طريق لإنتاج الهيدروجين الأخضر في عام 2016، وبعد مرور 3 أعوام فقط صار لديها ما يزيد عن 30 مشروعاً لإنتاجه، بحسب بيانات صادرة عن المُنتدى الاقتصادي العالمي.
وأفادت البيانات نفسها بأن أحدث خُطة خمسية للصين وضعت إنتاج الهيدروجين الأخضر كواحدة من ست صناعات مستقبلية رئيسية للدولة.
وتمتلك الصين ثالث أكبر أسطول على مستوى العالم من مركبات خلايا الوقود، هي نوع من أنواع المركبات الكهربائية التي تستخدم خلايا وقود الهيدروجين بدلاً من البطارية.
وتحتل اليابان المرتبة الثانية ضمن قائمة كبار منتجي الهيدروجين الأخضر، ووصل حجم استثمارات الحكومة اليابانية في إنتاجه وتقنيات خلايا الوقود 670 مليون دولار 2021.
وتطمح اليابان من هذه الاستثمارات العريضة إلى رفع حجم أسطولها من مركبات خلايا الوقود إلى 800 ألف مركبة، وكذلك رفع عدد محطات إعادة التزود بالهيدروجين لديها إلى 900 محطة بحلول عام 2030.
أما كوريا الجنوبية فيُعتبر الهيدروجين الأخضر مُحركاً شديد الأهمية لاقتصادها في الوقت الراهن وتطمح الحكومة الكورية إلى رفع نسبة مساهمة الهيدروجين الأخضر في تلبية احتياجاتها من الطاقة إلى 10% بحلول عام 2030، ثم إلى 30% بحلول عام 2040.
السعودية
تستهدف السعودية لتوليد 50% من الكهرباء عبر الطاقة المتجددة بحلول 2030، ويتمثل دور صندوق الاستثمارات العامة في تلك الخطة بتطوير 70% من هذه المصادر المتجددة.
وأشار الرميان إلى أن خطط التحول الأخضر في السعودية تستهدف الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050، موضحاً أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص تمثل مفتاح الوصول لأهداف حماية البيئة من التغييرات المناخية عبر مشاريع الطاقة المتجددة.
دولة الإمارات والهيدروجين الأخضر
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أعلنت وزارة الطاقة والبنية التحتية الإماراتية عن إنجاز المرحلة الأولى من استراتيجية دولة الإمارات للهيدروجين استعدادًا لإطلاقها مطلع 2023.
وتمتلك دولة الإمارات 7 مشروعات استراتيجية لإنتاج الهيدروجين، حيث من المتوقع أن يصل إنتاج دولة الإمارات من الهيدروجين بحلول عام 2050 بين 14 و22 مليون طن سنويًا، فيما من المتوقع أن يصل إنتاج السوق العالمي نحو 250 مليون طن سنويا.
وتستهدف دولة الإمارات الاستحواذ على 25% من حصة سوق الهيدروجين منخفض الكربون عالمياً، الذي يتوقع أن يبلغ حجمه أكثر من 400 مليار دولار.
وتشهد التقنيات المبتكرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة تطوراً متسارعاً وتقدماً مضطرداً، وتشير الدراسات إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر سيرتفع بنسبة 57% سنوياً ليصل إلى 5.7 مليون طن في 2030.
ويعتبر مشروع الهيدروجين الأخضر الذي نفذته هيئة كهرباء ومياه دبي بالتعاون مع إكسبو 2020 دبي، وشركة سيمنس للطاقة في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، مشروعاً أساسياً في دعم مساعي دولة الإمارات لتحقيق تنافسية عالمية في سوق الهيدروجين الأخضر.
أفريقيا
أظهرت دراسة دعمها "بنك الاستثمار الأوروبي" أن أفريقيا لديها القدرة لإنتاج ما قيمته تريليون يورو(06ر1 تريليون دولار من الهيدروجين الأخضر، سنويا، بحلول عام 2035 ، مما يسمح لها بتصدير الوقود ودعم الصناعة المحلية.
وذكر بنك الاستثمار الأوروبي وشريكه الاتحاد الأفريقي والتحالف الدولي للطاقة الشمسية، في التقرير أنه من خلال تسخير أفضل مصادر الطاقة الشمسية في العالم، يمكن لعدد من الدول في القارة إنتاج الوقود، الذي يتم إنتاجه عن طريق تكسير المياه، باستخدام الطاقة المتجددة، بتكلفة أقل من 2 يورو للكيلوجرام، بحلول عام 2030 .