القوة والريادة العالمية.. هل تحافظ أمريكا على الشارة؟
تساؤلات كثيرة فجّرتها عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض، في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية الجديدة.
فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، فرض إيقاعه على إحدى جلسات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الـ11، الذي انطلق اليوم الإثنين.
ففي جلسة بعنوان "التنوع والانقسام في الولايات المتحدة.. إعادة تعريف دورها العالمي"، حاول المشاركون استشراف اتجاهات الولايات المتحدة على الصعيدين الخارجي والمحلي، في ضوء نتيجة الانتخابات.
كما بحثت الجلسة التحديات الداخلية التي تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة، ومستقبل السياسة العالمية للولايات المتحدة، وعلاقاتها بحلفائها الرئيسيين من جهة والقوى المنافسة لها من جهة ثانية، وتحديات حفاظ واشنطن على القوة والريادة العالمية.
وشارك في الجلسة كل من جيمس لندسي، مدير شؤون الزمالة في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، وفرانسيس جريجوري أستاذ الشؤون الدولية ورئيس كرسي "جون إتش ليندسي 44" في كلية بوش للإدارة الحكومية، وستيف كليمنز مستشار التحرير في مجلة "ذا ناشونال إنترست".
وخلال ولايته الأولى، اعتمد ترامب على مبدأ "أمريكا أولا"، وقدّم رؤية مختلفة لسياسة الولايات المتحدة الخارجية. كما ركز على تخفيف التورط الأمريكي في الخارج وتقليل التكاليف المالية والعسكرية، وهو ما أثار تساؤلا حول كيف يمكن لهذا النهج أن يغير دور الولايات المتحدة العالمي.
إنهاء الحروب
يقول جيمس لندسي إنه في حين أن ترامب يريد إنهاء الحروب، فإن لديه رغبة أيضا في استخدام القوة العسكرية في السياسة.
وفي هذا الصدد، أضاف "يجب عدم التوهم بأن ترامب ضد الخيار العسكري بالمطلق".
مستدركا "وفق المفهوم الأمريكي للقيادة فإن تشكيل الإدارة الجديدة سيؤثر كثيرا على قرارات الرئيس، فترامب ليس وحيدا في الإدارة، ولم تتضح إدارته بالكامل حتى الآن".
إلا أنه أشار إلى أن ترامب "يبدو "مرتاحا اليوم في ظل هيمنة جمهورية في مجلس الشيوخ والتفويض الصريح الذي تلقاه من الشعب الأمريكي".
الشرق الأوسط والخليج
على مستوى الشرق الأوسط، رأى فرانسيس جريجوري أستاذ الشؤون الدولية، في الجلسة نفسها، أن العلاقات الأمريكية مع دول الخليج العربية ستكون في وضع أفضل في عهد الرئيس ترامب.
وفيما يتعلق بحل الدولتين يبدو أنه مسألة لن تحظى بالأولوية.
وفي هذا الصدد، يقول جريجوري إن "الحل السياسي لا يبدو قريبا إطلاقا، حيث أضاعت الإدارة الأمريكية الفرصة التاريخية للقيام بهذا الأمر في التسعينيات، والظرف الحالي ليس مؤاتيا لتكرار المحاولة".
لكن على الجانب الآخر، سيبقى إدماج إسرائيل في المنطقة ألوية للإدارة الأمريكية الجديدة. وفق ما يرى جريجوري.
ماذا عن إيران؟
على الرغم من رغبة ترامب في الابتعاد عن الحروب، فإن محاولة اغتياله من جانب "إيران" قد تدفعه إلى سلوك مختلف.
كما أنه من المرجح بحسب جريجوري -أن يعيد ترامب حملة الضغط الأقصى على إيران، وتشديد العقوبات ومنع وصولها إلى المال.
الصين
التنافس مع الصين سيشكل محور اهتمامات ترامب، وهو ما استشرفه ستيف كليمنز.
وفي هذا الصدد، أشار كليمنز إلى أنه سجيري التركيز على التفوق التكنولوجي الأمريكي على نحو خاص إلى جانب السياسات الاقتصادية.
أوكرانيا
ليس واضحا ما الذي يمكن أن يفعله ترامب في المسألة الأوكرانية، ولا يبدو وعده بإنهاء الحرب في يوم واحد أمرا ممكنا، هكذا يعتقد جيمس لندسي.
لكنه لم يستبعد أن تشجع أمريكا في عهد ترامب إطلاق مسار تفاوضي جاد بين روسيا وأوكرانيا.
هل سيطبق ترامب وعوده؟
وبالنسبة للندسي لا يمكن توقع إلى أي مدى سيذهب ترامب في تطبيق وعوده، أو ما هو متوقع منه.
لكن المؤكد، لدى مدير شؤون الزمالة في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، أن هذه الولاية قد تكون مختلفة عن سابقتها.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzQuMjE2IA== جزيرة ام اند امز