"أبوظبي للاستدامة".. شاهد على ريادة الإمارات في الطاقة النظيفة
تخطو الإمارات خطوات متواصلة لتعزيز استدامة الطاقة النظيفة، وتسريع خطط التحول المناخي عبر عديد من المبادرات والاستراتيجيات الهادفة.
يأتي ذلك بالتزامن مع انعقاد أسبوع أبوظبي للاستدامة خلال الفترة بين 15 و19 يناير/كانون الثاني 2022 ويعد منصة عالمية تستضيفها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، التي يتمثل هدفها الرئيسي والمتجدد في تسريع وتيرة التنمية المستدامة.
وتعزز هذه المبادرات والخطوات تقدم الإمارات على المستوى الإقليمي والدولي في الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية الضارة.
استراتيجيات إماراتية
وتستهدف دولة الإمارات ضمن استراتيجية الطاقة حتى عام 2050 مزيجاً من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والنظيفة، لتحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050 بما يسهم في دعم التحول السريع في مختلف القطاعات بدولة الإمارات،
وستستثمر دولة الإمارات أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050، وذلك ضمن دورها العالمي في مكافحة التغير المناخي
وتهدف استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 إلى رفع كفاءة الاستهلاك الفردي والمؤسسي بنسبة 40%، ورفع مساهمة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة المنتجة في دولة الإمارات إلى 50% منها 44% طاقة متجددة و6% طاقة نووية، وتحقيق توفير يعادل 700 مليار درهم حتى عام 2050.
بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الكربونية من عملية إنتاج الكهرباء بنسبة 70% خلال العقود الثلاثة المقبلة، فيما تحرص حكومة الإمارات بمختلف جهاتها على تنفيذ المبادرات الهادفة إلى الحد من الانبعاثات، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية وذلك عبر تبني التكنولوجيا المبتكرة، وتطوير الحلول المستدامة التي تدعم التحول الأخضر.
أكبر محطة للطاقة الشمسية
تعمل دولة الإمارات على بناء محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بقدرة تصل إلى 2 جيجاواط من الكهرباء في منطقة الظفرة، والمقرر إطلاقه بحلول عام 2023، بحسب البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وسوف تدعم المحطة تنويع مصادر الطاقة المتجددة في أبوظبي وترفعة القدرة الإجمالية للإمارة وتخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وتهدف المحطة لخفض الانبعاثات الكربونية للإمارة بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنويا، أي ما يعادل إزالة نحو 470،000 سيارة من الطريق، وتوفير الكهرباء لأكثر من 160،000 منزل في دولة الإمارات.
محطة شمس 1 في أبوظبي
تعد محطة “شمس1” واحدة من أكبر مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية المركزة، ويهدف المشروع لتوفير 7% من احتياجات إمارة أبوظبي من الطاقة المتجددة.
تمتد محطة "شمس 1" على مساحة 2,5 كيلومتر مربع بقدرة إنتاجية تصل إلى 100 ميجاواط، ضمن حقل شمسي مؤلف من 768 مصفوفة من عاكسات القطع المكافئ لتجميع الطاقة الشمسية، وتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة.
وتقوم المحطة بتوليد الطاقة الكهربائية من حرارة الشمس وليس ضوء الشمس، خلافاً لتكنولوجيا الألواح الكهروضوئية الشمسية. وهي تعتمد في آلية تشغيلها على نظم المجمعات الشمسية المكونة من مرايا خاصة على شكل قطع مكافئ، تقوم بتجميع وتركيز أشعة الشمس على أنبوب مركزي ينقل الحرارة إلى مواقع تسخين، والتي تعمل على توليد البخار الذي يشغل التوربينات التقليدية لتوليد الكهرباء.
وستسهم المحطة في تنويع مصادر الطاقة في دولة الإمارات؛ وتقليل البصمة الكربونية؛ وتفادي إطلاق 175 ألف طن سنوياً من غاز ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل زراعة 1,5 مليون شجرة أو إزالة 15 ألف سيارة من طرقات أبوظبي. وستكفي الطاقة المنتجة من المحطة لتزويد أكثر من 20 ألف منزل في أبو ظبي باحتياجاتها الشاملة للكهرباء على مدار العام، بحسب البوابة الرسمية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة.
مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية
في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، تم في عام 2012 الإعلان عن مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، وهو أكبر مشروعات الطاقة المتجددة في العالم في موقع واحد بمساحة 4.5 كيلومتر مربع، في منطقة سيح الدحل على طريق دبي - العين.
يعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أكبر مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم وفق نظام المنتج المستقل/IPP/ حيث سيتم توليد 1000 ميجاوات بحلول العام 2020 و5000 ميجاوات بحلول العام 2030.
وبدأت المرحلة الأولى من المشروع بقدرة 13 ميجاوات في 2013 باستخدام تقنية الألواح الكهروضوئية /PV/ وتم افتتاح المرحلة الثانية لإنتاج 200 ميجاوات من الكهرباء بتقنية الألواح الكهروضوئية في مارس 2017، وتم تشغيل المرحلة الثالثة بقدرة 800 ميجاوات وبتقنية الألواح الكهروضوئية في عام 2020.
ويشار إلى أن المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية تُعد أكبر مشروع استثماري في موقع واحد على مستوى العالم يجمع بين تقنيتي الطاقة الشمسية المركّزة والطاقة الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المُنتِج المستقل، وبقدرة تصل إلى 950 ميجاوات.
وستعتمد هذه المرحلة على الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات؛ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات.
وعند اكتماله سيكون من أكبر مشاريع تخزين الطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، ما يسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة، وستوفر هذه المرحلة الطاقة النظيفة لنحو 320,000 مسكن، وستسهم في خفض 1.6 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
ويتميز هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 44 كيلومتراً مربعاً، بعدة أرقام قياسية عالمية منها أدنى سعر للطاقة الشمسية المركزة بقيمة 7.3 سنت أمريكي للكيلووات ساعة، وأدنى سعر للكيلووات ساعة بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية بقيمة 2.4 سنت للكيلووات ساعة.
أول محطة للطاقة النووية السلمية عربيا
وفي أبربل نيسان 2021، أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بدء التشغيل التجاري لــ " براكة " أولى محطات الطاقة النووية السلمية في العالم العربي، بعد إتمام جميع الاختبارات النهائية للمحطة التي تنتج 1400 ميغاواط وتوفر إمدادات ثابتة وموثوقة ومستدامة من الطاقة الكهربائية على مدار الساعة، في وقت تستعد المحطات الثلاث المتبقية للتشغيل خلال الأعوام المقبلة، حيث أصبحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تقود أضخم مشاريع خفص البصمة الكربونية في جميع القطاعات في دولة الإمارات.
وفي أغسطس الماضي، أعلنت المؤسسة أن شركة نواة للطاقة أتمت ربط المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية السلمية بشبكة الكهرباء الرئيسية في دولة الإمارات على نحو آمن، وذلك بعد بداية تشغيل المحطة الثانية أواخر أغسطس، وبالتالي إنتاج أول ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية من ثاني محطات براكة الأربع.
وتعد محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي إحدى أكبر مشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم وتضم أربعة مفاعلات متطابقة من من طراز APR1400.
كانت دولة الإمارات أعلنت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عبر مشاركة في قمة المناخ العالمي "كوب 26" بمدينة غلاسكو، عن اكتمال الأعمال الإنشائية لثالث محطات براكة للطاقة النووية السلمية.
أول مشروع للهيدروجين الأخضر
ويضاف إلى ذلك، أن دولة الإمارات تركز على زيادة استثماراتها في مصادر الطاقة المتجددة المبتكرة، مثل الهيدروجين، من خلال بناء أول مشروع للهيدروجين الأخضر على نطاق صناعي في المنطقة والذي تم إطلاقه في شهر مايو 2021، إلى جانب التوسع في إنتاج الهيدروجين الأزرق لدعم جهود خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة.
مصدر
واصلت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" خلال عام 2021 ترسيخ مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة المتجددة والمساهمة بدور فاعل في دفع عجلة نمو القطاع في العالم بما يدعم توجهات القيادة الرشيدة الرامية إلى نشر التقنيات النظيفة وحلول الطاقة المتجددة على أوسع نطاق وتعزيز الجهود العالمية في مجال العمل المناخي والمضي قدماً في تنفيذ مبادرة الدولة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الإمارات "وام"
وتوسعت مشاريع واستثمارات الشركة بشكل ملفت خلال 2021 لتصل إلى 40 دولة حول العالم، بقيمة إجمالية تفوق الـ 20 مليار دولار، وقدرة إجمالية للمشاريع بلغت حوالي 14 جيجاواط، لترسخ بذلك مصدر مكانتها كواحدة من أبرز الشركات المستثمرة عالمياً في مشاريع الطاقة المتجددة والاستدامة والتقنيات الجديدة، وإحدى الداعمين للجهود العالمية لإزالة الكربون وتحقيق الحياد المناخي.
aXA6IDE4LjIyMi43OC42NSA= جزيرة ام اند امز