عويضة المرر: الإمارات تنتج 70% من الطاقة النظيفة بالمنطقة
أكد المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، الحاجة المُلحة إلى حماية البيئة في العالم من خلال اتخاذ خيارات إيجابية في مجال توليد الطاقة لتكون بمثابة علاج ناجع للتصدي لظاهرة التغير المناخي.
ونوه المرر في الكلمة التي ألقاها الإثنين خلال قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022 بأن كوكب الأرض أشبه ما يكون بشخص يعاني من المرض وأن هذا المرض يمكن شفاؤه من خلال التدخل بالعلاج الصحيح، والذي تم تحديده بالفعل.
وقال: "لقد نشأت على قاعدة أن بيئتنا تمثل جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا لذا نحن بحاجة إلى حمايتها وصونها.. عندما أفكر في ظاهرة تغير المناخ والدعوة العالمية لخفض الانبعاثات، فإنني أرى الأرض كما لو كانت إنساناً حياً يحتاج إلى العناية به".
الاحتباس الحراري
وأضاف: "تعاني الأرض من أعراض صحية خطرة، تم تشخيصها بمرض يسمى الاحتباس الحراري.. ولحسن الحظ لم يفت الأوان بعد لإنقاذها".
وأوضح أن العلاج الفعال للأرض هو الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من 2 درجة مئوية، ويفضل أن تكون 1.5 درجة مئوية وذلك لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.. مؤكداً أن خطة العلاج لن تكون فعالة وذات تأثير ممتد من أجل استشراف مستقبل مستدام، ما لم تتضمن تعديلات أساسية في نمط الحياة وكفاءة استخدام الطاقة.
التزامات فردية
ووفقا لوكالة أنباء الإمارات، سلط عويضة المرر الضوء في كلمته على تضافر جهود البلدان في جميع أنحاء العالم للحد من انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة والشروع في تحول طويل الأجل في هذا القطاع، مشيراً إلى تحديد التزامات فردية لتحقيق الحياد المناخي، وإعطاء الأولوية للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن الطاقة المتجددة تمثل البديل للوقود الأحفوري مع انخفاض أسعار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلا أن القطاع لا يزال لا ينمو بالسرعة الكافية التي يحتاجها الكوكب.
تقليل الانبعاثات
وأضاف: "بينما نحاول تطبيق خطة العلاج المحددة، يتم وضع الكثير من الضغوط على قطاع الطاقة لتقليل الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة وكذلك الانبعاثات الناتجة عن سلاسل التوريد.. واتخذت العديد من البلدان حول العالم تحولاً طويل الأجل في مجال الطاقة لإزالة الكربون من قطاع الطاقة وتعزيز الكهربة.. وحدد العديد التزامات بالوصول إلى الحياد المناخي من خلال تسريع التحول نحو الطاقة المتجددة".
وأوضح: "الطاقة المتجددة هي البديل للوقود الأحفوري، وعلى الرغم من انخفاض أسعار الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فإن قدراتها الإنتاجية لا تنمو بالسرعة التي نحتاجها".
تجربة أبوظبي
ولفت الانتباه إلى التغييرات التي تجريها أبوظبي على قطاع الطاقة ليكون جزءاً من "العلاج" في التصدي للتغير المناخي، مستشهداً على سبيل المثال بشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) كأحد أوائل المشاريع المحايدة للكربون في العالم، وكذلك مشاريع الطاقة المتجددة المتمثلة في محطة نور أبوظبي ومحطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، مشيراً إلى حقيقة مفادها أن دولة الإمارات أصبحت تستحوذ اليوم على أكثر من 70% من إجمالي القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة والنظيفة في المنطقة.
وأشار إلى بدء العمليات التجارية للوحدتين الأولى والثانية في محطة براكة للطاقة النووية السلمية في أبوظبي، إضافة إلى الإعلان الأخير عن المبادرة الاستراتيجية للإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.
استعداد للمستقبل
وقال: "هذه أمثلة من منظومة التطور التي نجريها في مجال الطاقة، وتوجد مبادرات مماثلة في جميع القطاعات الأخرى لضمان استعدادنا للمستقبل والاستدامة بجميع الوسائل والممكنات المتاحة.. لقد كان تقدمنا وتطورنا بفضل الدعم المستمر من قيادتنا الرشيدة، ومن خلال نهجنا القائم على الشراكات والتعاون الدولي والمشاركة النشطة في منصات تبادل المعرفة".
وأكد المرر أهمية أبوظبي كوجهة مثالية للمؤتمرات الإقليمية والدولية المؤثرة التي تجمع اللاعبين العالميين معاً لدفع أجندة الاستدامة العالمية نحو الأمام.
حلول مبتكرة
ولفت إلى الدور الأساسي لدائرة الطاقة في استضافة هذه الأحداث، وإقامة الشراكات، وقيادة المحادثات الحيوية التي تؤدي إلى التطبيق العملي للحلول المبتكرة .
وقال: "في عام 2023 سنستضيف الدورة الـ28 من مؤتمر الأطراف في أبوظبي.. وبالتأكيد ستكون منصة أخرى للعمل معاً على حلول مناخية عملية ونمو اقتصادي مستدام.. وأود أن أؤكد أنه إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير والتكنولوجيا من المهم أن نٌشكل شراكات إقليمية ودولية جديدة.. ويعد أسبوع أبوظبي للاستدامة منصة مثالية للقيام بذلك".
حلول علاج كوكب الأرض
وأعرب عن تطلع دائرة الطاقة للقاء أكبر عدد ممكن من ضيوف الحدث الكبير لمناقشة السياسات الفعالة وأبرز الحلول التي يمكننا تطبيقها لعلاج كوكب الأرض من تبعات تغير المناخ، وخلق مستقبل مستدام للبشرية جمعاء".
وتستضيف شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" أسبوع أبوظبي للاستدامة 2022 الذي يقام في الفترة من 15 إلى 19 يناير/كانون الثاني 2022، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وتشارك دائرة الطاقة في هذا المؤتمر كشريك رئيسي في الحدث تحت شعار "طاقة الخمسين القادمة".. وتستفيد الدائرة من مشاركتها في هذا الحدث العالمي في تسليط الضوء على دورها في تعزيز قطاع الطاقة في أبوظبي وتشجيع تبني الأنظمة المستدامة في الدولة والعالم.
aXA6IDUyLjE0LjEwMC4xMDEg جزيرة ام اند امز