الطريق إلى القرشي.. تفاصيل جديدة عن قتل زعيم داعش
ظهر دليل مهم في رحلة البحث عن زعيم "داعش"، الخريف الماضي، عندما رصدت طائرة مسيرة أمريكية مشهدا يبدو معتادا للبعض.
المشهد الذي لفت النظر، كان لرجل ملتح يستحم وساقه اليمنى مبتورة. فوق بناية من ثلاثة طوابق في شمال غرب سوريا،
وطابقت تلك الإعاقة البدنية وصف الرجل الذي كان يبحث عنه الجواسيس الأمريكيون والحلفاء: أبوإبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم "داعش"، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وسرعان ما جهز محللو الاستخبارات كاميرات مراقبة جوية وأجهزة استشعار للتنصت على الأسطح والمناطق المحيطة.
وفي غضون أسابيع، أكدت المستشعرات الموجودة بالسماء المعلومة التي قدمها المخبرون، بحسب ما قاله المسؤولون الأمريكيون.
وكانت تلك المعلومة، التي أوردتها "واشنطن بوست" في وقت سابق، هي الدافع الذي حرك مهمة الكوماندوز الجريئة التي انتهت بمقتل القرشي الأسبوع الماضي.
وطبقًا لـ"واشنطن بوست"، قال مسؤولون أمريكيون كبار إن القرشي، الذي كان بعمر 45 عاما وولد في العراق، فقد ساقه في قصف جوي أمريكي قرب الموصل في العراق عام 2015.
وقال مسؤول كبير: "أطلقنا النار عليه عام 2015. كان على قائمة المستهدفين من الأيام الأولى للحملة".
وصرح مسؤولون عسكريون أمريكيون، الخميس، بأن التفجير الذي أودى بحياة القرشي خلال محاولة القبض عليه، كان سببه على الأرجح قنبلة كبيرة فخخها الإرهابي لتدمير محل إقامته بالطابق الثالث.
وكان الانفجار هائلا لدرجة أن المسؤولين العسكريين يشتبهون الآن في أن الطفل الذي عثر عليه ميتا بالطابق الثاني من البناية قتل جراء قوة الارتجاج الناجمة عن الانفجار، وليس تبادل إطلاق نار بين والدي الطفل والكوماندوز.
وأشار المسؤولون إلى أنه لم تكن هناك إصابات واضحة ناجمة عن أعيرة نارية أو حطام متساقط على جسد الطفل.
وأقر البنتاجون بسقوط سبعة قتلى، أربعة مدنيين وثلاثة من مقاتلي "داعش" خلال الغارة التي استهدفت القبض على القرشي أو قتله.
وأقر المسؤولون العسكريون، الخميس، بأنه ربما تم انتشال مزيد من الجثث من بين الأنقاض بعد مغادرة قوات الكوماندوز المكان.
وكان عمال الإنقاذ أفادوا بأنه كان هناك نساء وأطفال، بين ما لا يقل عن 13 قتيلًا على الأقل خلال الهجوم.
وتظهر تفاصيل جديدة بشأن الهجوم بعد أسبوع من خطاب الرئيس جو بايدن، حول الأمر الذي وجهه للكوماندوز بالقبض على زعيم "داعش"، بدلًا من قصف البناية المكونة من ثلاثة طوابق بأكملها، لتقليل المخاطر على المدنيين.
وقال مسؤولو البنتاجون إن 10 أشخاص، بينهم 8 أطفال تم إخلاؤهم من البنانية بسلام. فيما أوضح وزير الدفاع لويد أوستن أنه سيتم إجراء مراجعة عما إذا كانت المهمة تسببت في أضرار بين المدنيين.
وبدأت المهمة، التي قادتها القوة دلتا، في سبتمبر/أيلول الماضي بمعلومة تفيد بأن زعيم داعش يختبئ بالطابق العلوي لأحد المنازل في شمال غرب سوريا.
وتحت إشراف القيادة المركزية، تدربت قوات الكوماندوز عشرات المرات، وأطلع بايدن على التدريبات التي تضمنت نموذجا للمبنى الذي كان يقيم به زعيم "داعش". كما تدربت القوات باستخدام نموذج بالحجم الطبيعي للبناية التي سيقتحمونها في النهاية.
وبنهاية ديسمبر/كانون الأول، كانت القوات مستعدة ووافق بايدن على المهمة. لكن سوء حالة الطقس في شمال غرب سوريا والرغبة في تنفيذ المهمة في ليلة غير مقمرة، أديا إلى تأجيل العملية إلى 2 فبراير/شباط.
ونبه المسؤولون الأمريكيون إسرائيل وتركيا وروسيا، ممن لهم قوات في شمال غرب سوريا، قبل وقت قصير من بدء المهمة لتجنب أي حادث عرضي.
وبعد فترة قصيرة على وصول الكوماندوز، انطلقت التحذيرات باللغة العربية لحث السكان بالطابق الأول وكذلك الآخرين في الطوابق الأخرى على الإخلاء.
وقال المسؤولون الأمريكيون، الخميس، إن انفجارا هائلا أكبر بكثير من سترة انتحارية وبمتفجرات تتراوح ما بين 5 إلى 10 أرطال، وقع بالطابق الثالث في نفس الوقت تقريبا.
وأكد المسؤولون أن قوات الكوماندوز لم تهاجم الطابق الثالث أو تفجر أي متفجرات، ولم تتسبب في وقوع أي ضحايا.
وبعد الانفجار، اقتحمت القوات البناية واشتبكت مع الملازم الخاص بالقرشي وزوجته، الذين كانوا متحصنين بالطابق الثاني مع أطفالهما. وقتل كلاهما وطفل واحد، فيما تم إخلاء أربعة أطفال بسلام.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز