منارة للإبداع.. الإمارات تُثري الحضارة العربية بجيل مثقف
ينطلق معرض أبوظبي الدولي للكتاب، أحد أبرز المنابر الثقافية في العالم، الإثنين، من قلب العاصمة الإماراتية ويستمر حتى 5 مايو/أيار 2024.
ويُعدّ المعرض، الذي تنطلق فعاليات دورته الـ33 هذا العام بمشاركة 90 دولة، منصة حضارية تجمع بين الثقافات المختلفة، بهدف تعزيز حُب القراءة ونشر الثقافة والمعرفة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وتعزيز التبادل الثقافي والحوار بين الشعوب.
وعلى مدار سنوات، قادت دولة الإمارات جهودا حقيقية على المستويين العربي والعالمي لتأسيس جيل قارئ متسلح بالعلم والمعرفة، ملم بالثقافة وعلى درجة مرتفعة من الوعي والتطور.
الدور المحوري الذي لعبته دولة الإمارات جاء موزعا على أصعدة عدة، من بينها دعم اللغة العربية عبر أحد أهم التحديات الثقافية في العالم وهو تحدي القراءة العربي، بالإضافة إلى دعم التلاقي المعرفي والثقافي بين الشعوب من خلال إطلاق أكبر منظومة جوائز ثقافية، فضلا عن دعم الثقافة العربية بالعديد من معارض الكتب الثرية بآلاف المطبوعات العربية والدولية.
الإمارات وتأسيس جيل مثقف
بخطوات ثابتة سارت دولة الإمارات العربية المتحدة نحو خلق جيل مثقف ومحب للعلم والاطلاع، واهتمت بمختلف المراحل العمرية في هذا الصدد، بداية من النشء الصاعد وانتهاء بكبار السن، دون أن تنسى أصحاب الهمم وتوفر مساحة حقيقية لتثقيفهم.
ومن أبرز الفعاليات التي أطلقتها الإمارات لدعم تثقيف الشباب العربي:
تحدي القراءة العربي
أكبر مشروع عربي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي.
وتتمثل رؤية إطلاق الحدث الثقافي البارز في غرس حب القراءة في نفوس الصغار وهو غرس لأسس التقدم والتفوق للأقطار العربية.
أما رسالته فكانت إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مبادرة "تحدي القراءة العربيّ" إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملةً أبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها.
منظومة الجوائز الثقافية
أطلقت دولة الإمارات عدداً كبيراً من الجوائز الثقافية للقراء والكتاب والمثقفين العرب والعالميين، بهدف إثراء الحياة الثقافية العربية.
ويشهد معرض أبوظبي الدولي للكتاب في أحدث نسخه منظومة الجوائز الأكبر في العالم، وتشمل جائزة الشيخ زايد للكتاب، وجائزة البوكر العربية، وسرد الذهب، وكنز الجيل، وجائزة أسماء صديق للرواية الأولى، وجائزة منظمة الكتاب العالمية “الواو”، وجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة وغيرها.
معارض الكتب
تشهد الإمارات سنوياً عدة معارض رئيسية للكتاب منها معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، إلى جانب معرض "بيغ باد وولف" الذي تستضيفه إمارة دبي بشكل سنوي منذ عام 2018.
ويأتي على رأس قائمة معارض الكتب التي أطلقتها دولة الإمارات "أبوظبي الدولي للكتاب"، الذي يعد ساحة ثقافية تفاعلية حقيقية تنفتح بها على العالم، وجسراً حقيقياً للبناء الحضاري والثقافي.
وتتوج الدورة الـ33 للمعرض نجاحه في تحقيق استراتيجية أبوظبي في قيادة تطوير وتعزيز حضور "اللغة العربية" في قطاع الصناعات الإبداعية والثقافية بعد أن أصبح مؤتمره الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية المنصة العربية الأكثر تأثيراً في هذا المجال الحيوي.
تأثير المعرض تخطى المنطقة العربية، إذ استحدث في نسخته لهذا العام محور "كتاب العالم"، الذي يتناول مؤلفا أثر في مسيرة الأدب العالمي، وامتد أثره عبر السنوات والثقافات، مبتدئا بـ"كليلة ودمنة"، لعبدالله بن المقفع، بالتزامن مع معرض فني ينظمه متحف اللوفر - أبوظبي حول "أدب الخرافة من كليلة ودمنة إلى لافونتين".
بينما تحول معرض الشارقة الدولي للكتاب خلال العقود الماضية إلى ملتقى ثقافي عالمي يجتمع فيه الأدباء للحوار، ونجح في تسجيل إنجاز كبير للثقافة العربية بتحقيق المركز الأول بين معارض الكتب العالمية كافة، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر في عامي 2021 و2022، متصدراً بذلك معارض كتب دولية يزيد عمرها على مئات الأعوام.
واستقطب المعرض، في دورته الـ 41 التي عقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، 2.17 مليون زائر من 112 دولة، واستضاف كوكبة من وكبار الأدباء والمفكرين والمترجمين العرب والعالميين.
أما معرض "بيغ باد وولف"، الذي تستضيفه إمارة دبي منذ عام 2018، فاكتسب أهمية كبيرة ضمن أفضل منصات عرض وبيع الكتب في العالم، ليس فقط لأسعاره المخفضة بل لأنه يحرص على توفير الكتاب للجميع.
وقدم المعرض في دورته الرابعة التي عقدت في أبريل/نيسان الماضي أكثر من مليون كتاب متميز في جميع المجالات العلمية والثقافية والأدبية والفكرية بتخفيضات كبيرة وصلت إلى أكثر من 75% من سعر الكتاب الأصلي.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjU0IA== جزيرة ام اند امز