معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.. رحلة بين الفنون الحية وذاكرة التراث

في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، يروي قطاع الفنون والحرف اليدوية حكايات الأجداد، جامعًا بين جمال الأصالة وابتكار المعاصرة.
أبوظبي، 2 سبتمبر/أيلول 2025: في أحد أركان معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، ينبض قطاع الفنون والحرف اليدوية بروحٍ متجددة تحمل عبق الماضي، وتهمس للزائرين بقصصٍ من رمال الصحراء حيث عاش الأجداد، وتجسدت العادات والتقاليد في تفاصيل الحياة اليومية. هنا، لا تُعرض اللوحات والتحف والمنتجات التجارية فقط، بل تُستحضر الذاكرة التي صاغت من البساطة جمالًا، ومن الأصالة عزًا.
تفاصيل تحكي عن حياة الأجداد
تتراقص النقوش اليدوية على أسطح الأعمال الفنية كوشمٍ على جبين الزمن، لتروي عن خيامٍ منصوبة تحت السماء، وقهوةٍ تُسكب في دلالٍ مذهبة، وخيولٍ عربية أصيلة تملأ الأفق صهيلًا وفخرًا. كل خطٍ مرسوم، وكل لونٍ مختار، هو امتدادٌ ليدٍ كانت تزرع وتبني وتصون.
بين الحرفة والتقنية الحديثة
لم تكن التكنولوجيا عنصرًا دخيلًا على هذا القطاع، بل حضرت كضوءٍ هادئ يُبرز جمال الحرف اليدوية ويزيدها تألقًا من دون أن يطمس ملامحها. ومن امتزاج التقنيات المعاصرة بالحرف التقليدية، انبثقت أعمالٌ فنية تحفظ تراث الأمس وتقدّمه للأجيال القادمة كهبةٍ ثمينة.
تجربة الفنون الغامرة
في استديو "تجربة الفنون الغامرة" التابع لقطاع الفنون، تحدثت الشيخة حمد مغاور العلي، رائدة الأعمال والمدير العام لاستديو مغاور آرت، قائلة: "تجربة الفنون الغامرة ليست مشروعًا فنيًا عابرًا، بل رحلة ثرية لاستكشاف الهوية الإماراتية عبر الإبداع. جاءت بالتعاون مع ديوان الرئاسة، حيث أطلق استديو مغاور آرت مجموعة من اللوحات المرسومة يدويًا بكل حب، ثم أضيفت إليها لمسات الذكاء الاصطناعي لتمنحها حركة وروحًا نابضة تستحضر التراث."
الذكاء الاصطناعي مكمّل للفن
أوضحت العلي أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الفن، بل يُكمل جماله، إذ تُبرمج اللوحات بعد رسمها لتتحرك بأسلوب يستحضر مشاهد تراثية كالرزفة والصيد والفروسية. وبذلك تتجاوز اللوحات إطارها الثابت لتصل إلى الجمهور برسالة بصرية مؤثرة.
التراث حاضر بأدوات العصر
أضافت العلي أن الهدف هو التأكيد على أن التراث الإماراتي ليس مجرد ماضٍ محفوظ، بل هو حاضر حيّ يُروى بوسائل عصرية. وتُبرز هذه اللوحات كيف يمكن للتقاليد أن تلتقي بالتكنولوجيا في تناغم فني يعرّف العالم بجذور إماراتية راسخة.
أعمال تجسد قادة وتراثًا حيًا
تنوعت الأعمال المعروضة بين صور القادة الذين رسموا ملامح دولة الإمارات، ومشاهد الحياة البدوية المفعمة بالكرم والشجاعة، وصور الحيوانات الأليفة التي رافقت الإنسان في رحلته عبر الزمن. كل لوحة كانت بمثابة مرآة تعكس وجوهًا من الماضي، وتطل على المستقبل بثقة وحنين.
رسالة الفن في المعرض
في قطاع الفنون والحرف اليدوية، لا يُعرض الفن للزينة فقط، بل تُبث رسالة واضحة: "الحفاظ على البيئة والتراث الثقافي عهد بين الأجيال". فالفن هنا يزين الذاكرة قبل الجدران، ويعلّم أن من لا ماضي له، لا حاضر له ولا مستقبل.
الفن والتراث لغة واحدة
اختتمت الشيخة العلي بقولها: "الفن لغة عالمية، والتراث هويتنا، وعندما ندمج الاثنين معًا نخلق حوارًا بصريًا يفتح أبواب الإلهام ويعكس أصالة المكان."
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOSA= جزيرة ام اند امز