من الهجن إلى الصقور.. فعاليات اليوم الثالث من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025

معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يختتم فعاليات يومه الثالث بنجاح غير مسبوق في مزاد الهجن العربية بإجمالي مبيعات تجاوز مليونًا و770 ألف درهم.
اختتم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية فعاليات يومه الثالث بمجموعة من العروض المتميزة التي جسّدت عمق التقاليد الإماراتية، وبرزت فيها الخبرات المتخصصة والتفاعل المجتمعي الواسع، ويواصل المعرض ترسيخ مكانته كمنصة رائدة تُعنى بصون التراث الإماراتي وتعزيزه، جامعًا بين الأصالة والتجديد في مشهد ثقافي متكامل.
ومن أبرز فعاليات اليوم الثالث في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، جاء تنظيم النسخة الثانية والخمسين من مزاد الهجن العربية، الذي شكّل حدثًا استثنائيًا بتحقيقه أرقامًا قياسية، حيث تجاوزت قيمة المبيعات الإجمالية مليونًا و770 ألف درهم إماراتي.
ويُعد مزاد الهجن، منذ انطلاقه عام 2005، أحد الأعمدة الأساسية للمعرض، حيث يقدّم نخبة من الهجن العربية الأصيلة المعروفة بجمالها اللافت وأدائها المتميز في ميادين السباقات، مستقطبًا حضورًا واسعًا من المربين والمهتمين بهذا الموروث العريق، ومؤكدًا على مكانة الإبل في قلب الثقافة الإماراتية.
وقد عكست أجواء المزايدة الحماسية المكانة الثقافية الرفيعة التي تحظى بها الإبل، إلى جانب أهميتها الاقتصادية في المنطقة، ويؤكد النجاح المتواصل لهذا المزاد على الجاذبية المتجددة لتربية الهجن وسباقاتها التقليدية، بوصفها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الإماراتية والتراث الوطني.
كما أصبح معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية منصة بارزة لعشاق القيادة في الصحارى والطرق الوعرة، وذلك من خلال قطاع معدات المركبات الترفيهية والقوافل، الذي يعكس ارتباط الحياة اليومية في الإمارات بالبيئة الصحراوية والأنشطة الخارجية.
وقدّمت وكالات السيارات والشركات المصنعة المشاركة مجموعة من المركبات عالية الجودة، المصممة خصيصًا لتلبية متطلبات التضاريس الوعرة، والمزودة بأحدث التقنيات والمواصفات التي تلائم المغامرات البرية.
ومن بين أبرز العارضين، شركة "آر في بن لاحج"، الراعي الرسمي لقطاع المركبات الترفيهية والقوافل في نسخة 2025 من المعرض، والتي قدّمت عروضًا حصرية وخصومات تصل إلى 50% على المركبات المتنقلة الخارجية، ما أتاح للزوار فرصة اقتناء مركبات مجهزة بأسعار تنافسية، تعزز من تجربة التخييم والسفر في قلب الطبيعة.
كما شهدت فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية توزيع جوائز مميزة على ثلاثة صقور من خلال السحوبات الخاصة، في مبادرة سلطت الضوء على المكانة الرفيعة التي تحتلها الصقارة في الثقافة الإماراتية، كما منحت الزوار فرصة فريدة للتفاعل المباشر مع هذا الفن العريق الذي يجسد روح التراث.
وفي إطار فعاليات منصة المعرفة، أدار المقدم الطبيب هود الشنقيطي من إدارة الخدمات الطبية بشرطة أبوظبي ورشة عمل متخصصة تناولت أساسيات طب البرية، حيث قدّم إرشادات عملية حول الإسعافات الأولية الميدانية، وتطعيمات السفر، إلى جانب استراتيجيات وقائية مهمة للرحلات الاستكشافية في البيئات الصحراوية والنائية.
وقد أتاح المحتوى العلمي الغني للورشة للمشاركين فرصة اكتساب مهارات حيوية تعزز من جاهزيتهم وسلامتهم أثناء ممارسة الأنشطة الخارجية، بما ينسجم مع أهداف المعرض في نشر ثقافة المسؤولية والوعي الصحي في أوساط المهتمين بالتراث والمغامرات البرية.
كما شهد اليوم تقديمًا علميًا ثريًا للدكتور زبير مدمل، أحد أبرز خبراء الصقارة في المنطقة، والذي يمتلك خبرة تمتد لأكثر من ثلاثين عامًا، من بينها مساهماته البحثية الرائدة في مستشفى الشيخ زايد للصقور. إذ استعرض تطور فن الصقارة عبر العصور، متتبعًا جذوره التاريخية التي تعود إلى نحو 10 آلاف عام، ومبرزًا مكانته الجوهرية في تقاليد الصيد الإماراتية.
وتناول العرض بأسلوب تفصيلي تقنيات صيد الصقور وأدواتها التقليدية، إلى جانب أهمية الحفاظ على هذا الإرث الطبيعي والثقافي. وأشار إلى المبادرة الرائدة التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل ثلاثة عقود لإعادة تأهيل الصقور البرية، مؤكدًا أن هذه الجهود تركت أثرًا مستدامًا في حماية الأنواع وتعزيز ممارسات الصقارة المسؤولة.
ومع إسدال الستار على فعاليات اليوم الثالث، يجدد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2025 تأكيده على رسالته في صون التراث الثقافي الإماراتي، وتعزيز نشر المعرفة المتخصصة، ودعم المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الموروث الأصيل، ويواصل المعرض ترسيخ مكانته كمنصة فريدة للاحتفاء بالتقاليد الإماراتية العريقة، وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز