منتدى أبوظبي للسلم.. الإمارات تواجه "عولمة الحروب" بـ"عالمية السلام"
جهود إماراتية متواصلة على أكثر من صعيد لتعزيز السلم الدولي ونشر السلام وتعزيز قيم الحوار والتسامح والإخاء الإنساني.
تأخذ تلك الجهود أشكالا متعددة أبرزها الجهود الدبلوماسية والسياسة التي يقودها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للقيام بوساطات لحل الأزمات الدولية أو إطلاق مبادرات لتعزيز الأخوة الإنسانية والتسامح ونشر السلام.
- "أبوظبي للسلم" يطلق ملتقاه التاسع.. "عولمة الحرب وعالمية السلام"
- منتدى أبوظبي للسلم يعقد ملتقاه التاسع نوفمبر المقبل
أيضا تسعى الإمارات باستمرار إلى تنظيم واستضافة مؤتمرات ومنتديات دولية يشارك بها مفكرون وسياسيون ورجال دين وخبراء وصناع قرار من مختلف أنحاء العالم لبحث أبرز التحديات والأزمات الدولية ووضع حلول مستدامة من شأنها تعزيز السلم الدولي ونشر ثقافة السلام في العالم.
يأتي على رأس تلك المنتديات "منتدى أبوظبي للسلم" الذي تنطلق دورته التاسعة، الثلاثاء، تحت عنوان "عولمة الحرب وعالمية السلام: المقتضيـات والشراكات"، مستندة إلى ما تمتلكه دولة الإمارات من رصيد "زاخر" في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات حول العالم.
كما يسعى المنتدى من خلال بحث هذا الموضوع العام إلى استثمار خبراته المتراكمة ونتائج دوراته المتلاحقة منذ تأسيسـه عام 2014 .
أهمية خاصة
وملتقى هذا العام الذي ينطلق برعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ويستمر على مدار 3 أيام، يحمل أهمية خاصة ألقت بأثرها على موضوعه "عولمة الحرب وعالمية السلام: المقتضيات والشراكات" لأكثر من سبب.
السبب الأول أن تلك الدورة من المنتدى هي الأولى التي يتم تنظيمها بعد تولي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئاسة دولة الإمارات في 14 مايو/أيار الماضي.
وتنطلق تلك الدورة تحت عنوان "عولمة الحرب وعالمية السلام" مستلهمة رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في نشر السلام على نطاق العالم أجمع، والتي كشف عنها في الكلمة التي وجهها 13 يوليو/تموز الماضي خلال أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ توليه مقاليد الحكم.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في كلمته أن "سياسة دولة الإمارات ستظل داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم.. وعوناً للشقيق والصديق.. وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها".
حروب وتحديات
أيضا اختار المنتدى شعار: "عولمة الحرب وعالمية السلام: المقتضيات والشراكات" عنوانــاً لملتقــاه لهــذا العــام، نظــراً لمــا يشــهده العالــم مــن أزمــات وتوترات يأتي على رأسها الأزمة الأوكرانية الروسية التي أكدت مفهوم "عولمة الحروب"، بعد أن أثبتت أن السلم كل لا يتجزأ وأن أي إخلال به تنعكس آثاره على البشرية".
وأثبتت تلك الأزمة وما صاحبها من تداعيات طالت العالم كله، سواء على صعيد أسعار الغذاء أو الطاقة أو التداعيات الإنسانية أن الحــروب فــي هــذا الزمــان لا تقــف آثارهــا عنــد الحــدودِ الجغرافيــة لميــدان المعركــة بــل تتعداهــا إلــى باقــي أصقــاع العالــم.
وتعد تلك الأزمة نموذجا يعكس أهمية أن تواجه عولمة الحروب بعالمية السلام، وهو الدور الذي تسعى الإمارات لتعزيزه ونشره من خلال نشر ثقافة السلام في العالم، بمبادراتها الرائدة وجهودها الدائمة ودبلوماسيتها الداعمة للسلام والتسامح.
وينطلق المنتدى غداة تأييد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، النداء العالمي الذي أعلنه الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي خلال مشاركتهما، في قمة المناخ "كوب 27" في مدينة شرم الشيخ المصرية، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
ونداء السلام الذي أيده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعد هو أحدث جهود دولة الإمارات المتواصلة في الدفع بحل لتلك الأزمة.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة، آخرها زيارته لروسيا في 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي تصدرت أجندتها الأزمة الأوكرانية.
وكذلك إجراء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 17 من الشهر نفسه، وترحيب الزعيمين بوساطة دولة الإمارات لإنهاء الأزمة.
ورغم تعقيد الأزمة وإطالة أمدها، فإن فرص نجاح دولة الإمارات في إنهائها دبلوماسيا تعد كبيرة، لأكثر من سبب، أبرزها امتلاك دولة الإمارات تاريخا حافلا في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، زودها بخبرات كبيرة تؤهلها للتدخل والوساطة.
عاصمة السلام
كذلك تحمل تلك الدورة أهمية خاصة كونها الدورة الأولى من المنتدى التي تحمل اسم "منتدى أبوظبي للسلم" بعد إطلاق الهوية الجديدة للمنتدى في ختام المنتدى السابق ديسمبر/كانون الأول 2021، تغير بموجبها اسم المنتدى من "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" إلى "منتدى أبوظبي للسلم" حاملا في شعاره اسم عاصمة السلام والتسامح وفضاء التعايش والمحبّة إبرازا لدورها وتوسيعا لنطاق أهدافها.
ومنذ تأسيسه عام 2014 أخذ المنتدى على عاتقه تحقيق رؤيته وأهدافه الداعية للسلام والمحبة والوئام وتكريم الإنسان والإعلاء من شأنه في كل مكان، وإحياء ثقافة التعايش وتعزيزها في المجتمعات الإنسانية والمسلمة، وإحياء القيَم الإنسانية المشتركة بين الأديان؛ كالسلم والرحمة والعدل، وتعزيز دور الإمارات العربية المتحدة في نشر السِلْم، وتوفير الأمن والسعادة للمجتمعات المسلمة والبشرية.
ومــن هــذا المنطلــق كان ملتقــاه الســنوي منصــة وفضــاء معرفيــا تلتقــي فيــه القيــادات الدينيــة والمفكرين مــن محبــي الخيــر وصنــاع الســلام لتبــادل الآراء والخبــرات وبحث ســبل التعــاون والشــراكات فــي القضايــا ذات الصلة بتعزيز السلم حول العالم.
خطة تنفيذية للسلم العالمي
ويشارك في أعمال الملتقى التاسع للمنتدى نخبة واسعة من صناع القرار والقادة الدينيين من جميع أنحاء العالم من وزراءَ وممثلي منظمات أممية وهيئات حكومية ومفكرينَ وشخصياتٍ أكاديمية ومسؤولي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات العاملة في حقل السلم والتسامح.
وسيقوم المشاركون على مدى 3 أيام بتبادل الآراء والخبرات وبحث سبل تعزيز التعاون والشراكات في القضايا التي تسهم في تحقيق السلم العالمي من خلال محاضرات علمية وورش عملية، يأمل القائمون على المنتدى أن تسهم تلك النقاشات في ختامه بصياغة "خطة أبوظبي التنفيذية للسلم العالمي" التي تقدم رؤية شاملة لتعزيز قيــم التســامح والتعايــش بيــن أهــل الأرض والتعــاون والتضامــن لمواجهــة عولمــة الحــرب بعالميــة الســلام.
وسيناقش الملتقى محاور هامة من بينها ما يلي:
- التحديات الحيوية للسلم العالمي في ظل أزمة النظام الدولي (الغذاء والصحة والبيئة).
- دور القيادات الدينية في تحقيق السلم العالمي: تشجيع الشراكات وتحقيق الأمن الروحي.
- عالمية السلام في مواجهة عولمة الحروب: نحو ميثاق إنساني كوني لمواجهة التحديات المشتركة.
- دور الشباب والمراة في تحقيق السلم العالمي.
مبادئ ووثيقة
وتنسجم أهداف المنتدى مع مبادئ الخمسين، التي ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي لدولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة.
وينص المبدأ العاشر منها على أن "الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كل الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية."
كما تتوافق كذلك مع وثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية، التي وقّعها الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في مثل فبراير/شباط عام 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وطالبت الوثيقة قادة العالم وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بـ"العمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حالياً من حروب وصراعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي".
وأكدت الوثيقة أن "الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش بين الناس من شأنه أن يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية، والتي تحاصر جزءاً كبيراً من البشر".
رجل السلام
أيضا تنسجم أهداف المنتدى مع تويهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وجهوده في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات، أبرزها رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في دولة الإمارات 4 فبراير/شباط 2019 والتي تحولت ليوم عالمي يُحتفى به دوليا كل عام.
ومن أبرز مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أيضا، توصله لاتفاق تاريخي بين دولة الإمارات وإسرائيل، في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020، وتدخله شخصيا لتخفيف حدة التوتر في عدد من أماكن العالم، أبرزها وساطته لنزع فتيل أطول نزاع في أفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا في يوليو/تموز 2018.
تلك الجهود التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، جعلت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان محل ثقة وإشادة، فحصل على العديد من الشهادات والأوسمة والميداليات من دولة الإمارات والعديد من الدول.
أحدث تلك الجوائز: جائزة "رجل الدولة الباحث" الذي حصل عليها من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي قال عنها المعهد إن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قاد عملية تأمين اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، فضلا عن التزامه بتوسيع التسامح الديني في بلاده".
تكريم لقائد استثنائي، اتفق الجميع على تقدير جهوده، مما دفع الفاتيكان في يوليو/تموز من العام الماضي إلى تكريمه بوسام "رجل الإنسانية".
وقبل ذلك اختير في مارس/آذار من نفس العام، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه القراء العرب لقب "القائد العربي الأبرز" لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة "روسيا اليوم".
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز