التكنولوجيا والعدالة الصحية: خبراء يبحثون مستقبل الرعاية في الدول منخفضة الدخل

مناقشات رفيعة شهدها "أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025" حول سُبل تعزيز العدالة الصحية باستخدام الابتكار وتيسير الوصول العادل للخدمات.
شهد "أسبوع أبوظبي العالمي للصحة 2025"، المنعقد في العاصمة الإماراتية، جلسة نقاشية متخصصة بعنوان: "كيف يمكن للتكنولوجيا تحسين الوصول العادل إلى الرعاية الصحية؟"، حيث استعرض المشاركون فرص توظيف الابتكار والتقنيات الحديثة في دعم العدالة الصحية، لا سيما في الدول منخفضة الدخل، والعمل على تعزيز فرص الأفراد في الحصول على الرعاية الصحية في مختلف الظروف والتحديات.
مبادرة "اتفاق من أجل عالم أكثر صحة" من شركة فايزر
علي بصري، نائب الرئيس لوصول الأسواق الناشئة وقائد برنامج “ACCORD” في شركة "فايزر" المغربية، استعرض خلال مداخلته مبادرة "اتفاق من أجل عالم أكثر صحة"، التي أطلقتها الشركة عام 2022، مشيرًا إلى أنها تهدف إلى سد الفجوة العالمية في العدالة الصحية.
وأوضح بصري أن 70% من عبء المرض في العالم يتركز في الدول منخفضة الدخل، بينما لا تستفيد هذه الدول سوى من 15% فقط من إجمالي الاستثمارات في قطاع الصحة، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا.
وأكد أن "فايزر" التزمت بتوفير جميع أدويتها ولقاحاتها الحالية والمستقبلية بأسعار مناسبة لتلك الدول، في إطار تعاون مباشر مع الحكومات لتحسين البنية الصحية، من خلال دعم سلاسل التوريد، وتبسيط الإجراءات التنظيمية، وتدريب العاملين في القطاع، بما يضمن فعالية إيصال الأدوية واللقاحات إلى من يحتاجها.
"أستر دي إم" والرعاية المتكاملة لأكثر من 20 مليون شخص سنويًا
من جهتها، تحدثت أليشا موبن، المدير التنفيذي العام لمجموعة "أستر دي إم" للرعاية الصحية، عن "نموذج الرعاية المتكاملة" الذي تتبناه المجموعة، ويشمل خدمات الرعاية من المستوى الأولي وحتى الرعاية الرباعية، مشيرة إلى أن المجموعة تخدم حاليًا أكثر من 20 مليون شخص سنويًا، وتطمح للوصول إلى 200 مليون مستفيد خلال فترة تتراوح بين خمس وسبع سنوات.
وبيّنت موبن أن التكنولوجيا تُعد محركًا رئيسيًا لتوسيع نطاق الرعاية الصحية، لكنها أشارت إلى أن نمط الاستخدام يختلف بحسب السياق؛ فبينما تعتمد دولة الإمارات بشكل كبير على الحلول الرقمية، تلجأ الهند إلى التوسع في استخدام المعدات الطبية.
وشددت على ضرورة تبسيط منظومة الرعاية لتكون شاملة لكل من المريض ومقدّم الخدمة والتكنولوجيا، مع ضمان تكامل فعّال بين المعدات الطبية، والأدوية، والبيانات الصحية، بما يُسهم في تحسين فعالية النظام.
"تاتا 1MG" الرقمية: خدمات صحية تمتد إلى أكثر من 2000 مدينة
براشانت تاندون، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة "تاتا 1MG" الهندية، تناول في كلمته مفهوم "الرقمنة في توسيع نطاق الخدمات الصحية"، مستعرضًا تجربة منصته، التي تُعد واحدة من أكبر المنصات الرقمية في الهند، إذ تقدم خدماتها لأكثر من 250 مليون شخص موزعين على أكثر من 2000 مدينة.
وأوضح تاندون أن المنصة بدأت من خلال تقديم خدمات رعاية المرضى في منازلهم، بما يسهل فهمها والوصول إليها، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي أتاح توفير الأدوية، وإجراء الفحوصات، والاستشارات الطبية حتى في المناطق التي تفتقر إلى البنية التحتية التقليدية.
وأكد أن المنصة توسعت لاحقًا لتتكامل مع المستشفيات وشركات التأمين والحكومات، لتقديم تجربة صحية مترابطة وشاملة، موضحًا أن البيانات الضخمة الناتجة عن استخدام المنصة تُسهم في تطوير نماذج للرعاية الوقائية والشخصية، بهدف تقليل الحاجة إلى دخول المستشفيات والحفاظ على صحة المرضى.
أهمية الشراكات الدولية والتصنيع المتنوع في استدامة سلاسل التوريد
بدورها، شددت الدكتورة جيكوي دونغ، رئيسة وحدة الإنتاج المحلي والمساعدة في جامعة خليفة، على أن الوصول إلى التكنولوجيا الصحية لا ينبغي أن يكون مرتبطًا فقط بأوقات الأزمات، بل يجب أن يُتاح بشكل دائم وفي الوقت المناسب.
ونوهت إلى أهمية التنسيق الدولي وتعدد الشراكات، فضلًا عن الاعتماد على التصنيع المتنوع، بما يضمن مرونة واستمرارية سلاسل التوريد الصحية سواء في أوقات السلم أو الطوارئ.
وأشارت دونغ إلى أن الجهود الحالية تركز على دعم الدول والمصنّعين من خلال التوجيه الفني، لمساعدتهم في الوصول إلى المعايير الدولية المعتمدة، بهدف ضمان توافر المنتجات الصحية بجودة عالية، وأسعار مناسبة، وفي متناول الجميع.