بالفيديو: جولة استباقية في "فن أبوظبي".. تراكيب فنية تؤكل وأحاديث مع كائن فضائي
"العين" تصحبكم في جولة استباقية في "فن أبوظبي".. تعرفوا على برنامج الفعالية التي تفتح أبوابها في 16 نوفمبر وتستمر حتى 19 منه. وتستقطب في دورتها الثامنة 40 صالة عرض فنية معروفة من 20 دولة على مستوى العالم.
آلاف حبات الموز التي تفترش مدخل "فن أبوظبي" كبساط لا ينتهي، لا تهدف إلى لفت الأنظار لقضية صحية أو بيئية صرفة، لكنها تتكوم هناك، بين الكؤوس الرخامية الحارسة لها، كساعة عضوية تصور مسألة الحياة والشيخوخة.. وهي جوهر عمل الفنان الصيني قو ديشين (1962) الذي فرشها هناك ليسمح لها بالنضوج والتحلّل وفق طبيعتها البيولوجية.
حبات الفاكهة التي تكون العمل التركيبي للفنان المؤثر في حركة الموجة الجديدة التي شهدتها الصين عام 1985، أشرفت عليه ألكسندرا مونرو كبيرة مستشاري الفنون العالمية لدى متحف ومؤسسة "سولومون آر جوجنهايم"، والعمل يصب في ثيمة "إعادة الولادة" لفن أبوظبي التي يشرف عليها المنسق فابريس بوستو.
البساط الأصفر هذا، لن يبقى على حاله طوال أيام المعرض الذي يفتح أبوابه بين 16 و19 نوفمبر، بل إن الجمهور مدعو ليكون جزء من إعادة تركيبه وخلقه من خلال استهلاك حبات الموز وتذوقها، وشاهد على تحوله وتخمره وتقلصه بفعل الوقت.. وسبق لديشين أن استخدم في أعماله مواد تؤكل أو قابلة للتلف مثل اللحوم والتفاح والأزهار.
ويسعى الفنان بعمله إلى دفع المشاهد إلى التفكير أكثر بصراعه الدائم مع الزمن، وحربه اليومية على الوقت.. ويبدو بعمله التركيبي كالساخر من كل من يؤمن بقدرته على الانتصار في حربه تلك على كل ما هو قابل للتحلل.. ويدعوه بالمقابل أن يقدر حاضره ويساهم فيه ويستمتع به.. كأن يأكل موزة مثلاً!
قد يكون عمل قو ديشين، أكثر ما سيلتصق بذهن الزائر لـ"فن أبوظبي" ضمن الجولة الحصرية التي نُظمت الإثنين للإعلام، لكن المعرض يحفل ببرنامج عام متنوع للتواصل مع مختلف فئات المجتمع ويجسّد مسيرة التطور الفني التي تعيش أبوظبي على وقعها، فضلاً عن التجارب الفنية المتميزة التي تعزز مكانة الإمارة كوجهة مرموقة على الخارطة الثقافية العالمية.
الفعالية التي تنطلق من منارة السعديات برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تقدم مزيجاً فنياً رائعاً يجمع ما بين المعارض الفنية والحوارات التفاعلية والأعمال الفنية الإبداعية وعروض الأداء الحية.
ويحتفي "فن أبوظبي" برأي سعيد غباش مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة "بالتنوع الثقافي والإبداعي الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لما يمثله من منصة مثالية لاستعراض الأعمال الفنية، وباعتباره منارة تنبض بطموحات أبوظبي الإبداعية، والتبادل الفكري والحوار الذي يشكل مصدراً ملهماً للمهتمين بالشأن الفني".
40 صالة عرض
يستقطب "فن أبوظبي" في دورته الثامنة 40 صالة عرض فنية معروفة من 20 دولة على مستوى العالم، تعرض أعمالاً فنية متميزة لفنانين مشهورين عالمياً من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط للمشاركة في أقسام المعرض الرئيسية: "الفن الحديث والمعاصر" و"بداية" و"آفاق" لتعرض للزوار مجموعة من الأعمال الفنية الاستثنائية الحديثة والمعاصرة.
وتقدم دورة "فن أبوظبي" هذا العام برنامجاً جديداً يتمثل بمعرض "البوابة" والذي يتفرع إلى ثلاثة معارض ثانوية تسعى مجتمعة إلى تحويل مفهوم "فن أبوظبي" إلى منصة للاستكشاف والحوار ما يعكس الإمكانيات الاستثنائية للممارسات الثقافية المعاصرة التي تعرف بها أبوظبي.
ويتضمن المعرض الفني في "فن أبوظبي" ثلاث قاعات لعرض الأعمال الفنّية التي تشارك بها صالات العرض بأسلوب فريد ومبتكر يشرف منسّق فنيّ خاص على كل قاعة، أبرزها معرض "البوابة" وبرنامج "آفاق" و"دروب الطوايا" الذي يبرز فيه عمل الفنانة آنا ريسبولي "خمسة محاولات للحديث مع الكائن الفضائي" على استكشاف الطرق التي يمكن أن يلجأ إليها الأفراد والمجموعات للتفاوض حول الفضاءات العامة.
الفيديو:
تصوير ومونتاج: عبدالله المراشدة