أوروبا تتبرأ وبوتين يتوعد.. ماذا ينتظر ناقلات النفط الروسي في البحر؟
وسط نفي الاتحاد الأوروبي مسؤوليته عن تكدس الناقلات قبالة تركيا، وإعلان الرئيس الروسي عن رد قريب، تسيطر المخاوف على أسواق النفط.
وقالت المفوضية الأوروبية، يوم الجمعة، إن سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع على النفط الروسي ليس مسؤولا عن تكدس الناقلات المنتظرة في البحر الأسود، لعبور مضيق البوسفور في إسطنبول صوب البحر المتوسط.
فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لن تتعرض للخسارة بسبب سقف سعري فرضه الغرب على صادرات النفط الروسي، كاشفا عن تجهيز موسكو ردا ستعلنه في الأيام القليلة المقبلة.
وذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة الشحن الدولية "تريبيكا" أن عدد السفن المنتظرة في البحر الأسود زاد يوم الجمعة إلى 20 سفينة، وسط محادثات لتخفيف التكدس.
إجراءات تركية
منذ بداية الشهر الجاري، تطبق تركيا إجراءً يلزم السفن بتقديم ما يثبت وجود تغطية تأمينية خلال مدة الانتقال في مضيق البوسفور أو عند التوقف في الموانئ التركية، وهو ما يسبب تكدسا للسفن.
وتزامن تكدس ناقلات النفط مع اقتراح مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي خطة هذا الأسبوع لمنع شركات التأمين من المساعدة في تصدير النفط الروسي المنقول بحرا ما لم يتم بيعه وفقا لسقف الأسعار، في محاولة للحد من إيرادات النفط الروسي.
فترة سماح
وفي هذا الشأن، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية: "هذا الوضع ليس ناتجا عن سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع، إذ توجد، على أي حال، فترة سماح مدتها 45 يوما للنفط الخام الروسي المنقول بحرا والذي تم شراؤه قبل الخامس من ديسمبر"، وفقا لوكالة رويترز.
وبموجب خطة مجموعة السبع لفترة السماح، المستمرة حتى 19 يناير/ كانون الثاني، يمكن مواصلة تقديم خدمات الشحن، مثل التأمين، للنفط الروسي المنقول بحرا والمشترى قبل الخامس من ديسمبر كانون الأول حتى وإن تم بيعه بسعر أعلى من سقف الأسعار.
وأكد المتحدث باسم المفوضية أن بعد فترة السماح يمكن للسلطات التركية مواصلة التحقق من وثائق التأمين على الناقلات بالطريقة نفسها مثلما كان الحال من قبل.
وأضاف: لذلك نحن نتواصل مع السلطات التركية لطلب توضيحات ونعمل على حل الموقف.
وقالت السلطات البحرية التركية الخميس، إنها ستواصل منع عبور ناقلات النفط التي لا تحمل وثائق تأمين مناسبة إلى مياهها وإنها بحاجة إلى وقت لإجراء الفحص اللازم، متجاهلة الضغوط الخارجية بشأن تكدس السفن.
مخاوف الطلب على الأسواق
استقرت أسعار النفط يوم الجمعة، رغم أن كلا الخامين القياسيين يتجهان لتكبد خسارة أسبوعية.
يأتي ذلك وسط مخاوف من ضعف الآفاق الاقتصادية في الصين وأوروبا والولايات المتحدة، الأمر الذي قد يؤثر على الطلب على النفط.
سعر النفط اليوم
بحلول الساعة 1216 بتوقيت جرينتش، سجلت العقود الآجلة لخام برنت 76.20 دولار للبرميل بارتفاع خمسة سنتات. وسجل خام برنت أدنى مستوى له في 2022 هذا الأسبوع. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 42 سنتا، إلى 71.88 دولار للبرميل.
ويتجه خاما القياس لتكبد خسائر أسبوعية بنحو 10 بالمئة لكل منها، وهو أسوأ انخفاض أسبوعي لهما بالنسبة المئوية منذ أغسطس آب وأبريل نيسان على الترتيب.
وأدت أنباء عن إغلاق خط أنابيب كيستون التابع لشركة تي.سي إنرجي الكندية في الولايات المتحدة نتيجة تسرب إلى ارتفاع قصير الأمد أمس الخميس، لكن الأسعار تراجعت في النهاية إذ رأت السوق أن الإغلاق لن يستمر طويلا.
كما تجاهلت السوق تكدس ناقلات النفط التي تمنع السلطات التركية عبورها من البحر الأسود إلى البحر المتوسط.
وفي الصين، قال خبراء اقتصاد إن ارتفاع عدد إصابات كورونا سيضعف على الأرجح النمو الاقتصادي خلال الأشهر القليلة المقبلة، على الرغم من تخفيف بعض القيود، مما يؤدي إلى انتعاش ولكن في وقت لاحق في عام 2023.
على الجانب السلبي أيضا، يتجه الاقتصاد الأمريكي إلى ركود قصير خلال العام المقبل، وفقا لخبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم وتوقعوا بالإجماع أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في 14 ديسمبر كانون الأول.
تحدي روسي
وسط تعقد سوق النفط العالمية، من وضع سقف لأسعار النفط الروسي إلى تكدس ناقلات لبترول قبالة تركيا، ومخاوف الطلب، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن موسكو لن تتعرض للخسارة بسبب سقف سعري فرضه الغرب على صادرات النفط الروسي وإن الأوضاع المالية للحكومة ستصمد بشكل جيد.
ووصف بوتين الخطوة بأنها "غبية"، مشيرا إلى أنها ستؤدي لارتفاع "حاد للغاية" في أسعار الطاقة بالنسبة لمن فرضوا هذا السقف.
وكرر بوتين قائلا: إن بلاده لن تبيع النفط لمن ينصاعون لهذا السقف المحدد بستين دولارا للبرميل والذي فرضه الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى وأستراليا.
وشدد الرئيس الروسي على أن موسكو تجهز ردا ستعلنه في الأيام القليلة المقبلة.