شراكات واعدة بين الإمارات وعمان.. تتخطى الـ35 مليار دولار
انطلقت اليوم فعاليات المنتدى الاستثماري الإماراتي - العُماني المشترك في أبوظبي. جاء ذلك بحضور عدد من قادة ومسؤولي القطاع الاقتصادي في البلدين الشقيقين.
وقد استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أمس، السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة، الذي بدأ زيارة دولة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة إعلان عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون والانتقال به إلى آفاق أرحب بما يحقق مزيداً من الخير والازدهار لعلاقات البلدين حاضراً ومستقبلاً.
وشملت الاتفاقيات والمذكرات التي أعلنها البلدان - خلال مراسم أقيمت في قصر الوطن في أبوظبي - مجالات الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة. إضافة إلى السكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم.
وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والسلطان هيثم بن طارق، إعلان عدد من الاتفاقيات لتعزيز الشراكات الاستثمارية بين البلدين عقب انعقاد ملتقى الأعمال الإماراتي – العُماني والذي يهدف إلى تعزيز الشراكات الاستثمارية للبلدين، كجزء من زيارة السلطان هيثم لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وعقب التوقيع، أمس الإثنين، وبحضور الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء في ديوان الرئاسة، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، وقعت شركات إماراتية وعمانية عدداً من اتفاقيات الاستثمار والتعاون في قطاعات متعددة، منها مشاريع الطاقة المتجددة؛ والمعادن الخضراء؛ الاتصال بالسكك الحديدية؛ والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا، وذلك في ظل الاتفاقيات الموقعة بين وزارة الاستثمار في دولة الإمارات ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في سلطنة عُمان.
وقد تم انعقاد المنتدى الاستثماري الإماراتي – العُماني المشترك بحضور الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، لتأكيد الالتزام الكبير من كلا البلدين في شراكات استثمارية تبلغ القيمة المقدرة للمشاريع فيها 129 مليار درهم ما يعادل 35.12 مليار دولار، ويمثل خطوة مهمة نحو التعاون الاقتصادي لدفع النمو والتطور من خلال الاستثمارات الاستراتيجية.
اتفاقيات الاستثمار
وتشمل الاتفاقيات مشروعا ضخما للصناعة والطاقة بقيمة 117 مليار درهم يتضمن مشاريع الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة، بما في ذلك مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى مصانع المعادن الخضراء، الذي وقعته شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)؛ وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)؛ وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم (EGA)؛ وشركة حديد الإمارات أركان (ESA)؛ وشركة OQ للطاقة البديلة؛ والشركة العمانية لنقل الكهرباء، فضلا عن مجموعة متنوعة من الاتفاقيات، حيث تشمل:
- اتفاقية مساهمين لإطلاق صندوق يركز على التكنولوجيا بين "القابضة" (ADQ) وجهاز الاستثمار العماني بقيمة 660 مليون درهم.
- اتفاقية ترسية مقاولي مشروع ربط السكك الحديدية بين سلطنة عُمان والإمارات بقيمة 11 مليار درهم.
- اتفاقية تعاون ثنائي استثماري تغطي قطاعات متعددة تشمل البنية التحتية الرقمية والأمن الغذائي والطاقة والنقل وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك بين وزارة الاستثمار في دولة الإمارات، ووزارة التجارة وترويج الاستثمار في سلطنة عُمان لتعزيز الاستثمارات وتسهيل التجارة الثنائية بين البلدين.
- اتفاقية شراكة بين شركة الاتحاد للقطارات وشركة مبادلة وشركة مجموعة أسياد العُمانية بقيمة استثمارية إجمالية تبلغ 3 مليارات درهم إماراتي.
- اتفاقية إطارية لتشكيل تحالف إماراتي-عُماني يركز على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية.
وقال محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار في دولة الإمارات: "تربط دولة الإمارات وسلطنة عُمان علاقات تاريخية تتميز بالروابط الوثيقة، والتي كانت بمثابة ركيزة أساسية للتعاون المتبادل. وتمثل الاتفاقيات الجديدة خطوة مهمة من شأنها أن تمهد الطريق لمزيد من التطور عبر تسخير جهودنا معاً لتحقيق رؤيتنا المشتركة للنمو الاقتصادي والازدهار لكلا البلدين. واليوم، نشهد تبادل الاتفاقيات التي ترتقي بشراكتنا التاريخية إلى مستوى أعلى بينما نمضي قدمًا معًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا".
وتبرز دولة الإمارات كواحدة من الدول الرائدة عالمياً في مجال الاستثمار والتجارة مع سلطنة عُمان حيث يصل حجم التجارة غير النفطية إلى ما يقرب من 51 مليار درهم في عام 2023. وستعمل الاتفاقيات الموقعة اليوم على تعزيز العلاقات في القطاعات الرئيسية وتوفير النتائج التي تعود بالفائدة على المجتمع والنمو الاقتصادي نحو مستقبل مستقر ومزدهر بين البلدين.
علاقات اقتصادية راسخة
وتضرب العلاقات الإماراتية العُمانية بجذورها في أعماق التاريخ؛ حيث يرتبط البلدان بأواصر عميقة.
وترتكز العلاقات على التعاون والتفاهم والإرادة المشتركة نحو التنمية والازدهار وتحقيق مستقبل مشرق للأجيال القادمة في البلدين.
وتتطلع دولة الإمارات وسلطنة عمان إلى تعزيز مسارات التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين المتبادلة ويلبي آمال وطموحات شعبيهما الشقيقين.
وتشهد العلاقات الأخوية والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان تطورًا ورسوخًا في ظل دعم ورعاية القيادتين الحكيمتين، وحرصهما على تعزيز التعاون والعمل المشترك ودفعه إلى آفاق أرحب بما يعزز المصالح المشتركة لكلا البلدين ويعود بالنفع على الشعبين الشقيقين وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
شراكات واعدة
كما تتميز العلاقات بين البلدين الشقيقين بميزات تضعها في مرتبة العلاقات الخاصة والمتميزة على مختلف المستويات، إضافة إلى الشراكات الاقتصادية والتجارية بينهما المبنية على التعاون البنّاء والاستثمار وتبادل المعارف والخبرات في شتى المجالات.
وتكتسب زيارة "دولة" يقوم بها السُّلطان هيثم بن طارق، الإثنين 22 أبريل/نيسان 2024، إلى دولة الإمارات ولقاؤه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أهميةً كبيرة للدفع بالعلاقات الثنائية إلى مزيد من التقدم والرفاهية للشعبين الشقيقين في جميع المجالات وتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة بينهما، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والدولية.
وتعمل الدولتان على تعزيز التعاون الفعّال بينهما على مبدأ المصلحة المتبادلة والمشتركة في مختلف المجالات، وتسعى اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي تم تأسيسها في عام 1991 إلى تعزيز سبُل التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتربوية والعمل على ربط شبكات الكهرباء، والاتصالات، وتنسيق خدمات النقل البري وإجراءات الانتقال بين الدولتين عبر مختلف المنافذ الحدودية، إلى جانب تعزيز فرص ومجالات الاستثمار المشترك، بما يعود بالخير على الشعبين الإماراتي والعُماني في الحاضر والمستقبل.