آدم نسيم حميد.. بطل من أصول يمنية يستعيد أمجاد والده
أعاد فوز الملاكم البريطاني الجنسية، يمني الأصل، آدم نسيم حميد، إلى بلاده ذكريات الإنجازات الأسطورية التي حققها والده على حلبات الملاكمة العالمية.
وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي وبدايات الألفية الحالية، استحوذ البطل الأسطوري نسيم حميد على قلوب اليمنيين بإنجازاته المتتالية والساحقة، لدرجة أن الكثيرين وضعوه على مصاف عمالقة وأساطير الملاكمة مثل محمد علي كلاي وفريزير وتايسون وغيرهم.
وقبل عدة أيام قليلة، خاض آدم حميد، وهو نجل البطل العالمي نسيم حميد، نزاله الأول على خطى والده، أمام التشيكي فوتك هردي، ضمن منافسات وزن فوق المتوسط في بولندا، واستطاع الفوز على خصمه خلال أول دقيقتين من النزال.
احتفاء يمني
الشارع الرياضي اليمني احتفى بهذا الفوز الخاطف والسريع، بعد أن أرجع آدم شعب بلاده إلى عهد والده الذي أبهرهم على مدار عقد كامل تقريبا، متمنيين أن تنسيهم إنجازاته مآسي الحرب، ويسير على درب أبيه في عالم الملاكمة.
وفي هذا الصدد، يقول الصحفي والناقد الرياضي اليمني محمد العولقي إن "آدم نسيم حميد شبل يزأر في عرين والده، وبدأ مشواره بنزال عنيف في حلبة تشتعل بنزالات حارقة كالجمر".
وأضاف العولقي على حسابه بموقع "فيسبوك"، بقوله إن "الخطوة الأولى انتهت بسلام، وتبقت رحلة الألف ميل طويلة ومعقدة ومليئة بالصبر والتحديات".
وتمنى الصحفي اليمني أن يسير آدم على خطى والده نسيم حميد، الذي كان ملاكمًا مرنًا مختلف الأفكار، الذي كان يحوم كالفراشة ويلسع كالنحلة تمامًا مثل كلاي، بل إن نسيم تفوق على كلاي، بحسب العولقي، بأن جعل الحلبة لعبة استعراض راقصة وذكية.
ذكريات الماضي
لم يقتصر الاحتفاء اليمني بالملاكم آدم نسيم على المتابعين والنقاد المتخصصين بالشأن الرياضي، ولكنه تطور ليشمل كافة فئات المجتمع اليمني، الذي ما زال يتذكر ملاحم والده نسيم في حلبات الملاكمة العالمية.
المحامي لبيب مرشد وهو من عدن، تحدث مع "العين الإخبارية” عن ذكرياته عندما كان طفلا لا يتجاوز عمره 14 عامًا في قمة فترة الملاكم نسيم، وقال: ”فوز آدم نسيم أعاد إلى أذهاننا كيف كنا نتجه إلى النوادي الرياضية للانخراط في تعلم لعبة الملاكمة، تحت تأثير انجازات نسيم ورغبتنا للوصول إلى مستواه”.
ويشير مرشد إلى أن تلك الأيام كانت مليئة بالحماس والاجتهاد، وغرست انتصارات نسيم حينها في أذهاننا وعقولنا حب الرياضة والملاكمة، كإحدى وسائل الدفاع عن النفس وتحقيق الإنجازات.
من جانبه، يرى عمرو عبدالله، الإداري في القطاع الصحي بمدينة عدن، في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن فوز آدم حميد يذكر كل اليمنيين بما كان يفعله والده سابقا، حين كان يُجبرهم على السهر حتى الفجر في انتظار متابعة نزالاته التي كان ينهي معظمها في جولاتها الأولى، وربما في دقائق.
واختتم بقوله: "ما قام به آدم بالفوز على منافسه التشيكي خلال دقيقتين يعيد أمجاد والده الذي كان حريصًا على التذكير والتمسك بانتماءه وأصوله اليمنية".
aXA6IDE4LjE5MS45My4xOCA= جزيرة ام اند امز