إثيوبيا تحيي الذكرى الـ83 لمقاوم الاستعمار "أبونا بطرس"
"أبونا بطرس" سجّل بطولات تاريخية بتصديه لفرق الإعدام التابعة للاستعمار الإيطالي بين سنتي 1892 و1936، والتي ارتكبت مجازر ضدّ الآلاف.
أحيا سكان أديس أبابا الذكرى الـ83 لوفاة الأسقف "أبونا بطرس" الذي سجّل بطولات تاريخية بتصديه لفرق الإعدام التابعة للاستعمار الإيطالي بين سنتي 1892 و1936.
وكانت هذه الفرق ارتكبت مذبحة شنيعة راح ضحيتها نحو 30 ألفا من سكان العاصمة الإثيوبية.
وبهذه المناسبة وضع تاكلي أما، عمدة مدينة أديس أبابا، إكليلا من الزهور ترحما على روح الأسقف "أبونا بطرس" الذي دافع عن بلاده وشجّع مواطنيه على عدم الاستسلام للاستعمار.
وقال تاكلي: "يجب على هذا الجيل أن يثمّن تضحيات شهداء الوطن من أجل الحرية والسلام والاستقلال".
وأضاف أن الأسقف "أبونا بطرس" قدّم نموذجا في حب الوطن، ودفَع حياته في سبيل السلام والمحبة والحرية.
يُذكر أن هذا البطل التاريخي وُلِد في منطقة فيتشي شمالي البلاد عام 1883، ونشأ في أسرة زراعية ثم قرّر دراسة العلوم الدينية حتى 1918.
وتم تعيينه من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية كأحد الكهنة في كنيسة جنوبي البلاد تحديدا منطقة ولايتا وزواي، وبعدها توجّه إلى مقاطعة ولو في إقليم أمهرة شمالا، وكان يحظى بشعبية كبيرة في أنحاء إثيوبيا كافة.
وفي عام 1935 غزت القوات الإيطالية إثيوبيا وذهب "أبونا بطرس" مع الإمبراطور هيلي سيلاسي إلى جبهات القتال من الناحية الشمالية بغية مواجهة جيش الاستعمار.
وبعد انتصار الإيطاليين في معركة "مايشو" انسحب المقاتلون الإثيوبيون إلى الجنوب، وبقي "أبونا بطرس" في منطقة دبرليبانوس شمالا يستنكر قتل الأبرياء على أيدي جنود الاحتلال.
وتخوفا من شعبيته، بعث له الإيطاليون بمساعدة الكهنة رسائل تُغريه بتغيير المخيّم الذي يعيش فيه بسكنٍ فاخر في أديس أبابا لكن "أبونا بطرس" رفض ذلك.
ويوم 29 يوليو/تموز 1936، أعلن الأسقف "أبونا بطرس" عصيانه ووقوفه ضد جرائم الغزو الإيطالي والمجازر التي ترتكبها قوات الاستعمار في إثيوبيا.
وأمرت الحكومة الإيطالية باعتقاله مع إصدار حكم الإعدام بحقه، حيث انتشر الخبر سريعا في البلاد، وتجمّع الإثيوبيون في العاصمة لاستقباله، لكنّ الحكومة الإيطالية قرّرت تنفيذ الإعدام رميا بالرصاص يوم 29 يوليو/تموز 1936 خوفا من التمرّد.
وأصبح "أبونا بطرس" شهيدا وطنيا شُيِّد له نصب تذكاري سنة 1941 في منطقة بياسا وسط العاصمة تحديدا قُربَ مبنى بلدية أديس أبابا.