عادل إمام.. مواقف بكى فيها زعيم الكوميديا
عادل إمام هو المعادل الموضوعي للضحكة الحلوة، زعيم الكوميديا الذي يسكن القلوب ويستعمرها دون استئذان، إنه الزعيم الخالد في عالم الفن.
رافد الفن الذي لا ينضب مهما مرت الأيام وتعاقبت السنوات، ما زال يتربع على عرش الفن العربي، في السينما والمسرح والتلفزيون. وما زالت صورته مقترنة بفرحة العيد، حيث لا تجد أغلب الفضائيات العربية ما تعرضه أكثر بهجة وإمتاعا من عمل لعادل إمام.
ويحتفل "الزعيم"، الإثنين 17 مايو، بعيد ميلاده، بعد رحلة طويلة من العمل جعلت منه فنانا استثنائيا، كان من الغريب أن نجد لديه مساحات كبيرة للألم والوجع رغم كونه أكثر مضحك في الوسط الفني العربي.
لكن كانت هناك من المواقف التي غالبته فيها دموعه كثيرا، وأجبرته الأيام على الصمت في لحظات حزينة.
وتحدث عادل إمام عن لحظات مؤلمة دفعته للبكاء قائلا: "فقدت أكبر حب في حياتي عندما رحلت أمي عن الحياة، كانت رحمها الله تعاني من الإصابة بمرض خطير، وكنت أتمنى لها الراحة خاصة وأنها ظلت مريضة فترة طويلة، ماتت في المستشفى، وعندما علمت بالخبر ذهبت إليها، لكن رفضت رؤيتها بعدما فارقت الحياة، كان والدي يبكي بحرقة شديدة، تماسكت في هذا الموقف الصعب، وبعد مرور شهر تذكرت امي وكنت سايق سيارتي، وتوقفت فجأة وبكيت بشكل هيستيري، فقد ادركت بعد رحيلها أنه لا يوجد شخص على قيد الحياة يحبني مثلما كانت أمي تحبني".
وقال الزعيم ذلك في لقاء تليفزيوني أجراه مع الإعلامية منى الشرقاوي عام 2017، عرض على قناة "إم بي سي".
كما كشف عادل إمام في حوار آخر مع الإعلامي عمرو الليثي عن لحظة تلقيه خبر رحيل والده قائلا: "كان يبلغ من العمر 86 عاما، ورغم تقدمه بالعمر كانت صحته جيدة، وعلمت بخبر وفاته وأنا على خشبة المسرح في لبنان، تحاملت على نفسي حتى انتهى العرض، ثم خرجت للجمهور وقلت له (اليوم مات أبي) وتحدثت مع جمهوري عن خصاله الطيبة وبكيت وبكى الجمهور، وكانت لحظة لا تنسى".
كما تصدع قلب عادل إمام أيضا عندما رحل عن الحياة صديق عمره الفنان الكبير نور الشريف عام 2015، وهو ما دفعه للبكاء وتأجيل فرح نجله محمد حزنا على صديقه المقرب.
عادل إمام من مواليد عام 1940 في قرية شها، مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، تخرج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة.
وعلى خشبة مسرح الجامعة لمعت موهبته، وفي السبعينات بدأت شهرته في السينما من خلال فيلم ( البحث عن فضيحة) .
وبمرور الأيام وتعدد التجارب صار عادل إمام أبرز نجوم العالم العربي، وتنوعت أعماله بين الكوميديا والتراجيديا، وتألق في السينما والتليفزيون والمسرح.
ويتميز الزعيم بموهبته الفطرية، وذكاء الاختيار، ويحسب له أنه الفنان الذي قدم أفكارا سياسية جريئة مغلفة بطابع كوميدي ساخر، بشكل لم يجرؤ عليه أحد من قبله ولا بعده، كما حدث في أفلامه الشهيرة "النوم في العسل"، "الإرهاب والكباب" و"طيور الظلام".