صيف عدن.. موسم الرياح يحصد الأرواح في الأشهر الخطرة
تتمتع عدن بشريط ساحلي ساحر، جعل منها قبلةً ووجهة سياحية بامتياز، ومكانًا أفضل لممارسة السباحة، خاصةً في مثل هذا الوقت من فصل الصيف الحار.
غير أن ممارسة السباحة في هذه السواحل الخلّابة خلال شهور وأوقات بعينها، يجعلها محفوفةً بالكثير من المخاطر، في ظل مواسم الرياح، وعدم اكتراث البعض بأخذ احتياطات السلامة.
وخلال الأسابيع الماضية، شهدت سواحل مدينة عدن حوادث غرق عديدة، راح ضحيتها أطفال ونساء؛ نتيجة توغلهم بالسباحة أو بسبب عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
يأتي هذا في ظل تحذيرات من مخاطر السباحة في هذا الوقت من العام، أطلقها خبراء التوعية بمخاطر السباحة في في العاصمة المؤقتة عدن، ومنهم الخبير ورئيس مبادرة "إنقاذ روح" البحرية، الكابتن جمال رشاد.
نصائح الخبراء
يتحدث الخبير بممارسات السباحة جمال راشد لـ"العين الإخبارية"، قائلًا: ”إن موسم الرياح يبدأ في شهر يونيو/حزيران، وفيه تهب الرياح باتجاه الجنوب الغربي، ويشمل موسم الرياح الشهور: (يونيو ويوليو وأغسطس)، ولوحظ في السنوات الأخيرة أن الرياح تستمر حتى شهر سبتمبر/أيلول من كل عام.
ويشير إلى أن تلك الفترة تشهد اضطرابًا للبحر؛ نتيجة هبوب الرياح الشديدة التي تكوّن الدوامات والتيارات القوية، وهي السبب الرئيسي في وقوع حوادث الغرق، ناصحًا روّاد البحر من الصغار والكبار، المحترفين بالسباحة أو غيرهم، بالامتناع عن نزول البحر للسباحة خلال هذه الفترة.
ولأن هذه الفترة تصادف أيضًا الإجازة الصيفية لطلاب المدارس، وكون العاصمة عدن تحيط بها شواطئ جميلة تجعلها متنفسًا مرتادًا من أهلها والقادمين إليها من بقية المحافظات، لذلك فإن الخبير جمال راشد نبّه إلى عدم نزول البحر للسباحة عند هبوب الرياح واضطراب البحر في الفترة المذكورة.
وحذر رئيس فريق "إنقاذ روح" البحرية من توقف الرياح فجأة ما يؤدي الى هدوء البحر، وهذا ما ينخدع به كثير من الراغبين بالسباحة، رغم أن الخطر ما زال قائمًا، داعيًا روّاد البحر إلى البقاء بالقرب من الشاطئ تحسبًا لأي طارئ.
معلومات مغلوطة
ويؤكد جمال راشد أن هناك العديد من الشباب خاطروا بالولوج لمسافات بعيدة من البحر، تحت إغراءات هدوء البحر المؤقت، لكنهم سرعان ما يفاجؤون بهبوب رياح شديدة تتسبب باضطراب البر وتمنعهم من العودة إلى الشاطئ نتيجة قوة التيار.
وواصل راشد نصائحه لمرتادي البحر من الأسر والأفراد والرحلات الجماعية، بالتوقف عن الذهاب إلى الجزر في رحلات بحرية أو لغرض ممارسة الصيد، في ظل هذه الأجواء المضطربة خلال الشهور المشار إليها.
كما دعا إلى عدم الإنصات للأشخاص الذين يُطمئنون الآخرين ويزعمون أنهم ماهرون بالسباحة وسيساعدونهم عند حدوث اضطراب للبحر أو حدوث حالة غرق، وقال: "هذا الكلام غير صحيح، فالكل معرض لحوادث الغرق سواءً كان المحترفون في السباحة أو المبتدئون".
وكشف راشد عن افتقار شواطئ مدينة عدن لأبسط وسائل الإنقاذ المناسبة، أو حتى لسباحي إنقاذ متخصصين؛ لذلك وجب التنبيه والتحذير، والأخذ بكل الاحترازات وتجنب التعمق عند السباحة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg جزيرة ام اند امز