أديبك 2023.. 4 أيام ترسخ مكانة الإمارات مركزا عالميا لتحول الطاقة
4 أيام فقط هي مدة معرض ومؤتمر "أديبك" 2023، لكنها كانت كفيلة بالكشف عن المكانة الراسخة التي تتمتع بها دولة الإمارات كمركز دولي لقيادة التحول نحو عالم واثق من تأمين طاقته وعازم على ضمان كونها نظيفة ومستدامة.
والمعرض الذي انطلق في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتختتم فعالياته اليوم، جمع على أرض الواقع مزيجا مثاليا من القادة والخبراء ورؤساء الشركات والمسؤولين والمبتكرين والمهتمين بالمناخ، لتكوين وجهة نظر أوسع وأعمق في قطاع الطاقة.
- "أدنوك" تُرسي عقداً يفوق 400 مليون دولار لتعزيز الطاقة النظيفة في "الرويس"
- أديبك 2023.. "الصناعة" الإماراتية تعتمد معيار "Green ICV" لتشجيع الاستدامة
صفقات ضخمة وتقنيات فريدة
صفقات مليارية وتقنيات تعرض لأول مرة وابتكارات تمهد الطريق نحو مستقبل أخضر وحوارات جريئة وجلسات ثرية ونقاشات مباشرة، كانت من بين أهم النتائج التي قاد "أديبك" العالم إليها في ظرف 4 أيام فقط.
وعلى سبيل المثال، أعلنت "أدنوك" عن توقيع اتفاقيات جديدة مع 30 شركة، لتصنيع مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية الأساسية في سلاسل التوريد بقيمة 2.7 مليار دولار، للإسهام في تسريع جهود خفض الانبعاثات.
منصة صنع المستقبل
وأثبت أديبك كونه المنصة المثالية لصنع المستقبل المستدام، كما جاء على لسان العديد من المشاركين فيه.
إذ أكدت الأميرة الدكتورة موراديون أوغونلانا، سفيرة الأمم المتحدة للسلام، المؤسس والرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية لصحة المرأة الأفريقية "AWHPI"، وذكرت أن معرض ومؤتمر "أديبك" يعتبر الملتقى الأكبر لقطاع الطاقة في العالم، ويسلط الضوء على أحدث الابتكارات التكنولوجية والشراكات وجهود التحوّل الرقمي المتعلّقة بالطاقة.
وقالت إن دولة الإمارات تعد لاعبا عالميا ومؤثرا في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى جهودها الرائدة في التصدي لقضايا التغير المناخي عالمياً.
مزيج مثالي من الحضور
من مايكروسوفت إلى أمازون إلى سامسونغ ومصدر وغيرها من مئات الشركات العالمية، احتشدت جميعها في "أديبك" للكشف عن رؤيتها لمستقبل الطاقة العالمي، وإسهاماتها في مسارات تحول الطاقة نحو الاستدامة وخفض الانبعاثات.
وقالت دايل كاردين، كبيرة المستشارين في مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي، إن "أديبك" يمثل قوة جذب هائلة لجمع صناع قطاع الطاقة من حول العالم، مشيرة إلى أن مشاركة الشركات الأمريكية فيه توفر فرصا كبيرة لها لبناء وتوثيق العلاقات، والتواصل والتعرف على أفضل الممارسات العالمية في القطاع والالتقاء بصنّاع القرار ورواد قطاع الطاقة والأعمال والمبتكرين على مستوى العالم.
ضوء على ريادة الإمارات في الطاقة النظيفة
سلط "أديبك 2023" أيضا الضوء على ريادة دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين وتقنيات التقاط الكربون وسياسات الانبعاثات الصافية الصفرية التي تحفظ المناخ وتوسع النمو الاقتصادي.
فقد أعربت جيليان كينج، مديرة تطوير الأعمال لدى مركز "نيت زيرو تكنولوجي" الاسكتلندي عن تطلع المركز للعمل مع شركات في دولة الإمارات لمساعدتها على الاستفادة من تكنولوجيا إزالة الكربون ودعمها في القيام بالاستثمارات التكنولوجية المفيدة في هذا المجال.
وأكدت أن معرض "أديبك" أثبت كونه داعما للابتكار بهدف إزالة الكربون في صناعة النفط والغاز العالمية.
التحضير الأمثل لـCOP28
جمع "أديبك" مزيجاً من الرؤى وأساليب التفكير التقدمي، وحرص على فتح الآفاق الواسعة أمام رواد الطاقة المتجددة، والتركيز على خفض غاز الميثان، ليصبح خير تحضير لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال سامر نجم، المدير الاستراتيجي لدى شركة "إيمرسون" العالمية في الإمارات وعمان ولبنان واليمن، إن استضافة دولة الإمارات مؤتمر الأطراف "COP28" قبل نهاية العام الحالي هو أكبر شاهد على مكانتها العالمية وريادتها في مختلف المجالات، فضلا عن جهودها الرائدة في مواجهة تغيرات المناخ.
فتح القضايا الرئيسية
فتح "أديبك" كل الملفات والقضايا الرئيسية، بما في ذلك أمن الطاقة وأسئلة القدرة على تحمل تكاليف التحول، والحاجة إلى حشد الاستثمار، والسياسات اللازمة لتسريع تحول الطاقة.
كما جمع خبراء من مختلف أنحاء النظام البيئي للطاقة وخارجه لمعالجة التحديات الحرجة المتعلقة بالطاقة والمناخ، ومناقشة تسريع العمل الجماعي والمسؤول، وإزالة الكربون بشكل أسرع وتأمين نظام الطاقة للمستقبل.
وقال طارق رزق، رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة "أس أل بي" الأمريكية (شلمبرجير سابقاً)، إن دولة الإمارات العربية المتحدة حافظت على مركزها كوجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، وأكد أن شركته افتتحت مؤخراً في أبوظبي مركز "Innovation Factori" للتعاون مع العملاء لحل التحديات التي يواجهونها باستخدام الذكاء الاصطناعي والقدرات الرقمية، وتقديم حلول رقمية مخصصة لهم لتسريع مساعيهم لتنمية الموارد.
وذكر أن التكنولوجيا الرقمية تلعب دورا محوريا في تعزيز الكفاءة التشغيلية والاستدامة.