بثقل 150 مليار دولار.. استراتيجية طموحة لـ«أدنوك» تعيد تشكيل أسواق الطاقة
تتحرك شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» بخطى متسارعة لإعادة تعريف موقعها في سوق الطاقة العالمي.
يتم ذلك عبر استراتيجية استثمارية ضخمة بقيمة 150 مليار دولار تستهدف تحويل الشركة من منتج عملاق للنفط إلى لاعب دولي متعدد الأبعاد في الطاقة.
ووفقا لتقرير نشره موقع "ديسكفري ألرت"، فإن هذا التوسع يأتي في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة العالمي تحولات كبيرة، بما في ذلك الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة، والتغيرات في أسواق النفط والغاز، والتحديات الجيوسياسية التي تؤثر على تدفقات الطاقة.
وتعتمد الخطة على ذراعها الاستثمارية الدولية XRG، التي شهدت نمواً لافتاً في قيمتها التشغيلية خلال عام واحد، حيث ارتفعت من نحو 80 مليار دولار إلى أكثر من 150 مليار دولار، في مؤشر واضح على توجه الشركة نحو بناء محفظة عالمية واسعة تتجاوز حدود السوق المحلي. ويعكس هذا النمو ثقة القيادة في قدرة الشركة على استثمار الفرص الدولية وتوسيع نفوذها في أسواق الطاقة المتنوعة.
وتمتلك XRG حاليا حصصا في شركات تابعة لأدنوك ومدرجة بالأسواق تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار، وتستهدف أن تكون ضمن أكبر 5 لاعبين عالميين في قطاعي الغاز والبتروكيماويات، مع العمل على توفير إمدادات الطاقة لتلبية الطلب المتزايد في عصر الذكاء الاصطناعي، حسبما أوردت بلومبرغ.
مرتكزات الخطة
تتبنى ذراع الاستثمار الدولي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» XRG استراتيجية استثمارية متكاملة تقوم على أربعة محاور رئيسية:
أولاً، التنويع الجغرافي من خلال الاستثمار في حقول الغاز بالمتوسط، وعقود الغاز المسال في الولايات المتحدة، وأصول الطاقة في أفريقيا، بما يتيح تقليل الاعتماد على سوق واحد فقط.
ثانياً، الاندماج الرأسي عبر دمج إنتاج النفط الخام مع الصناعات البتروكيميائية، لتعزيز السيطرة على سلسلة القيمة من الاستخراج حتى المنتج النهائي.
ثالثاً، الشراكات التكنولوجية، حيث تركز XRG على تأمين إمدادات الطاقة لقطاعات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وصناعة أشباه الموصلات، بما يواكب الطلب المتنامي على الطاقة في القطاعات عالية التقنية.
رابعاً، إدارة المخاطر من خلال بناء محفظة استثمارية تقلل من التعرض الجغرافي الفردي، ما يعزز قدرة الشركة على مواجهة تقلبات الأسواق والتحديات الجيوسياسية.
ميزة تنافسية… ومخاطر موازية
ويمنح حجم الاستثمارات الجديدة «أدنوك» قدرة على منافسة كبرى الشركات الدولية، فيما يشكّل الانتشار عبر أسواق متعددة درعاً يحميها من المخاطر الجيوسياسية وتقلبات الأسعار. وتعتمد الشركة بشكل متزايد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف، وهو ما يمثل ميزة إضافية في تعزيز الربحية والاستدامة.
وتكشف الخطة عن محاولة واضحة لإعادة تموضع «أدنوك» داخل سوق عالمي يشهد تنافساً حاداً وتحوّلاً في أنماط الطلب، بما يضع الشركة أمام فرصة تاريخية لتعزيز مكانتها الدولية. وإذا نجحت الشركة في إدارة هذا التحول المعقد، فقد تكرّس نفسها كأحد أهم النماذج الشرق أوسطية في إعادة ابتكار شركات الطاقة الوطنية، وتكون مثالاً على قدرة الشركات الإقليمية على المنافسة عالمياً. أما إذا تعثرت، فسيكون ذلك اختباراً لحدود الطموح في عصر تتسارع فيه تحولات الطاقة وتزداد فيه الحاجة إلى استراتيجيات مرنة ومستدامة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTA5IA==
جزيرة ام اند امز