مقتل مستشار مرشد إيران علي شمخاني بجراح «الأسد الصاعد»

أكدت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم السبت، مقتل الأدميرال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني للشؤون السياسية، متأثرًا بجروح أصيب بها أمس جراء غارات إسرائيلية استهدفت طهران.
وقالت وكالة أنباء "نور نيوز" التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني، إن شمخاني، مستشار علي خامنئي، فارق الحياة مساء السبت في أحد مستشفيات العاصمة طهران، وذلك نتيجة إصابته بجروح خطيرة يوم أمس.
ويُعدّ علي شمخاني، الذي ينحدر من أصول عربية ومن عشيرة بني تميم في مدينة الأهواز جنوب إيران، أحد أبرز الشخصيات الأمنية والسياسية في إيران خلال العقود الأربعة الماضية، حيث تميز بدوره المحوري في صياغة السياسات الاستراتيجية للبلاد، وجمع بين الحنكة العسكرية والرؤية الدبلوماسية في أكثر الملفات الإيرانية حساسية.
ابن الأهواز
وُلد علي شمخاني عام 1955 في مدينة الأهواز بمحافظة خوزستان ذات الغالبية العربية جنوب غرب إيران.
انخرط مبكرًا في الثورة، ثم انضم إلى صفوف الحرس الثوري الإيراني بعد انتصارها عام 1979. وخلال الحرب الإيرانية–العراقية (1980–1988)، برز كأحد القادة الميدانيين، وتولى مناصب متعددة داخل الحرس، خاصة في جبهات الجنوب.
من الجبهة إلى وزارة الدفاع
عُيّن شمخاني وزيرًا للدفاع في حكومة الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997–2005)، ليكون أول شخصية تنتمي إلى الحرس الثوري تتولى هذا المنصب خارج نطاق الجيش النظامي.
وخلال ولايته، سعى إلى تطوير القدرات الدفاعية الإيرانية، وركّز على برامج الإنتاج المحلي للمعدات العسكرية، بما في ذلك الأنظمة الصاروخية والإلكترونية.
رجل الأمن الأول (2013–2023)
في عهد الرئيس حسن روحاني، تولى شمخاني منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو الجهاز الأعلى المسؤول عن رسم السياسات الأمنية والاستراتيجية للبلاد، ويُعيّن أمينه العام بمرسوم من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وخلال هذه الفترة، لعب شمخاني دورًا أساسيًا في الملفات النووية، والعلاقات مع القوى الكبرى، إضافة إلى القضايا الإقليمية مثل سوريا والعراق واليمن. كما كان من الشخصيات المحورية في تنسيق السياسة الأمنية مع الحرس الثوري والجيش ووزارة الخارجية.
دور بارز في المصالحة مع السعودية
في مارس/آذار 2023، برز اسم شمخاني دوليًا بعدما قاد المفاوضات التي استضافتها الصين، وأسفرت عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية بعد قطيعة استمرت سبع سنوات. وقد اعتُبر هذا الإنجاز تتويجًا لمسيرته الدبلوماسية قبل مغادرته منصبه.
وفي مايو/أيار 2023، أُعفي شمخاني من منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وخلفه اللواء علي أكبر أحمديان. ورغم ذلك، لا يزال يحتفظ بعضويته في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ما يبقيه في دائرة صنع القرار العليا في إيران. كما عيّنه المرشد علي خامنئي مستشارًا له للشؤون السياسية.
شخصية وسطية ومواقف براغماتية
يُعرف علي شمخاني بميله إلى الاعتدال السياسي والواقعية في التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية. وقد استطاع أن يحافظ على علاقات جيدة مع مختلف التيارات الإيرانية، مما مكّنه من لعب دور الوسيط في أوقات الأزمات.