240 مليار درهم استثمار أجنبي مباشر بحلول 2031.. هدف استراتيجي للإمارات

تستهدف دولة الإمارات رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في 2023 إلى 240 مليار درهم (65.4 مليار دولار) في 2031.
وترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في قصر الوطن بأبوظبي، بحضور الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، والشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي.. أقررنا في بدايته استراتيجيتنا الوطنية للاستثمار خلال السنوات الست القادمة، الهدف سيكون رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم في 2023 (30.4 مليار دولار) إلى 240 مليار درهم (65.4 مليار دولار) في 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة من 800 مليار درهم (217.8 مليار دولار) إلى 2.2 تريليون درهم (599 مليار دولار) خلال السنوات الست القادمة. وستركز الاستراتيجية على قطاعات الصناعة، والخدمات اللوجستية، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات.. دولة الإمارات مستمرة في تطوير الاقتصاد، وفتح الأسواق، وجذب الاستثمارات، وخلق أفضل بيئة للأعمال عالمياً".
كما قال: "واستعرضنا خلال الاجتماع نتائج شراكة دولة الإمارات الاستراتيجية مع الدول الأفريقية، حيث تم إنجاز 95% من المبادرات التي تم اعتمادها سابقاً، ونتج عن ذلك ارتفاع حجم التجارة الإجمالي مع دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من 126.7 مليار درهم (34.5 مليار دولار) في 2019 إلى 235 مليار درهم (63.9 مليار دولار) خلال خمس سنوات بنمو بلغ 87%.. وستستمر بلادنا في بناء جسور اقتصادية جديدة مع كافة قارات العالم، وترسيخ موقعها حلقة وصل تجارية عالمية بين مختلف قارات العالم".
وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "واستعرضنا خلال الاجتماع أيضا نتائج الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي والهادفة لرفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4%.. مستمرين في تعزيز مكانة الدولة في الاقتصاد الرقمي العالمي عبر العديد من المبادرات والمشاريع الوطنية الطموحة خلال السنوات الست القادمة".
وتفصيلاً، اعتمد مجلس الوزراء خلال الاجتماع الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 والتي تهدف إلى جعل دولة الإمارات وجهة رائدة للاستثمارات بحلول عام 2031، ومحوراً استثمارياً عالمياً استراتيجياً مما يعزز مكانتها مركزاً رئيسياً لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وستركز الاستراتيجية على 5 قطاعات ذات أولوية، هي الصناعة، والخدمات المالية، والنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة والمياه، والاتصالات وتقنية المعلومات، ودعم هذه القطاعات بمحور الاستثمارات في البنية التحتية والتي تشمل قطاع النقل وقطاع الطاقة والمرافق.
وشملت الاستراتيجية 12 برنامجاً وطنياً جديداً ضمن الأولويات المحددة، إضافة إلى 30 مبادرة ضمن هذه البرامج، وستساهم هذه الاستراتيجية في رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة للدولة من 112 مليار درهم (30.4 مليار دولار) في عام 2023 إلى 240 مليار درهم (65.4 مليار دولار) في عام 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي بالدولة من 0.8 تريليون درهم (217.8 مليار دولار) في عام 2023 إلى أكثر من 2.2 تريليون درهم (599 مليار دولار) في عام 2031، مع رفع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر من إجمالي الاستثمارات (المحلية والأجنبية) إلى أكثر من 30%، ورفع مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 8%.
وحددت الاستراتيجية الجديدة القطاعات الفرعية الرئيسية التي ستُساهم في دفع النمو المرجوّ للاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات، وشملت القطاعات المعتمدة على الصادرات، ومجالات تحقيق الاكتفاء الذاتي مثل الأغذية والتكنولوجيات الزراعية والمستحضرات الدوائية، والصناعات المتقدمة مثل صناعة أشباه الموصلات، إضافة إلى أسواق رأس المال متمثلةً في إدارة الأصول والبنوك الاستثمارية، والتخزين والمستودعات، والشحن والتوزيع، والشركات المستقلة لإنتاج الطاقة والمياه، والاقتصاد الدائري كقطاع معالجة النفايات والمياه، وقطاع إنتاج الهيدروجين، ومعالجة البيانات واستضافتها، والبرامج والخدمات التقنية المتقدمة.
- «إيه آي كيو» ترسي عقداً لنشر حل وكلاء الذكاء الاصطناعي في عمليات «أدنوك»
- بقيمة مليار دولار.. «مبادلة» و«ألفا ظبي» تطلقان محفظة مالية لدعم استثمار مشترك
وفي الشؤون الاستثمارية والاقتصادية أيضاً، استعرض مجلس الوزراء نتائج الشراكات الاقتصادية بين دولة الإمارات والدول الأفريقية، حيث نجحت جهود التعاون في هذا الإطار في إنجاز أكثر من (95%) من البرامج والمبادرات المحددة لتعزيز هذا الجانب، حيث تم إطلاق المنصة الرقمية "بوابة إفريقيا للاستثمار الإماراتي" بهدف تحفيز الشركات العاملة في الدولة على الاستثمار والتوسع في الأسواق الأفريقية وتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين دولة الإمارات والدول الأفريقية، إضافة إلى تنظيم منتدى اقتصادي لاستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الناشئة في قارة أفريقيا، وتعزيز التعاون بين الأسواق الآسيوية والأفريقية عبر دولة الإمارات في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، ونتج عن هذا التعاون نمو حجم التجارة الخارجية بين دولة الإمارات ودول جنوب الصحراء الأفريقية إلى (39.4) مليار دولار (10.7 مليار دولار) خلال النصف الأول من عام 2024، بنمو (21.9%) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، ونمو قيمة واردات دولة الإمارات من دول أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة (26.6%) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وارتفاع إجمالي حجم التجارة بين دولة الإمارات وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من 34.5 مليار دولار (9.4 مليار دولار) في عام 2019 إلى 64 مليار دولار (17.4 مليار دولار) في عام 2023، وهو ما يمثل نمواً بنسبة تصل إلى 87% على مدى فترة السنوات الخمس الماضية.
وتعزيزاً لريادة دولة الإمارات في قطاع الاستدامة والحفاظ على البيئة، اعتمد مجلس الوزراء إطلاق البرنامج الوطني للشهادات الخضراء في المباني وهو نظام تصنيف يتم تطبيقه بشكل طوعي في مرحلته الأولى، ويُعنى بتقييم واعتماد المباني المستدامة وفق أعلى المعايير البيئية، ويستهدف المباني التجارية، والفنادق والضيافة، والمنشآت الصناعية، والمباني الحكومية، والمجمعات السكنية، حيث سيعمل البرنامج على تحفيز كفاءة الطاقة في تلك المنشآت، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية من خلال تطبيق ممارسات مستدامة وتحقيق انخفاض في استهلاك الطاقة والمياه، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنمية سوق شركات خدمات الطاقة في الدولة.
ويُعد برنامج الشهادات الخضراء في المباني من البرامج الداعمة للبرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050 في مجال ترشيد الاستهلاك على مستوى الدولة، والذي يهدف إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة (50%) وخفض استهلاك المياه بنسبة (40%) بحلول عام 2050، على أن يتم تطبيق البرنامج الوطني بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الاتحادية والجهات المحلية ومطوري العقارات ومؤسسات القطاع الخاص.
وفي القطاع الصناعي، استعرض مجلس الوزراء نتائج تنفيذ برنامج التحول التكنولوجي الصناعي على مستوى الدولة، حيث تم إطلاق مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي لقياس مستوى النضج الرقمي في القطاع الصناعي في الدولة وهو يُعد المؤشر الأول من نوعه لقياس التحول التكنولوجي وممارسات الاستدامة في المصانع، وإطلاق برنامج التحول 4.0 الذي يهدف إلى تسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاع الصناعي في الإمارات، بما يتماشى مع مشروع الـ (300 مليار)، وإطلاق مراكز تمكين الصناعة بهدف تعزيز تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتحفيز تبني التكنولوجيا المتقدمة في القطاع الصناعي الوطني، وإطلاق حزمة من الحوافز النوعية لتسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاع الصناعي وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية.
كما شملت النتائج دليل حالات الاستخدام لمؤشر التحول التكنولوجي الصناعي، وإطلاق "برنامج التدريب العالمي لمقيمي مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي" بهدف اعتماد المؤشر كمعيار عالمي لقياس النضج التكنولوجي في القطاع الصناعي وتدريب المقيّمين المعتمدين له في الخارج، وإطلاق جائزة مصنع المستقبل تحت مظلة جوائز "اصنع في الإمارات" التي تعنى بالاحتفاء بالتميز والإبداع والابتكار في القطاع الصناعي، وتكرم المبدعين والروّاد وأصحاب الرؤى والمساهمات المتميزة والشركات الصناعية الرائدة والأكثر مشاركة في النمو الصناعي والتكنولوجي والتوطين والاستدامة والابتكار في القطاع الصناعي في دولة الإمارات.
كما اطلع المجلس على نتائج تطبيق الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي 2031، والتي تهدف إلى إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4%، وأن تصبح دولة الإمارات مركز الاقتصاد الرقمي الأكثر ازدهاراً في المنطقة وعلى مستوى العالم، حيث شملت المشاريع والمبادرات المنجزة ضمن الاستراتيجية إطلاق جائزة إماراتية لتشجيع الابتكار في مجالات التكنولوجيا، وبرنامج جذب وتمكين الشركات الرائدة لبناء مراكز بيانات خضراء، وإطلاق منصة متكاملة للتعلم عن بعد من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر لتطوير المدارس في العالم العربي، وإطلاق عشرة صناديق مؤسسية لرأس مال المخاطر، إضافة إلى إعداد شبكة التوصيل والتشغيل لإنترنت الأشياء لتكون ضمن المراكز العشرة الأولى في تصنيف تكنولوجيا المستقبل في مؤشر جاهزية الشبكة، ومشروع تسريع المدفوعات الرقمية من خلال إطلاق وتشغيل أنظمة الدفع الفوري.