أفغانستان.. إشادات دولية تتوج الإمارات عاصمة لـ"الإنسانية"
إشادات دولية تتواصل بجهود الإمارات الإنسانية في الأزمة الأفغانية، تتزامن مع إحياء العالم يوم العمل الإنساني في 19 أغسطس/ آب من كل عام.
تأتي تلك الإشادات الدولية وهذه الاحتفالية العالمية، في وقت يسجّل فيه تاريخ الإنسانية بأحرف من نور، مبادرات وجهود الإمارات لإغاثة المحتاجين حول العالم.
أيادي الإمارات البيضاء امتدت لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
تلك الاستراتيجية الإنسانية ظهرت بشكل جلي خلال الأزمة الأفغانية الحالية، على أكثر من صعيد، وعلى أكثر من مستوى.
وفي هذا الصدد، استقبلت دولة الإمارات الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني وأسرته في البلاد وذلك لاعتبارات إنسانية.
أيضا ساعدت الإمارات العديد من الدول على إجلاء رعاياها من أفغانستان في الظروف الراهنة.
وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة نقطة محورية في جهود الإجلاء من أفغانستان، ويأتي ذلك في إطار جهودها الإنسانية للتيسير على كافة الأطراف في ظل تلك الظروف.
شكر أسترالي وإشادة بريطانية
ووجهت أستراليا رسالة شكر للإمارات، الخميس، على دورها في عملية إجلاء الرعايا الأستراليين من أفغانستان .
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من سكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا.
وأعرب موريسون، خلال الاتصال، عن شكره و تقديره للدعم الذي قدمته دولة الإمارات لبلاده في إجلاء رعايها، إضافة إلى إجلاء البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول الصديقة.
على صعيد ذي صلة، وجهت المملكة المتحدة، الشكر لدولة الإمارات على الدعم الذي قدمته في عملية إجلاء مواطنين بريطانيين وأفغان من أفغانستان.
جاء ذلك خلال حديث جمع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، ووزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، وفق ما أعلنته الخارجية البريطانية.
وكتب حساب وزارة الخارجية البريطانية على موقع "تويتر"، الخميس، "وزير الخارجية دومينيك راب، تحدث مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي وشكره على الدعم الذي قدمته الإمارات لإرسال موظفين وعسكريين بريطانيين إلى أفغانستان، وإعادة مواطنين بريطانيين والأفغان الذين ساعدوا جهود المملكة المتحدة طوال 20 سنة الماضية".
يأتي هذا فيما تواصل بريطانيا عمليات إجلاء رعاياها وعدد من الأفغان من كابول حيث تسيطر طالبان على محيط مطارها الدولي، عبر دبي التي تحط فيها الطائرات في طريق عودتها.
ويتواصل إجلاء آلاف الدبلوماسيين والأجانب والأفغان الذين عملوا معهم، في ظروف صعبة في كابول منذ سقوطها في قبضة طالبان الأحد.
ومنذ يوم الأحد الماضي، أقيم جسر جوي تشارك فيه طائرات من العالم أجمع لإجلاء الأجانب والأفغان، إلى مطار كابول الذي اجتاحته حشود تريد الفرار من البلاد.
وأصبحت الإمارات العربية المتحدة نقطة محورية في جهود الإجلاء من أفغانستان، ويأتي ذلك في إطار جهودها الإنسانية للتيسير على كافة الأطراف في ظل تلك الظروف.
وكانت الحكومة البريطانية أعلنت الأربعاء، أنها أجلت 306 بريطانيين و2052 أفغانيًا.
وفي غضون عشرة أيّام، تمكّنت طالبان من السيطرة على جميع المناطق الأفغانيّة تقريباً بعد هجوم واسع النطاق بدأته في مايو/أيار مع بدء الانسحاب الكامل للقوّات الأجنبيّة وخصوصاً الأمريكية من البلاد.
ثناء فرنسي
الشكر البريطاني للإمارات يأتي بعد يومين من شكر فرنسي مماثل، حيث أثنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي على جهود الإمارات في مساعدتها على إجلاء رعايا بلادها من أفغانستان في ظل الظروف الراهنة.جاء ذلك خلال اتصال هاتفي ، الإثنين، تلقاه وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي محمد بن أحمد البواردي من وزيرة الجيوش الفرنسية، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام).
وبحث الجانبان علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين، خاصة فيما يتعلق بالمواضيع الدفاعية والعسكرية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تطويرها بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.
وأكد البواردي حرص واستعداد الإمارات الدائم لتقديم كافة أشكال الدعم ومد يد العون للدول الشقيقة والصديقة لدعم الجهود الدولية المشتركة بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة.
تكريم الأبطال
على صعيد ذي صلة، قلد الفريق الركن مهندس عيسى سيف بن عبلان المزروعي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية، أمس الأربعاء، عددا من أبطال القوات المسلحة "وسام الشجاعة" و "وسام الإمارات العسكري" وذلك لمواقفهم البطولية خلال أداء عملهم في عملية إجلاء الدبلوماسيين الإماراتيين من مطار كابل في أفغانستان في ظروف قاهرة.وأعرب الفريق عيسى عن اعتزاز وفخر قيادة وشعب الإمارات بأبطالها من منتسبي القوات المسلحة من حماة الوطن على ما يقدمونه لوطنهم وشعبهم من مواقف بطولية وأعمال مشرفة تعكس قيمهم الأصيلة في الشجاعة والعطاء والإخلاص والتفاني.
استقبال إنساني
قيم الإمارات الأصيلة والنبيلة، ظهرت أيضا بشكل جلي في الموقف الإنساني التي سجلته دولة الإمارات في تلك الأزمة.وأفادت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، بأن دولة الإمارات استقبلت الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني وأسرته وذلك لاعتبارات إنسانية.
وكان الرئيس الأفغاني السابق خرج من البلاد بعد استيلاء طالبان على السلطة.
عاصمة الإنسانية
جهود إنسانية تتواصل في وقت تشارك فيه الإمارات، العالم احتفاله بيوم العمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس من كل عام وفي سجلها تاريخ حافل من الإنجازات غير المسبوقة التي جعلتها في الصدارة إقليميا وعالميا في مجالي العمل الإغاثي والإنساني.وبالتزامن مع ذلك اليوم أعلنت الإمارات منح الإقامة الذهبية لرواد العمل الإنساني في مبادرة جديدة تستهدف تكريمهم وتمكينهم.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فتح باب الحصول على الإقامة الذهبية في دولة الإمارات للعاملين في قطاع العمل الإنساني بالتزامن مع اليوم العالمي للعمل الإنساني الموافق 19 أغسطس/ آب من كل عام.
وأكد أن دولة الإمارات تفتح أبوابها لكفاءات العمل الخيري والإنساني من أي مكان من العالم لأنهم يصنعون بجهودهم وتضحياتهم الأمل والمستقبل، وأوضح أن: "الإمارات ليست فقط عاصمة اقتصادية بل عاصمة إنسانية وحضارية".
ويتيح نظام الإقامة الذهبية للمستفيدين منه في دولة الإمارات، من الوافدين وعائلاتهم الراغبين بالقدوم للعمل والعيش والدراسة في الدولة، إمكانية التمتع بإقامة طويلة الأمد.
وطبقت دولة الإمارات نظام "الإقامة الذهبية" ليشمل منح تأشيرة الإقامة طويلة الأمد، لخمس أو عشر سنوات، تُجدد تلقائياً، عند توافر نفس الشروط، وذلك لفئات معينة تشمل المستثمرين والأطباء، ورواد الأعمال، وأصحاب المواهب التخصصية من العلماء والمبدعين والمخترعين وأصحاب القدرات المتميزة، والأطباء وأصحاب الاختصاص، والباحثين في مجالات العلوم والمعرفة المختلفة والطلبة النوابغ.
ومن شأن هذه الهدية الإماراتية دعم مسيرة العمل الإنساني حول العالم وتشجيع فئات جديدة على الانخراط فيه.
وتأتي الإشادات الدولية المتواصلة بجهود الإمارات لتتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، بلغت خلالها حجم المساعدات الإماراتية الخارجية 320 مليار درهم في 201 دولة، ونجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياسا إلى دخلها القومي.
جهود إنسانية تتزايد وإشادات دولية تتواصل لترسخ الإمارات مكانتها كعاصمة إنسانية وحضارية بإنجازات ومبادرات نوعية.