حكومة بالمنفى.. المعارضة الأفغانية تدرس إعادة ترتيب الصفوف

فر قادة المعارضة المسلحة الأفغانية ضد طالبان خارج البلاد ومن هناك يعملون على تجميع صفوفهم بهدف تشكيل حكومة بالمنفى.
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية نقلت عن مسؤولين يعيشون بالخارج قولهم إن ساسة أفغانا، بينهم وزراء ونواب برلمانيون من الحكومة المقالة بالإضافة إلى شخصيات عسكرية بارزة، موجودون في طاجيكستان، ويسعون للحصول على دعم مالي وعسكري لتعزيز معارضة رسمية أمام طالبان.
وأشارت المجلة إلى أن أحمد مسعود، ابن زعيم المعارضة الشهير ونائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، اللذين قادا مقاومة لفترة قصيرة في بنجشير، هربا عبر الحدود بالأسابيع الأخيرة عقب فشل جهودهما في الصمود ضد الحركة التي سيطرت على البلاد.
وقال مسؤول أمني أفغاني سابق للمجلة، مفضلا عدم كشف هويته، إن المعارضة تتكون من ثلاث فئات: أنصار صالح وجبهة المقاومة الوطنية بزعامة مسعود، وضباط سابقون بينهم جنرالات من قوات الأمن والدفاع الوطني الأفغاني، بالإضافة إلى مسؤولين كبار من وزارتي الدفاع والداخلية السابقتين، ووزراء سابقين ونواب.
وأشار المسؤول إلى أن المناقشات في مراحلها الأولى، ولم تتوحد المجموعات أيديولوجيا بعد.
وطبقًا للمجلة الأمريكية، يتعاون بعض اللاعبين الكبار، من بينهم وسطاء سلطة، من خارج طاجيكستان، ومن المتوقع أن ينتقل بعضهم إلى هناك قريبا.
ولا يبدو أن الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، الذي مهدت مغادرته المفاجئة من البلاد في 15 أغسطس/آب الماضي الطريق أمام طالبان لدخول كابول وإعلان النصر، جزءًا من مناقشات تشكيل الحكومة في الخارج.
وترى المجلة أن احتمال تشكيل حكومة في المنفى يثير مخاوف من أن تستهلك الحرب الأهلية أفغانستان مجددًا؛ حيث أن عدم وجود دولة أو راع للتمرد المسلح يجعل من غير المحتمل أن تتمكن المعارضة من دعم تطلعاتها مع القوة العسكرية، على الأقل بالمستقبل المنظور.
معركة بالوكالة؟
لكن في حال تشكلت حكومة في المنفى، فإنه لا يزال هناك احتمال لمعركة إقليمية بالوكالة تشبه ما حدث في ليبيا، بحسب المسؤول الأمني.
وإذا كانت المقاومة تحاول الآن إعادة تنظيم صفوفها في طاجيكستان، فربما يرجع ذلك إلى أن الجهود المبذولة لاتخاذ موقف أخير في بنجشير كانت سابقة لأوانها ومبنية على أسس غير مستقرة.
وقال مصدر عمل عن كثب مع صالح في الحكم: "كانت المقاومة في بنجشير فكرة سيئة. ضحوا بحيات أهل بنجشير. القاعدة الأولى للحرب هي اختيار معركة يمكنك الفوز فيها."
وسقطت الولايات – التي صمدت أمام الاتحاد السوفيتي وطالبان تحت قيادة مسعود الأب منذ جيل – في أيدي الحركة بداية سبتمبر/أيلول الجاري، بعد قطع الاتصالات والانترنت ومحاصرتها.
ومنذ ذلك الوقت، لم تتهاون طالبان في سحق المعارضة، واحتجاز وحتى في بعض الحالات قتل المرتبطين ببنجشير، وليس فقط المقاومة، وكان روح الله عزيز شقيق صالح قد تعرض للتعذيب وتم إعدامه في 9 سبتمبر/أيلول الجاري.
واقترح مستشارو المعارضة أن يتبع صالح ومسعود قواعد اللعبة التي انتهجتها طالبان بعدما أطاح الغزو الأمريكي بنظام الحركة نهاية عام 2001، وهي إعادة تنظيم الصفوف وطلب الدعم والتوسع.