تداعيات الانسحاب.. فرار آلاف الأفغان مع احتدام معارك الجنوب
فر آلاف الأفغان من منازلهم جراء اندلاع معارك عنيفة بين القوات الحكومية وحركة طالبان في ولاية جنوبية مع بدء سحب القوات الأمريكية.
وكشف سيد محمد رامين مدير شؤون اللاجئين في المنطقة عن أن نحو ألف عائلة فرت من منازلها هربا من القتال الذي اندلع على مشارف مدينة "لشكر غاه" عاصمة ولاية هلمند وفي أجزاء أخرى من الولاية.
وأشار الى أن العائلات لجأت إلى "لشكر غاه" من مناطق اشتد فيها القتال في اليومين الماضيين.
وقال رامين، لوكالة فرانس برس :"سندرس احتياجاتهم غدا لكن كثيرين ممن لم يجدوا مأوى في المدينة يحتاجون إلى مساعدة عاجلة".
وصدت القوات الأفغانية هجمات لطالبان على عدة نقاط تفتيش خلال الساعات الـ 24 الماضية في ولاية هلمند، حيث سلم الجيش الأمريكي قاعدة للقوات الحكومية في إطار انسحابه الرسمي الذي بدأ في الأول من مايو/أيار الجاري.
والإثنين، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية أن قواتها قتلت أكثر من 100 من مقاتلي طالبان في هلمند في الساعات الـ 24 الماضية.
وقالت الوزارة إن 22 آخرين من مقاتلي القاعدة من باكستان قتلوا في المعارك.
وأشار مسؤولون إن مقاتلي طالبان استولوا في البداية على بعض نقاط التفتيش، لكن القوات الحكومية استعادت السيطرة عليها بعد صدها للمسلحين.
وقال رئيس مجلس ولاية هلمند عطاء الله أفغاني، لوكالة فرانس برس ، إن "العدو خسر الأن كل المناطق التي استولى عليها وتكبد خسائر فادحة".
من جهتها، أعلنت طالبان أن عشرات الجنود الأفغان قتلوا في معارك.
وبعد نحو 20 عاما من دخول القوات الأمريكية مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي أفغانستان والإطاحة بنظام طالبان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، أمر الرئيس جو بايدن في أبريل/نيسان بتنفيذ انسحاب نهائي لقواته.
وأثارت هجمات طالبان على القوات الحكومية مخاوف من تعرض القوات الأمريكية للأمر نفسه خلال انسحابها.
يأتي ذلك فيما أشار تقييم نشره كبار محللي المخابرات الأمريكية الثلاثاء إلى أن طالبان "ستقلص قدرا كبيرا" من التقدم الذي تم إحرازه في مجال حقوق المرأة الأفغانية إذا استعادت السلطة في البلاد.
ومن المرجح أن يعزز تقرير مجلس المخابرات الوطني الأمريكي المخاوف من أن تستأنف طالبان المعاملة القاسية التي عانت منها النساء والفتيات في ظل حكمها فيما بين عامي 1996و2001 إذا انتصر المتمردون في حرب أهلية شاملة.