مسيرة الحفاة.. خطوات نشطاء أفغان على طريق إنهاء 17 عاما من الحرب
إراقة الدماء بددت آمال تحقيق انفراج في الصراع بأفغانستان لكن متظاهري السلام يرون أن الانتكاسات تجعل مهمتهم أكثر أهمية من أي وقت مضى
بعد 3 أيام من السير حافي القدمين على جانب طريق سريع من كابول رفقة 50 من نشطاء السلام الآخرين، وصل عبد الملك حمدارد، وهو مدرس حاسب آلي إلى قرية زراعية تبعد نحو 64 كم إلى الشمال من العاصمة الأفغانية.
ومن أجل الدعوة إلى قضيته، وإنهاء الحرب الدائرة في أفغانستان منذ 17 عاما، يعتزم حمدارد الاستمرار في حملته بغض النظر عن الآلام والأذى الذي يلحق بقدميه، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".
"الحرب تقتل الشعب الأفغاني كل يوم" بهذه الكلمات استهل حمدارد، (27 عاما) تصريحاته للصحيفة الأمريكية، بينما توقفت المجموعة للراحة بأحد المساجد.
وأشار إلى أنه فقد 3 إخوة جراء النزاعات المسلحة في السنوات الخمس والعشرين الماضية، مضيفا: "سنمشي من كابول إلى مزار من أجل السلام"، في إشارة إلى مدينة مزار الشريف الشمالية التي تبعد نحو 322 كم شمالا.
ورأت الصحيفة أن الجهود الجديدة للمجموعة تأتي في الوقت المناسب رغم أنها تبدو "دونكيشوتية"، ففي الأسابيع الماضية، اندلعت موجة من أعمال العنف التي يشنها الإرهابيون في أنحاء البلاد، كان آخرها هجوم كبير شنه عناصر حركة "طالبان" في مدينة غزنة (جنوب شرق) أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 120 شخصا، وتفجير انتحاري في كابول من قبل مليشيا تنظيم "داعش" حصد أرواح ما لا يقل عن 34 شخصا.
وأشارت إلى أن تجدد إراقة الدماء بدد آمال تحقيق انفراج في الصراع عقب وقف إطلاق نار أقر في يونيو/حزيران الماضي، واجتماعات دبلوماسية رفيع المستوى مع ممثلي طالبان في يوليو/تموز الماضي؛ لكن متظاهري السلام قالوا إن هذه الانتكاسات تجعل مهمتهم أكثر أهمية من أي وقت مضى.
وكانت المجموعة تشكلت في الأصل في مقاطعة هلمند الجنوبية بعد تفجير في مارس/آذار، ونظموا مظاهرات سلمية هناك، ثم في مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين، سار 8 من أعضائها مسافة تزيد عن 482 كم إلى كابول لإقناع الحكومة بالتفاوض مع عناصر "طالبان".
وخلال هذه الرحلة، تحدوا الشمس الحارقة والعواصف الترابية، لكن أعدادهم تزايدت إلى أكثر من 100 شخص، وفي بعض الأحيان، كما يقولون، واجهوا مسلحي "طالبان"، وتوسلوا إليهم من أجل إنهاء الحرب.
وفي كابول، نصبت المجموعة خياما خارج سفارات باكستان والولايات المتحدة وبلدان أخرى، واجتمعت مع الدبلوماسيين وطلبت منهم زيادة الدعم للتوصل إلى اتفاق سلام، كما التقوا بالمسؤولين الأفغان، ومنهم الرئيس أشرف غاني، وطالبوهم باتخاذ "خطوات عملية" لإنهاء الحرب.
لكن قادة الجماعة قالوا إن الاجتماعات لم تسفر عن أي نتائج، فقرروا أن يستأنفوا مسيرتهم السلمية مجددا، حيث يسير نصف النشطاء حفاة.
وقال زعيم الحركة، محمد إقبال خيبر (27 عاما)، الذي كان يدير سابقا عيادة طبية خاصة في لاشكار جاه عاصمة إقليم هيلمند: "أخبرتهم أن الأفغان فقدوا الثقة فيكم تماما. لقد قطعتم وعودا فقط طيلة 17 عاما، ولم نشهد خطوات عملية نحو السلام".
وردا على أولئك الذين ينتقدون المتظاهرين للمشي حفاة القدمين، أضاف خيبر: "نحن نؤذي أنفسنا لتوعيتكم. لماذا أنتم صامتون؟".
وعلى الرغم من التصاعد الأخير في أعمال العنف، لا تزال نشطاء السلام يأملون في وقف إطلاق النار للمرة الثانية خلال الأسبوع المقبل الذي يوافق عيد الأضحى.
aXA6IDE4LjIyNi4xNzcuMjIzIA==
جزيرة ام اند امز