بـ"رسائل مهذبة".. طالبان تتواصل مع الدبلوماسيين الأفغان
بعد سيطرة سريعة على السلطة، تحاول حركة طالبان التواصل مع 65 سفيرا لأفغانستان في دول العالم المختلفة، بـ"رسائل مهذبة"، وفق تقرير أمريكي.
وبعد أسبوع فقط على وصول طالبان إلى السلطة في كابول منتصف أغسطس/آب 2021، بدأت الحركة التواصل مع سفراء أفغانستان بالخارج.
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن الدبلوماسيين الأفغان شاهدوا من بعيد انهيار الحكومة التي عملوا لصالحها، بسرعة هائلة.
وتابعت "في الوقت الحالي، تتولى طالبان المسؤولية، وتريد الحديث عن مستقبل الـ65 دبلوماسيا بالخارج".
وقال دبلوماسيون للمجلة إن بعض الرسائل التي أرسلت عبر البريد الإلكتروني وتطبيق "واتسآب"، كانت مهذبة على نحو غير معهود، وهو أمر غريب على الحركة المعروفة بشن هجمات انتحارية على المساجد والمشافي، وتنفيذ عمليات إعدام جماعية بملاعب كرة القدم.
وفي الولايات المتحدة، تسلمت القنصليات الأفغانية رسائل استهلالية بسيطة، وبدت أخرى أشد صرامة؛ حيث بدأت سفارة في أوروبا تلقي رسائل بريد إلكتروني من عنوان البريد الخاص بطالبان يطلب من الدبلوماسيين إرسال أسمائهم وخطط عملهم.
وفي العديد من الرسائل عبر "واتسآب" والبريد الإلكتروني، كان لطالبان طلب رئيسي: عقد لقاء بين السفراء الأفغان ووزير خارجية طالبان بالوكالة أمير خان متقي، عبر الإنترنت.
واعتبر كثير من الدبلوماسيين المنفيين تلك الرسائل مؤشرًا على أن الحركة تخطط للسيطرة على مراكزهم بالخارج.
وقال سفير أفغاني في أوروبا لـ"فورين بوليسي": "تحدثت مع عدد من سفرائنا، وقولت: ماذا ستفعلون؟".
وبالرغم من أن بعض الدبلوماسيين الآخرين أعربوا عن اهتمامهم بحضور لقاء متقي، حث السفير الأفغاني في أوروبا، زملاءه على الحذر.
وأضاف الدبلوماسي في رسالة لزملائه: "سيقولون -أي طالبان- تحدث الوزير مع السفراء اليوم، وأعطاهم التوجيهات.. يعني هذا عمليا أن السفراء تحت ولاية طالبان".
ووفق المجلة، تم إلغاء الاجتماع الافتراضي في وقت لاحق لكنها لم تبين إن كان ذلك نتيحة لرسالة الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أم لا.
وضع صعب
وتحدثت "فورين بوليسي" مع عدد من السفراء الأفغان والدبلوماسيين الذين ما زالوا يعملون بتلك السفارات حول تجربتهم، وكيف يتعاملون مع الواقع الجديد لأفغانستان الواقعة تحت سيطرة طالبان.
وأوضح ناصر أنديشا، السفير الأفغاني والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف: "كان الأمر يشبه.. حسنا، نريد التحدث مع جميع السفارات والسفراء. الآن لدينا نظام جديد، لذا يجب أن تكون قيم طالبان هي قيم السفارة. يتعين عليك العمل بشكل أساسي بناء على متطلبات الإمارة".
ومع صعود طالبان في كابول، أصبحت السفارات الأفغانية في الخارج أمام واقع جديد.
ويشعر الدبلوماسيون بالخوف من العودة إلى وطنهم، وتواجه البعثات التي يقودونها واقعا مجهولًا تماما.
وبالإضافة إلى التبعات النفسية لرؤية انهيار حكومتهم ومجابهة مستقبل مجهول لعائلاتهم وأحبائهم في الديار، يحاول الدبلوماسيون الأفغان الآن التفكير فيما إذا كانوا سيستمرون في إدارة السفارات، وكيف سيدفعون فواتير المرافق مع نفاد المال.
ولا يزال الدبلوماسيون، الذين تحدثت "فورين بوليسي" معهم بشأن أوضاع السفارات الأفغانية والقنصليات حول العالم، يعملون خارجة سلطة طالبان، إذ لم تذعن أي سفارة حتى الآن لسلطة الحركة.
aXA6IDMuMTQ5LjI3LjMzIA== جزيرة ام اند امز