استراتيجية أمريكية لدعم أفغانستان ومخاوف من "جحيم على الأرض"
ترسم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استراتيجية لأفغانستان بعد إتمام الانسحاب العسكري، تتركز حول تعزيز الدعم الاقتصادي للحكومة، حتى مع "تزايد شكوك" العديد من الأفغان حول كفاءة الحكومة.
جاء ذلك بحسب وثيقة داخلية لوزارة الخارجية الأمريكية مرسلة إلى الكونجرس وحصلت عليها مؤخرًا مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
رواية تفصيلية
وطبقًا للمجلة، يعرض هذا التقييم أحد أكثر الروايات تفصيلًا حتى الآن حول كيف تدرس إدارة بايدن تعامل الولايات المتحدة مع أفغانستان بعد إنهاء 20 عامًا من الحرب كلفت دافعي الضرائب الأمريكيين حوالي 2 تريليون دولار.
كما يقدم تقييما أكثر اتزانا حول كيف تنظر إدارة بايدن للرئيس الأفغاني أشرف غني، وقدرته على التصدي للفساد، وإدارة الاقتصاد بعد مغادرة الولايات المتحدة من البلاد.
وداخل الإدارة الأمريكية، طبقا للمجلة، يعرب المسؤولون سرا عن مخاوفهم من افتقار الحكومة للقدرة الأساسية على الحكم، حتى في وقت يهدد فيه تصاعد هجمات حركة طالبان بالإطاحة بالحكومة أو إغراق البلاد في حرب أهلية بشكل أعمق.
وأبلغت وزارة الخارجية الأمريكية الكونجرس في أبريل/نيسان، وهو نفس الشهر الذي أعلن فيه بايدن الانسحاب الكامل للولايات المتحدة من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول، أن "التوصل لتسوية سياسية وتطبيقها سيتطلب تأدية الحكومة لوظائفها الأساسية وتناسق سياسي".
وأضافت الوزارة في تقريرها: "ضعف الحكم والمؤسسات السياسية، بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية الهيكلية، تترك الحكومة غير مجهزة لمجابهة تلك التحديات، ويتشكك الشعب بشكل متزايد في التزامها بسيادة القانون، والتصدي للفساد، وتعيين المسؤولين الكبار على أساس كفاءتهم وليس ولاؤهم الشخصي، ما يفاقم هذا الشعور بانعدام الثقة".
ومعقبا على ذلك، قال متحدث لوزارة الخارجية للمجلة إن "التسوية المتفاوض عليها بين الحكومة الأفغانية وطالبان، هي الطريقة الوحيدة لإنهاء 40 عاما من الحرب وتحقيق السلام"، محذرا من أن مزيدا من الصراع قد يعرقل المساعدات الأمريكية.
وأضاف المتحدث "في حين تتمتع الولايات المتحدة بخبرة طويلة في تقديم المساعدات بمناطق النزاع، ستصبح المساعدات بلا شك أكثر صعوبة في إدارتها، وستعاني كل من أفغانستان والتنمية الاقتصادية بالمنطقة غياب التسوية السياسية".
وتركز استراتيجية بايدن لما بعد الانسحاب على زيادة شفافية الحكومة الأفغانية، بما يمنح المواطنين مزيدا من السبل للمشاركة في الديمقراطية، والقضاء على الفساد المستشري، وتعزيز سيادة القانون.
وفي تقريرها، أقرت الخارجية بأن عنف طالبان المتصاعد "سيشكل خطرا كبيرا على عملية السلام، وقدرة المانحين على تقديم المساعدات التنموية والإنسانية التي هم في أمس الحاجة إليها".
جحيم على الأرض
في سياق متصل، تحدثت صحيفة "ذا صن" البريطانية عن أن أفغانستان تخاطر بأن تصبح "الجحيم على الأرض" مع سيطرة طالبان على الأراضي وفتح الباب أمام صعود الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش.
وحذر الخبراء الأمنيون من المصير الذي ينتظر الشعب الأفغاني بينما تخاطر الدولة بالسقوط في "ساحة معركة إرهابية" وسط سحب الولايات المتحدة لقواتها من البلاد بعد عقدين زمنيين.
وخلال أيام سيغادر الجنود الأمريكيون قاعدة باغرام الجوية بعد مرور 20 عاما على القتال بعد الإطاحة بطالبان، لكنهم يخشون أن يتركوا خلفهم دولة على حافة كارثة.
وحذر الجنرال الأمريكي سكوت ميلر من أن البلاد على شفا "حرب أهلية" مع سيطرة مسلحي طالبان على أكثر من ثلث أفغانستان، مؤكدا أن ذلك "يجب أن يكون مصدر قلق للعالم".
وطبقًا للصحيفة البريطانية، هناك مخاوف أيضا من أن تصبح البلاد ملاذا جديدا للقوات الإرهابية التي تريد شن هجمات ضد الغرب، مشيرة إلى مخاوف بشأن احتمال بدء عمل معسكرات تدريب جديدة بحلول سبتمبر/أيلول.
وقال البروفيسور أنتوني جليس، من مركز دراسات الأمن والاستخبارات بجامعة باكنجهام، إن حركة طالبان "عادت الآن للانتقام"، لكن الآثار المباشر ستكون على شعب أفغانستان، إذ يواجهون خطر العودة لحكم نظام وحشي فرض تشريعات صارمة، وأصدر عقوبات، مثل: قطع الرأس، والتعذيب.
كما تضمنت العقوبات التي قضت بها الجماعات الإرهابية: الجلد، وقطع الرأس، والإعدام، والصلب.
والأعمال الوحشية الدنيئة التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية موثقة جيدًا، لا سيما من قبل داعش الذين قد يسعون لإرساء حكم وحشي على أجزاء من أفغانستان كما فعلوا في العراق وسوريا، بحسب الصحيفة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA=
جزيرة ام اند امز