حفيدة ملك أفغانستان.. دعوة من "سيدة نوبل" تفتح الطريق لشرعية طالبان
أبواب مغلقة في وجه الأفغانيات وعقول تهاجر كابول دفعت حفيدة أحد ملوك أفغانستان إلى مطالبة العالم بالتواصل مع حركة طالبان.
محبوبة سراج، ناشطة حقوقية بارزة ومرشحة لجائزة نوبل للسلام تمسكت بالبقاء في أفغانستان عندما صعدت حركة طالبان إلى السلطة قبل 18 شهرًا.
تحذيرات "محبوبة" تتصاعد يومًا بعد الآخر عن اختفاء النساء في أفغانستان، وسط إصدار الحكام الجدد لكابول مراسيم تمحو بشكل منهجي المرأة من الحياة العامة.
صحيفة فورين بوليسي نقلت عن الناشطة الأفغانية قولها: "لم نعد موجودات.. لا يتم رؤيتنا.. لا يُسمح لنا بفعل أي شيء والذهاب إلى أي مكان والقيام بدراستنا والذهاب إلى العمل".
وضربت حركة طالبان بوعود احترام حقوق المرأة خلال محادثات السلام مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب "عرض الحائط"، وفقا للناشطة سراج، التي وصفت تلك الوعود بأنها "أكاذيب".
منذ عودة طالبان للحكم "كرروا تلك الأكاذيب للمسؤولين الغربيين السذج الذين تقابل مطالبهم بإلغاء القواعد المعادية للمرأة بالمزيد من الأكاذيب وحتى بقواعد أكثر صرامة"، بحسب محبوبة.
ومع اقتراب أفغانستان من حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، تزايدت قناعة (سراج - 75 عامًا) بأنه قد حان الوقت لكي يتعامل العالم مع حركة طالبان.
ابنة أخت أمان الله خان، ملك أفغانستان من عام 1926 إلى 1929، تخشى من هروب الأفغان البارزين والمتعلمين والقادرين، فـ"هجرة العقول ساعدت في سلب مستقبل البلاد".
وبعد 18 شهرًا من "الوحشية" -على حد وصف حفيدة الملك الأفغاني- فقد حان الوقت "للاستماع إلى جانب القصة من ناحية طالبان.. علينا حقًا أن نتوصل إلى اتفاق".
ومضت في طرح رؤيتها: "يجب أن تبدأ المحادثات مع طالبان.. لن نعمل بهذه الطريقة.. إذا لم نجلس ونتحدث معهم ونرى ما يمكننا فعله بالضبط ويمكنهم فعله فإن الأشخاص الذين سيدفعون مقابل ذلك، والذين يدفعون ثمناً باهظاً، هم فقراء أفغانستان.. النساء والأطفال".
حاليا محبوبة سراج تتولى منصب المدير التنفيذي لمركز تنمية مهارات المرأة الأفغانية، وتدير ملاجئ للعنف المنزلي في كابول للنساء والأطفال.
وتتهم محبوبة حركة طالبان بالرغبة في وضع النساء في السجن، وهو أمر كان قائما في "ظل الحكومة الجمهورية؛ حيث كانت الفتيات والنساء يتعرضن للسجن في كثير من الأحيان إذا هربن من الآباء أو الأزواج المسيئين".
وتضيف: "في كل مرة أتحدث فيها مع طالبان، أقول لهم: لقد أخذتم دولة رهينة.. هذا لن ينجح.. أسألهم: كم عدد الأشخاص أنتم 300 ألف - 400 ألف - 500 ألف.. وكم عدد سكان أفغانستان؟ 40 مليونا.. كم عدد النساء؟.. 20 مليون امرأة.. كيف يمكنك تجاهلنا؟ ماذا تفعل بنا؟.. أنا أقول نفس الشيء للعالم: كيف سمحت بشيء كهذا؟".
سراج أصيبت بيأس من الأفغان الذين فروا إلى المنفى وهم يتحدثون عما يحدث في أفغانستان تحت حكم طالبان، قائلة إنه ينبغي عليهم العودة ليروا كيف تبدو الحياة لمن لا يستطيعون المغادرة.
دعوة محبوبة سراج للتواصل مع طالبان والمثيرة للجدل ليست جديدة؛ بل تتماشى مع مطالبة السياسي البريطاني السابق روري ستيوارت في أواخر عام 2021 بالاعتراف الدبلوماسي بالحركة ورفع العقوبات المالية لصد تجاوزاتها الأيديولوجية.
aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNjEg جزيرة ام اند امز